إيران والفضاء.. الغطاء السري لتطوير البرنامج النووي
إيران والفضاء.. الغطاء السري لتطوير البرنامج النووي

كشف تقرير استخباراتي حديث عن استخدام إيران لبرنامجها الفضائي كواجهة سرية لتعزيز قدراتها النووية، وسط تحذيرات متزايدة من استغلالها للتكنولوجيا الفضائية في تطوير رؤوس حربية نووية.
ووفقًا لمعلومات حصرية حصلت عليها شبكة "فوكس نيوز"، فإن "منظمة الابتكار والدراسات الدفاعية" (SPND)، التي تديرها وزارة الدفاع الإيرانية، تشرف على عمليات سرية في مواقع مخصصة للبرنامج الفضائي الإيراني؛ مما يثير الشكوك حول وجود مشروع موازٍ لبناء سلاح نووي تحت غطاء الاستكشاف الفضائي.
مواقع استراتيجية تحت غطاء الفضاء
بحسب التقرير، تعمل إيران على تعزيز برنامجها النووي من خلال موقعي شاهرود وسمنان، وهما منشأتان كانتا في الأصل جزءًا من برنامج تطوير الصواريخ الفضائية، لكن الأدلة الحديثة تشير إلى تحويلهما إلى مراكز بحث وتطوير خاصة بأنظمة التسلح النووي.
وأكد تقرير صادر عن "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" (NCRI)، وهو منظمة معارضة مقرها واشنطن وباريس، أن طهران زادت جهودها في الأشهر الأخيرة لتطوير رؤوس نووية في هذين الموقعين، ما يعزز فرضية استخدام البرنامج الفضائي كغطاء لنشاطات محظورة.
"شاهرود".. معقل تطوير الصواريخ النووية
يعتقد أن مركز شاهرود الفضائي، الذي يُستخدم أيضًا من قبل الحرس الثوري الإيراني لتطوير الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، أصبح مقرًا رئيسيًا لعناصر الوكالة السرية المعنية بالأسلحة النووية.
وكان المركز قد جذب اهتمامًا دوليًا عام 2022، عندما أعلنت إيران عن تطوير صاروخ "قائم-100"، المصمم أساسًا لإطلاق الأقمار الصناعية، لكنه يتمتع أيضًا بقدرات باليستية بعيدة المدى تصل إلى 1400 ميل، أي أكثر بكثير من مدى صاروخ "قاصد" السابق.
ووفقًا لمصادر استخباراتية، تعمل إيران على تطوير رأس نووي لصاروخ "قائم-100"، الذي يستخدم وقودًا صلبًا ويبلغ مداه أكثر من 3000 كيلومتر، كما يتمتع الموقع بحماية أمنية مشددة، حيث يُمنع الموظفين من إدخال سياراتهم، ويتم نقلهم داخل المجمع من قبل عناصر الحرس الثوري، في إشارة إلى أهمية وحساسية الأنشطة الجارية هناك.
وأكد تقرير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن صاروخ "قائم-100" صُمم منذ البداية ليكون قادرًا على حمل رأس نووي، مشيرًا أن الجنرال حسن طهراني مقدام، المهندس الرئيسي لبرنامج الصواريخ الإيراني، أشرف بشكل مباشر على المشروع.
ميناء "الخميني الفضائي".. بوابة للبرنامج النووي؟
أما الموقع الثاني الذي أثار القلق فهو "ميناء الإمام الخميني الفضائي" في سمنان، حيث أجرت إيران مؤخرًا اختبارًا لصاروخ فضائي ضخم، قادر على حمل حمولة تصل إلى 660 رطلاً، مستخدمًا وقودًا سائلًا متطورًا.
وبحسب التقرير، تستخدم إيران تقنيات الوقود السائل في هذا الموقع لتطوير صواريخ من طراز "سيمرغ"، التي يصل مداها إلى أكثر من 1800 ميل، ويمكن تعديلها لحمل رؤوس نووية، ما يعكس رغبة إيران في الجمع بين برنامج الفضاء وتطوير الصواريخ الاستراتيجية.
تحذيرات دولية من تجاوز تخصيب اليورانيوم
في ظل هذه التطورات، حذر نائب مدير مكتب "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" في واشنطن، علي رضا جعفر زاده، من أن المجتمع الدولي يرتكب خطأً فادحًا إذا ركّز فقط على نسبة تخصيب اليورانيوم، دون مراقبة تطوير الرؤوس الحربية ومنظومات الإطلاق.
وقال جعفر زاده: من السذاجة الاعتقاد بأن إيران ستكتفي بتخصيب اليورانيوم فقط. تطوير القنبلة لا يتوقف عند كمية اليورانيوم، بل يشمل تصميم الرأس الحربي وأنظمة الإطلاق، وهذه هي المرحلة التي دخلتها إيران الآن".
ويأتي هذا في وقت حذرت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران طوّرت حوالي 440 رطلاً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة جدًا من الحد المطلوب لصنع قنبلة نووية (90%).
وتشير التقديرات، أن 92 رطلًا فقط من اليورانيوم عالي التخصيب تكفي لصنع قنبلة نووية واحدة، مما يعني أن إيران تمتلك حاليًا ما يكفي لإنتاج خمس قنابل نووية إذا واصلت عمليات التخصيب دون قيود.
مخاوف من اقتراب إيران من "اللحظة الحاسمة"
وسط هذه التقارير، تتزايد المخاوف الدولية من أن إيران باتت على بعد خطوات قليلة من تحقيق القدرة النووية العسكرية الكاملة، مستغلة الغموض حول برامجها الفضائية لإخفاء نشاطاتها الحقيقية.
ويرى مراقبون، أن عدم اتخاذ إجراءات حاسمة الآن قد يمنح طهران فرصة ذهبية للوصول إلى سلاح نووي؛ مما سيغير موازين القوى في الشرق الأوسط ويشعل سباق تسلح خطير في المنطقة.