بعد شهور من الإغلاق.. معبر رفح يعيد الحياة لمرضى غزة

بعد شهور من الإغلاق.. معبر رفح يعيد الحياة لمرضى غزة

بعد شهور من الإغلاق.. معبر رفح يعيد الحياة لمرضى غزة
معبر رفح

يُشكّل معبر رفح الحدودي بين جنوب قطاع غزة ومصر نقطة عبور معقدة، حيث يقع تحت تأثير الأوضاع السياسية والأمنية المتقلبة، على الجانب المصري، تُميّز بوابتان ضخمتان مدخل المعبر المؤدي إلى غزة، حيث يشكل المنفذ الوحيد للقطاع إلى العالم الخارجي بعيدًا عن السيطرة الإسرائيلية، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ووثقت التغطية الإعلامية من الجانب المصري لحظة إعادة فتح المعبر يوم السبت، بعد إغلاقه منذ شهر مايو، وذلك لإجلاء الحالات الطبية الحرجة، وأظهرت اللقطات لحظة نقل فتاة صغيرة، بُترت قدمها، إلى داخل سيارة إسعاف مصرية لتلقي العلاج.


شريان الحياة


وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه لا يمكن التقليل من أهمية أي إعادة فتح لمعبر رفح، ولو كان جزئيًا، فهو يحمل دلالات كبرى لسكان غزة الذين يواجهون حصارًا مشددًا منذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007. 

على مدار السنوات، اعتُبر المعبر بمثابة شريان حياة وفرصة نادرة للخروج إلى العالم، حتى لو كانت متاحة فقط لفئات محدودة مثل حاملي الجنسيات المزدوجة أو الموظفين في منظمات دولية أو من لديهم كافة أوراقهم الخاصة ما يسمح لهم بالتواحد على القوائم المصرية للخروج.

لكن مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح في مايو الماضي، أُغلق المعبر بالكامل، حتى أمام الحالات الطبية الطارئة، وسط اعتراض مصر على الوضع الأمني. 

إجلاء المرضى


وخلال الشهر الماضي، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الوضع الصحي في غزة بعبارات قاسية، مؤكدًا أن "منذ أكتوبر 2023، تم إجلاء 5383 مريضًا فقط بدعم من منظمة الصحة العالمية، من بينهم 436 فقط منذ إغلاق معبر رفح".

وأضاف: أن "هناك أكثر من 12 ألف شخص ما يزالون بحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي، وبالمعدل الحالي، قد يستغرق الأمر بين 5 إلى 10 سنوات لإجلاء جميع هؤلاء المرضى، بينهم آلاف الأطفال، في هذه الأثناء، تتفاقم أوضاعهم الصحية، ويموت بعضهم".

وأشارت الصحيفة، أنه ورغم سماح إسرائيل ببعض عمليات الإجلاء الطبي منذ مايو، بما في ذلك نقل 55 مريضًا في ديسمبر، إلا أن هذه الأرقام تظل ضئيلة جدًا مقارنة بالاحتياجات الهائلة، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الذي شدد الأسبوع الماضي على أن 2500 طفل بحاجة إلى إجلاء طبي فوري. 


تقدم الاتفاقات


وتابعت الصحيفة، أنه إذا كان فتح المعبر أمام 50 طفلًا وعائلاتهم يمثل خطوة أولى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فإن لهذا التطور دلالة أخرى أيضًا، ففي الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بالإفراج عن رهائنها، بدأ الفلسطينيون في غزة يلمسون بعض الفوائد من الاتفاق، بعيدًا عن مجرد وقف القتال. 

كما سُمح لعدد كبير من النازحين من شمال القطاع بالعودة إلى مناطقهم المدمرة بعد أن تم تهجيرهم قسرًا بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية، إضافةً إلى ذلك، شهد يوم السبت إطلاق سراح 111 معتقلًا فلسطينيًا كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية بعد اعتقالهم في غزة. 

أما على المستوى السياسي، فقد فُتح معبر رفح بموجب ترتيب جديد يشمل نشر مراقبين من الاتحاد الأوروبي للإشراف على مسؤولين من السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، من أجل تنظيم حركة العبور من القطاع.