اتفاقية الماس بين قطر وإسرائيل توسع العلاقات بين البلدين
تخطط قطر لإبرام اتفاقية الماس مع إسرائيل
أكدت تقارير صحفية، اليوم السبت، أن قطر تخطط لإقامة منطقة تجارة حرة للماس والذهب، والتي تحتاج إلى موافقة إسرائيلية للانضمام إلى الدول التي يحق لها تجارة الماس.
وأشارت التقارير إلى أنه بعد سنوات من المقاطعة الرسمية والتعامل السري بين قطر وإسرائيل في الخفاء، بجانب التشدق بمعارضة اتفاقية إبراهيم للسلام بين إسرائيل ودول في الخليج العربي، فقد توصلت قطر إلى اتفاق تجاري مع إسرائيل بشأن الماس.
وأشارت صحيفة "جلوبس" إلى أنه على الرغم من أن الاتفاقية بين قطر وإسرائيل تتعلق بترتيبات فنية ظاهريًا في قطاع أعمال مهم، إلا أنها تشير إلى وجود علاقات مباشرة بين البلدين واتصالات بشأن المسائل المدرجة في جداول أعمالهما.
وأكد مصدر مطلع على هذه الاتصالات، أن قطر لن تتوقف عن إبرام المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل، طالما أن ذلك يناسب مصالحها، كما حدث في حالة اتفاق الماس.
كما أشار المصدر إلى أن قطر التي ستستضيف كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، تعهدت بالسماح لأي سائح يرغب بالحضور لمشاهدة المونديال، بما في ذلك الإسرائيليون، وأن الدوحة تحاول أن تثبت للعالم أنها ستفي بتعهداتها، وأن اتفاقية الماس مع إسرائيل تشير إلى رغبتها في الظهور كدولة منفتحة على العالم.
كما علمت صحيفة "جلوبس" أن حكومة قطر تعهدت بالسماح لتجار الماس الإسرائيليين بدخول البلاد دون صعوبة، وحتى إنشاء مكاتب تمثيلية إذا رغبوا في ذلك ، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، علاوة على أن قطر هي تلك الدولة التي تشدقت دائما بمعارضة اتفاقية إبراهيم الإسرائيلية للسلام مع الإمارات والبحرين، عندما وقع الاتفاقية كبار مسؤولي وزارة الخارجية في البلدين.
وبحسب الصحيفة، تعتزم قطر إنشاء منطقة تجارة حرة تتخصص في الأحجار الكريمة والذهب، ثم لاحقًا لتشكيل بورصة للماس على غرار دبي. ولا تزال هذه الخطوة تتطلب الموافقة النهائية من قبل الجلسة الكاملة للدول الأعضاء في برنامج شهادات عملية كيمبرلي، وسيتطلب إنشاء بورصة موافقة اتحاد تبادل الماس، ولكن بعد الحصول على الموافقة الإسرائيلية، فإن الطريق سيكون مفتوحا أمام قطر .
وأكد د. رون ملك، مدير عام وزارة الاقتصاد والصناعة، تفاصيل القصة لـ "جلوبس". وقال إنه في أعقاب الحوار الوثيق والمستمر بين الوزارة وتجار الماس الإسرائيليين ومع وزارة الخارجية، تلقت إسرائيل تعهدًا بعدم الإضرار بمصالح تجار الماس الإسرائيليين وعدم التمييز ضدهم.
وأضاف أن تجار الماس الإسرائيليين سيكون بمقدورهم الوصول إلى المركز التجاري الذي تنوي قطر إقامته. وأنه بعد هذا التعهد من جانب الدوحة، لم تعترض إسرائيل على انضمام قطر إلى المنظمة.
وبحسب مالكا، فإن هذا التطور يدل على تعزيز مكانة إسرائيل الاقتصادية والتجارية في قطر. ولدى سؤاله عما إذا كانت الاتفاقية مع قطر تبشر بمزيد من الاتفاقات، أجاب أن إسرائيل مستعدة ومنفتحة على أي مبادرة ونهج من أي دولة في المنطقة، بما في ذلك قطر.
وقالت مصادر في بورصة الماس الإسرائيلية ، رداً على استفسارات من "جلوبس" : إنها ترحب بالاتفاقية، وأن هذه خطوة مهمة للغاية فتحت أسواقًا جديدة لتجار الماس الإسرائيليين ولصناعة الألماس الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة، لتمثيل إسرائيل في جميع أنحاء العالم.
وتقول الصحيفة إن الأهمية الاقتصادية المباشرة للاتفاقية ليست عالية، على الأقل ليس في السنوات القليلة المقبلة. ووفقًا لكبار المسؤولين في صناعة تجارة الماس في إسرائيل، وفي بورصة دبي للماس، سيستغرق الأمر من القطريين وقتًا لتأسيس تجارة مهمة والحصول على موطئ قدم في مجال يسيطر عليه لاعبان مخضرمان قويان.
وتوفر العلاقات الوثيقة والمباشرة بين إسرائيل وبورصة دبي للماس روابط للتجار من الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. ومع ذلك ، تكمن أهمية الاتفاقية في كونها أول اتفاقية تجارية بعد قطع العلاقات بين البلدين بعد عملية الرصاص المصبوب وتوقيع اتفاقيات إبراهيم، وفي كونها انفتاحًا على الاقتصاد التجاري في المستقبل.
ومن المحادثات مع المصادر الدبلوماسية والتجارية التي تتعامل مع التجارة مع دول الخليج ، يبدو أن الخطوة تمثل مزيجًا من الاحتياجات والمصالح والرغبة من جانب قطر في عدم استبعادها في الميزان الدبلوماسي الجديد في الشرق الأوسط بعد اتفاقيات إبراهيم، وهي الاتفاقات التي كانت قطر تعاديها في الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى العلاقات الإسرائيلية القطرية المتواصلة، مؤكدة أن قطر كانت لديها علاقات مستمرة مع إسرائيل، لافتة إلى أنه خلال فترة اتفاقيات أوسلو، التقى شمعون بيريز ، وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك ، عدة مرات مع قادة قطريين ، وفي عام 1996 وتم افتتاح مكاتب تمثيلية في تل أبيب والدوحة.
وانقطعت العلاقات الرسمية في عام 2009 خلال عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة.
وفي السنوات الأخيرة ، وفي محاولاتها للعودة إلى موقع النفوذ، مولت قطر مشاريع مختلفة في قطاع غزة، وفي عام 2017 ، قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: إن العلاقات بين قطر وإسرائيل كانت جيدة.
وأضافت الصحيفة أنه في العامين الماضيين، مولت قطر الوقود لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة وقدمت المال لعشرة آلاف أسرة محتاجة هناك كل شهر. وفي سياق الاتصالات حول هذه الأمور، زار رئيس الموساد السابق يوسي كوهين الدوحة، لكن بعد توقيع اتفاقي إبراهيم مع الإمارات والبحرين، أعلنت قطر أنها لن تنضم إليهما وبدأت في إعلان العداء.
وتوقعت الصحيفة أن تكون اتفاقية الماس بداية لإبرام اتفاقيات اقتصادية أخرى بين قطر وإسرائيل، حتى لو لم يكن بإعلان شكل التطبيع الكامل للعلاقات.