بسبب سُوء الإدارة الإيرانية.. أزمات جفاف وعطش تجتاح إيران.. ما القصة؟
تضرب الأزمات إيران وتخرج المظاهرات ضد نظام الملالي
أزمات عديدة شديدة تشهدها إيران، بسبب سوء الإدارة الإيرانية والتي كانت آخرها أزمة جفاف حادة وموجة عطش التي ما زالت تجتاح عددا من المحافظات الإيرانية.
سُوء الإدارة الإيرانية
سوء إدارة الحكومة الإيرانية والخلل في علاج أزمة المياه، دفع المواطنين إلى الاستمرار في تنظيم احتجاجات على سوء إدارة مافيا المياه في السلطة، بحسب ما يصف النشطاء المدنيون ونشطاء البيئة الإيرانيون.
ونظمت معظم المدن الإيرانية في شهركرد، عاصمة محافظة جهارمحال وبختياري الواقعة جنوب غرب إيران، منذ بداية الأسبوع الماضي، مسيرات احتجاج على خطط السلطات الإيرانية في التعامل مع أزمة المياه، وجفاف الأنهار بسبب نقل المياه للصناعات العسكرية والتجارية الحكومية، ما أسفر عن مقتل 3 محتجين واعتقال العشرات.
احتجاجات كبيرة
وشهدت أصفهان، ثالث أكبر مدينة في إيران، احتجاجات على نقص المياه في نهر زايندهرود، أكبر نهر في المنطقة والذي يواجه جفافًا يهدد السكان المحليين.
وذكر تقرير لمؤسسة رؤية: كانت المنطقة الزراعية حول أصفهان تزود بشكل جيد من نهر زايندهرود، لكن المصانع القريبة اعتمدت عليه بشكل متزايد على مر السنين. كان النهر يتدفق في السابق تحت الجسور التاريخية في وسط مدينة أصفهان، لكنه الآن شريط قاحل من التراب.
إدانات حقوقية
وكشفت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن 3 متظاهرين نُقلوا إلى جناح الطب الشرعي والمشرحة في سجن دستغرد بمحافظة أصفهان.
وأشارت المنظمة في تقريرها عن الاحتجاجات إلى أن أكثر من 120 شخصًا اعتُقلوا ونُقلوا بواسطة سيارات الإسعاف إلى سجن دستغرد.
ورغم محاولات قوات الشرطة تفريقهم، ردد المتظاهرون هتافات متواصلة ضد الفاسدين في النظام، وواصفين الحكومة الإيرانية والرئيس إبراهيم رئيسي بالناهبين، كما ردد المتظاهرون شعار «رجال الشرطة عار»، و”الموت للديكتاتور” في إشارة لمرشد إيران علي خامنئي.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية ومنها التلفزيون الرسمي، أن قوات الأمن أطلقت، الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش واستخدمت الهراوات، خلال اشتباكات مع المزارعين والأهالي المحتجين في الحوض الجاف لنهر زايندهرود.
وشهدت شبكة الإنترنت في المدن الإيرانية خللاً وانخفاضًا في سرعتها، فيما رد المتظاهرون برشق الشرطة بالحجارة وإشعال النار في دراجة بخارية للشرطة وسيارة إسعاف.
وأظهرت بعض المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين، حيث أطلق رجال أمن في أصفهان، فيما يبدو طلقات الخرطوش على المحتجين في قاع النهر الجاف، كما أطلقوا طلقات في الشوارع القريبة، وهاجموا خيام الاحتجاج وأضرموا فيها النيران.
وتعد أزمة المياه ليست بجديدة على طهران، فالجفاف مشكلة منذ حوالي ثلاثين عامًا، لكنها تفاقمت منذ العقد الماضي، وفق منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة.
وبحسب منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية، فإن نحو 97% من البلاد، يواجه الآن مستوًى معينًا من الجفاف، مهدِّدًا الحياة المعيشية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المواطنون.
في عام 2012، اشتبك مزارعون مع الشرطة في بلدة بإقليم أصفهان ما أدى إلى كسر أنبوب مياه يُحوِّل نحو 50 مليون متر مكعب من المياه سنويًا إلى مقاطعة مجاورة. استمرت احتجاجات مماثلة بشكل متقطع منذ ذلك الحين.