منصور السعادي.. مهندس الهجمات البحرية الحوثية تحت نيران الاستهداف الأمريكي

منصور السعادي.. مهندس الهجمات البحرية الحوثية تحت نيران الاستهداف الأمريكي

منصور السعادي.. مهندس الهجمات البحرية الحوثية تحت نيران الاستهداف الأمريكي
منصور السعادي

تُواصل الضربات الأمريكية استهداف البنية العسكرية للحوثيين، وسط تصعيد غير مسبوق يهدف إلى تقويض قدراتهم الهجومية، لا سيما في البحر الأحمر.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر يمنية بإصابة منصور السعادي، الملقب بـ"أبو سجاد"، والذي يُعد العقل المدبر للهجمات البحرية الحوثية، خلال إحدى الغارات التي استهدفت مواقع للميليشيا.

إصابة السعادي جاءت في وقت تشهد فيه الجماعة ضغوطًا عسكرية متزايدة، ما يُثير التساؤلات حول تأثير هذا الاستهداف على قدراتها في تنفيذ عملياتها البحرية.

الضربات الأمريكية الأخيرة تركزت على مواقع استراتيجية للحوثيين، حيث استهدفت منشآت عسكرية في الحديدة، وصعدة، ومأرب، والجوف.


ضربات كبرى للحوثيين


وأكدت تقارير ميدانية أن الهجمات طالت معسكرات تدريب ومستودعات أسلحة، إضافة إلى مواقع لتخزين الطائرات المسيرة والزوارق المفخخة التي يستخدمها الحوثيون في عملياتهم بالبحر الأحمر، الحديدة، التي تعد المعقل الرئيس للقدرات البحرية للحوثيين، كانت الهدف الأبرز، حيث استهدفت القاعدة البحرية ومخازن الأسلحة، مما أدى إلى تدمير معدات عسكرية وتكبيد الجماعة خسائر بشرية فادحة.

إصابة السعادي تمثل ضربة كبيرة للحوثيين، إذ يُعد الرجل أحد أبرز القادة العسكريين للجماعة، والمسؤول الأول عن تطوير قدراتها البحرية، ووفقًا لمصادر ميدانية، تم نقل السعادي إلى صنعاء لتلقي العلاج وسط تكتم شديد من قبل الجماعة، في محاولة للتقليل من تداعيات إصابته على معنويات مقاتليها، إلا أن هذه الضربة قد تكون لها آثار بعيدة المدى، لا سيما على قدرة الحوثيين في شن المزيد من الهجمات البحرية التي شكلت تحديًا مستمرًا للملاحة الدولية.
من هو منصور السعادي؟

برز اسم منصور السعادي كأحد القادة البارزين في الجماعة منذ سنوات، حيث يُنسب إليه الفضل في تطوير التكتيكات البحرية للحوثيين، من استخدام الزوارق المفخخة إلى زرع الألغام البحرية. نشأ السعادي في محافظة صعدة، معقل الجماعة، وانخرط مبكرًا في العمل العسكري، حيث تلقى تدريبات مكثفة في إيران، كما خضع لدورات متقدمة على أيدي خبراء من حزب الله اللبناني.

عُين رئيسًا لأركان القوات البحرية للحوثيين، ومنذ ذلك الحين لعب دورًا محوريًا في تنفيذ الهجمات ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن. وتشير تقارير استخباراتية إلى أنه كان مسؤولًا عن عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، فضلًا عن إشرافه على تطوير القدرات القتالية البحرية للجماعة، بما في ذلك تصنيع القوارب المفخخة والطائرات المسيرة المستخدمة في استهداف السفن.

أدرجت الولايات المتحدة منصور السعادي على قائمة العقوبات في مارس 2021، متهمة إياه بالوقوف خلف هجمات استهدفت السفن التجارية والعسكرية وتهديد أمن الملاحة في المنطقة. كما كان أحد الأسماء البارزة في ملف تهريب الأسلحة، حيث اعتقلته السلطات اليمنية في عام 2012 أثناء ضبطها السفينة الإيرانية "جيهان"، التي كانت محملة بشحنة ضخمة من الأسلحة والمواد المتفجرة الموجهة للحوثيين، لكن بعد سيطرة الجماعة على صنعاء عام 2014، أُطلق سراحه ليعود إلى المشهد العسكري بقوة، ويصبح أحد أكثر الشخصيات نفوذًا داخل الجماعة.


الاستهداف الأمريكي للسعادي يأتي ضمن حملة أوسع تهدف إلى الحد من القدرات العسكرية للحوثيين، خاصة في مجال الهجمات البحرية التي تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة، وأصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية.

وبالرغم من أن الجماعة تحاول التقليل من أهمية الضربة، إلا أن إصابة قائد بهذا الحجم قد تُؤدي إلى إرباك عملياتها البحرية، لا سيما وأنه كان يشرف بشكل مباشر على تنفيذ الهجمات وتنسيق الدعم اللوجستي والتدريب لعناصرها.