تعاون أمني جديد والسيطرة على المونديال.. هل أصبحت قطر ولاية تركية جديدة رسميا؟
تعيش قطر تحت الوصاية التركية في ظل حكم تميم بن حمد آل ثان
رغم الرفض الشعبي الواسع والضيق من تقارب الحكومة القطرية للنظام التركي، بصورة فجة، جعل الدوحة أشبه بولاية تابعة لأنقرة، وسط انتقادات دولية أيضا، إلا أن القصر الأميري ماضٍ في خطواته لأجل تركيا ورئيسها بكل السبل.
تقارُب أمني جديد
وبين مختلف المجالات، تتقارب قطر مع تركيا يوميا، ليتغلغل الأتراك في كيان الدولة، إذ تسعى الدوحة إلى تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين، مع قرب موعد انطلاق مونديال كأس العالم 2022.
وخلال الفترة الماضية، عقد مسؤولو الجانبين العديد من الاجتماعات لبحث التعاون المشترك في مختلف مجالات الأمن، إذ التقى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، يوم الخميس الماضي، بسفير الدوحة لدى أنقرة، وبحث معه سبل تعزيز التعاون.
مساعٍ أمنية مشبوهة
وتنامت العلاقات القطرية التركية بصورة كبيرة منذ عام 2017، لاسيما فيما يتعلق بمجالات الأمن والدفاع، عبر اتفاقيات وصفقات ومذكرات تفاهم تخدم الطرفين، حيث إنه في نوفمبر 2021، تمكنت الاستخبارات التركية بدعم من نظيرتها القطرية من تحرير 7 مواطنين أتراك كانوا محتجزين لعامين كاملين في مناطق سيطرة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر شرقي ليبيا.
وفي مارس من العام الماضي، وقع الطرفان عدة اتفاقيات تعاون جديدة، في ختام الاجتماع الثالث للجنة العليا العسكرية المشتركة، ثم في أغسطس، وقعت شركة "هافلسان" التركية للصناعات الإلكترونية الجوية وشركة "برزان" القطرية القابضة اتفاقية تعاون في مجال الصيانة، على هامش معرض الصناعات الدفاعية الدولي الـ 15 "آيدف" المقام في إسطنبول والتي تنص على تقديم الشركة التركية خدمات الصيانة والإصلاح والتشغيل والتحديث لنظيرتها القطرية، لمدة 3 سنوات، بنسبة نشاط تصل إلى 90%.
وفي ديسمبر الماضي، أجرى البلدان، اجتماع اللجنة الإستراتيجية المشتركة في الدوحة بحضور أمير قطر، تميم بن حمد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتم توقيع 14 اتفاقية تعاون في مجالات مختلفة بينها الأمن والدفاع.
مونديال 2022
كما أن قطر حرصت على تمكين تركيا من المونديال، تحت مظلة الأمن، رغم تدهور الأوضاع الأمنية في أنقرة بالأساس، وذلك لرغبة أردوغان في الظهور بهيئة الدولة القوية وفرض قبضته على ذلك الحدث الرياضي الهام، إذ إنه في ديسمبر الماضي، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن بلاده سترسل 3 آلاف شرطي للمشاركة في تأمين وضمان أمن بطولة نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تحتضنها قطر شتاء 2022، ملمحًا إلى إمكانية زيادة هذا العدد.
وأشار إلى أن وزارتَي الداخلية التركية والقطرية وقَّعتا اتفاقية لتنظيم الفعاليات الكبرى، حيث إن الاتفاقية تتضمن مشاركة تركيا بالتنظيم الأمني لكأس العالم لكرة القدم في قطر 2022.
وفي أكتوبر 2019، وقَّعت الحكومتان اتفاقية تعاوُن بينهما بشأن التدابير الأمنية المتخذة لتنظيم مونديال قطر، يتم بموجبه التعاون في تدابير مكافحة الجريمة خلال الأحداث الكبرى، وتدابير مكافحة الإرهاب، والمشاركة في البعثات الميدانية ذات الصلة باستضافة الأحداث الضخمة.
ويأتي ذلك بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك التي تم تفعيلها منتصف 2017، في مجال الأمن والدفاع، حيث نشرت تركيا قوات تابعة لها في قاعدة عسكرية في قطر بعد ذلك، ثم في ديسمبر 2019، افتتحت قطر مقر قيادة عمليات عسكرية مشتركة مع تركيا، في قاعدة خالد بن الوليد العسكرية في الدوحة.