تناقض السلطة الفلسطينية.. ترفض مساعدات الإمارات وتقبل اللقاح الإسرائيلي!

تناقض السلطة الفلسطينية.. ترفض مساعدات الإمارات وتقبل اللقاح الإسرائيلي!
صورة أرشيفية

يبدو أن المتاجرة بالقضية الفلسطينية، باتت أمرا معتادا بين الكثيرين، حتى من المسؤولين بالحكومة أنفسهم، ليظهروا ازدواجية مثيرة للجدل، حتى في خضم جائحة فيروس كورونا المستجد.

ازدواجية وزيرة الصحة الفلسطينية 


وفي آخِر تلك الصور، هي ‏وزيرة الصحة الفلسطينية "مي الكيلة" التي رفضت المساعدات الإماراتية بحجة التطبيع، لتتلقى مؤخرًا لقاح كوفيد 19 برعاية دولة ‎إسرائيل.

حملة التطعيم في فلسطين


ويأتي ذلك، خلال بداية وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الثلاثاء، حملة التطعيم ضد فيروس (كورونا)، التي بدأت بالطواقم الصحية والطبية العاملة في غرف العناية المكثفة، داخل مراكز ومستشفيات علاج مرضى الفيروس.

وتلقت وزيرة الصحة، مي الكيلة، اللقاح، في مستشفى "هوغوتشافير" في ترمسعيا، ثم تم تطعيم الكادر الطبي العامل في غرف العناية المكثفة هناك بلقاح "موديرنا".

وحصلت وزارة الصحة على 2000 جرعة من لقاح (موديرنا)، حيث أعلنت أن الأولوية في تلقي التطعيمات المضادة لفيروس (كورونا) هي للكوادر العاملة في القطاع الصحي، كونهم الفئة الأكثر احتكاكاً بالمرضى، والأكثر تعرضاً لخطر الإصابة، ثم فئة كبار السن، الذين تزيد أعمارهم عن (60 عاماً) والمصابون بالأمراض المزمنة، وذلك لأنه في حال إصابتهم بالفيروس، فسيكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة.

كما ستتم حملة التطعيم مع لقاح (سبوتنيك) الروسي، حيث ستصل فلسطين 5000 جرعة بعد أيام، إضافة إلى 37 ألف جرعة من مبادرة (كوفاكس) التي أطلقتها منظمة الصحة والتحالف العالمي من أجل ضمان استفادة دول العالم من اللقاحات ضد جائحة (كوفيد- 19).

كما اشترت الحكومة الفلسطينية لقاحات (إسترازانيكا) وستصل فلسطين أيضاً خلال الفترة المقبلة.


فلسطين ترفض مساعدات الإمارات


ويعتبر موقف وزيرة الصحة الفلسطينية، مثيرًا للجدل كون عملية التطعيم الحالية تتم برعاية إسرائيل، فضلا عن أنها قبل أسابيع تداولت تقارير عبرية أن تل أبيب نقلت للوزارة لقاحات كورونا سرا، بينما نفته الوزارة لاحقا، قائلة إن "شركات إسرائيلية غير حكومية عرضت على وزارة الصحة الفلسطينية استلام 20 لقاحاً فقط لتجربتها من جانب وزارة الصحة وهو أمر رفضته الوزارة بشكل قاطع".

وما يثبت تلك الازدواجية المثيرة للتساؤل، هو أنه قبل أشهر، رفضت الوزيرة الفلسطينية استلام مساعدات إماراتية، بدعوى أنها تمت عن طريق إسرائيل وبدون التنسيق معها. 

وأرجعت رفض استلام تلك المساعدات كون الإمارات لم تنسق مع دولة فلسطين وأن الحكومة ترفض أن تكون تلك المساعدات جسرا للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل.

وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة أن السلطة لا تستطيع استقبال المساعدات الإماراتية لأنه لم يتم التنسيق معنا بشأنها.

المثير للجدل أنه قبل أيام من تلك الواقعة، تسلمت وزارة الصحة الفلسطينية، شحنة مساعدات طبية من الحكومة التركية لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد، برام الله، عبرت من نفس المطار، بحضور وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، ووزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، والقنصل التركي العام لدى دولة فلسطين أحمد رضا ديمير.

وأعلن وقتها العديد من الرموز والشخصيات البارزة الفلسطينية رفضهم لموقف وزيرة الصحة، خاصة لمواقف الإمارات الداعمة باستمرار للقدس على خلاف تركيا التي تتاجر بالشعب الفلسطيني والأكاذيب والشعارات الفارغة، بينما ضربت الإمارات مثالا مميزا للغاية في الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني وحققت لاحقا إنجازا دبلوماسيا لا مثيل له لحل الأزمة مع فلسطين برعاية أميركا.