مؤتمر عالمي وزاري بالقاهرة لدعم الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة.. ما التفاصيل؟
مؤتمر عالمي وزاري بالقاهرة لدعم الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة.. ما التفاصيل؟
تحت رعاية وزارة الخارجية المصرية، انطلق اليوم في العاصمة المصرية القاهرة المؤتمر الوزاري لدعم الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، وذلك بمشاركة ممثلين عن عدد من الدول العربية والدولية والمنظمات الإنسانية.
يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي في تقديم الدعم الإنساني العاجل لسكان قطاع غزة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يشهدها القطاع نتيجة الصراع المستمر.
مشاركة واسعة
شهد المؤتمر حضورًا رفيع المستوى من ممثلي الدول العربية، بما في ذلك مصر والأردن والسعودية والإمارات، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية مثل الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية.
كما حضر المؤتمر عدد من كبار المسؤولين من المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الإغاثة.
أبرز محاور المؤتمر
وتضمن المؤتمر العديد من الجلسات النقاشية التي تناولت طرق تعزيز الدعم الإنساني لقطاع غزة في مختلف المجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية، المياه والصرف الصحي، الغذاء، والتعليم.
وركزت المناقشات على ضرورة توفير مساعدات طارئة ومستدامة لتلبية احتياجات السكان المتضررين من الصراع.
في كلمته الافتتاحية، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي على أهمية تضامن المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني، بالأخص في ظل الظروف القاسية التي يواجهها سكان غزة. وقال: "مصر ستظل ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، وسنعمل مع شركائنا الدوليين لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة."
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالته التي تم تلاوتها خلال المؤتمر، إلى "وقف فوري لإطلاق النار في غزة"، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حل سياسي طويل الأمد يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة.
كما أشار أن الاستجابة الإنسانية الحالية "لا تكفي لمواجهة الاحتياجات المتزايدة، مما يتطلب دعمًا إضافيًا من المجتمع الدولي."
التعاون الإقليمي والدولي
تجدر الإشارة أن مصر قد أبدت استعدادها لتكون نقطة انطلاق رئيسية لتنسيق الجهود الإغاثية، من خلال تفعيل آلية التعاون الإقليمي والدولي التي تضمن وصول المساعدات إلى غزة بسرعة وكفاءة وناقش المؤتمر أهمية فتح المعابر بشكل دائم لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل مباشر إلى المدنيين.
ختام المؤتمر
في ختام المؤتمر، تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة دولية تضم ممثلين من مختلف الأطراف المعنية لمراقبة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها وتنسيق الجهود لتأمين المساعدات بشكل منظم وفعّال.
كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول والجهات المانحة لتوسيع حجم المساعدات الإنسانية وتحقيق أكبر قدر من الفائدة للسكان في قطاع غزة.
ويعد هذا المؤتمر خطوة هامة نحو تعزيز الجهود الدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، مع تأكيد المجتمع الدولي على أهمية استمرار الدعم الإنساني لضمان حقوق الإنسان في هذه المنطقة المنكوبة.
في هذا الصدد، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مؤتمر القاهرة الوزاري لدعم الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة يمثل "خطوة هامة ومؤثرة في تعزيز الدعم الدولي للقطاع في ظل الأزمة الإنسانية الراهنة".
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن المؤتمر يعكس "الالتزام العربي والدولي المستمر بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة الذي يعاني من أوضاع مأساوية نتيجة الصراع المستمر".
وأوضح فهمي، أن التواجد الرفيع المستوى للمسؤولين من مختلف الدول العربية والمنظمات الدولية في المؤتمر يشير إلى "جدية المجتمع الدولي في تعزيز التنسيق بين الدول العربية والدولية لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة ومستمرة"، مشيرًا أن مصر تلعب دورًا محوريًا في هذا الصدد بفضل موقعها الاستراتيجي وعلاقاتها المتميزة مع العديد من الأطراف الدولية.
وأضاف: أن "التركيز على توفير مساعدات إنسانية في مجالات الصحة، الغذاء، والمياه سيكون له تأثير كبير في التخفيف من وطأة الأزمة"، مشددًا على ضرورة أن "يتزامن الدعم الإنساني مع جهود سياسية لإيجاد حل طويل الأمد للأزمة الفلسطينية".
واختتم طارق فهمي تصريحاته بالتأكيد على أن "مؤتمر القاهرة يعكس أيضًا رسالة تضامن قوية من الدول العربية مع فلسطين في مواجهة التحديات المتزايدة التي يعاني منها القطاع، وهو ما يعزز من موقف مصر والجهود الإقليمية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".