العرب يتحدون في القاهرة.. رفض تهجير الفلسطينيين ودعم الأونروا
العرب يتحدون في القاهرة.. رفض تهجير الفلسطينيين ودعم الأونروا

في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، اجتمعت القوى العربية في العاصمة المصرية القاهرة لبحث سبل إنقاذ الوضع المتأزم، الاجتماع السداسي العربي، الذي ضم وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات، بالإضافة إلى ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة الدول العربية، جاء كرسالة واضحة للعالم بضرورة التمسك بحل الدولتين، ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.
في وقت تشتد فيه الأزمات الإنسانية وتتصاعد التوترات السياسية، يبرز هذا الاجتماع كمنصة لتوحيد الجهود العربية والدولية لإنقاذ غزة من براثن الحرب والفوضى.
*دعم اتفاق غزة ورفض التهجير*
اجتمع وزراء خارجية ست دول عربية في القاهرة، يوم السبت الماضي، في محاولة لتوحيد الرؤى والجهود لدعم تنفيذ اتفاق غزة بكل مراحله.
وقد أكد المجتمعون رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وهو الموقف الذي يأتي في أعقاب مقترحات أمريكية مثيرة للجدل بخصوص نقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن.
هذه المقترحات، التي أثارت موجة من الرفض العربي والدولي، تمت مناقشتها بشكل مفصّل خلال الاجتماع، حيث أكد المشاركون على ضرورة العمل مع الإدارة الأمريكية لتحقيق حل الدولتين كمسار وحيد للسلام في المنطقة.
*الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار*
أكد الاجتماع على أهمية استدامة وقف إطلاق النار في غزة، وهو الأمر الذي يعد شرطًا أساسيًا لبدء عملية إعادة الإعمار الشاملة.
كما تم التأكيد على ضرورة إزالة جميع العقبات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية والإيوائية إلى القطاع، بما في ذلك مواد البناء اللازمة لإعادة تأهيل المنازل والبنية التحتية المدمرة.
وأشار المشاركون، أن استمرار الحصار الإسرائيلي يشكل عقبة كبرى أمام تحقيق هذه الأهداف؛ مما يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لضمان تدفق المساعدات دون عوائق.
*رفض تحجيم دور الأونروا*
من بين القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها في الاجتماع، رفض أي محاولة لتحجيم دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقد جاء هذا الرفض في أعقاب قرار الحكومة الإسرائيلية بحظر أنشطة الأونروا في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، وهو القرار الذي وصف بأنه "كارثي" على حياة ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد المجتمعون على أهمية دعم الأونروا كجهة رئيسية تقدم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، ودعوا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في هذا الصدد.
*دور المجتمع الدولي*
دعا المشاركون في الاجتماع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتنفيذ حل الدولتين وضمان انسحاب إسرائيل من غزة.
كما تمت مناقشة أهمية تمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمهامها في القطاع، بما في ذلك إدارة عملية إعادة الإعمار وعودة المهجرين إلى منازلهم بشكل آمن.
وأكد المجتمعون، أن أي محاولة لتقسيم غزة أو تقليص دور السلطة الفلسطينية ستكون بمثابة انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة.
من جانبه، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية: إن الاجتماع السداسي العربي في القاهرة يعكس محاولة جادة من الدول العربية لتوحيد مواقفها في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية، خاصة بعد المقترحات الأمريكية المثيرة للجدل بخصوص تهجير الفلسطينيين.
وأضاف -في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-، أن هذا الاجتماع يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التضامن العربي، لكنه يطرح تساؤلات حول مدى فعالية هذه الخطوات في ظل غياب آلية تنفيذية واضحة.
وتابع: فالقضية الفلسطينية تحتاج إلى أكثر من البيانات السياسية؛ فهي تتطلب ضغوطًا دولية ممنهجة على إسرائيل لإنهاء احتلالها وضمان حقوق الفلسطينيين، مضيفًا، أن رفض تحجيم دور الأونروا يعد موقفًا صائبًا، لكنه يحتاج إلى دعم مالي وسياسي من الدول العربية لتعزيز دور الوكالة في ظل التحديات التي تواجهها، قائلًا: "في النهاية، نجاح هذه الجهود مرهون بقدرة الدول العربية على تحويل الكلمات إلى أفعال ملموسة على الأرض".
*المباحثات الثنائية*
استبق وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الاجتماع بمباحثات ثنائية مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، حيث تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في دعم القضية الفلسطينية.
هذه المباحثات الثنائية تعكس أهمية التنسيق المسبق بين الدول العربية لضمان نجاح الاجتماعات متعددة الأطراف، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تطورات متسارعة، خاصة بعد مقترحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي أثارت جدلًا واسعًا.
كما أن قرار إسرائيل بحظر أنشطة الأونروا يعد تطورًا خطيرًا في الصراع، حيث إن الوكالة توفر خدمات أساسية لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
هذا القرار - الذي دخل حيز التنفيذ، يوم الخميس الماضي- يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة؛ مما يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا.