بوتين يناور بالتصعيد العسكري.. هجوم روسي مرتقب يعيد رسم خريطة الحرب في أوكرانيا
بوتين يناور بالتصعيد العسكري.. هجوم روسي مرتقب يعيد رسم خريطة الحرب في أوكرانيا

تستعد القوات الروسية لإطلاق هجوم عسكري جديد في الأسابيع المقبلة بهدف تصعيد الضغوط على أوكرانيا وتعزيز موقف الكرملين في محادثات وقف إطلاق النار، وفقًا لما أكدته مصادر حكومية وعسكرية أوكرانية.
وقالت المصادر، إن هذه الخطوة قد تمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سببًا إضافيًا لتأجيل النقاشات حول وقف القتال، لصالح محاولة السيطرة على مزيد من الأراضي، مشددين على أن روسيا لا تنوي الانخراط في حوار جاد لإنهاء الحرب.
موسم القتال الربيعي
أكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أنه مع اقتراب موسم القتال الربيعي، يخطط الكرملين لشن هجوم متعدد المحاور على امتداد الجبهة الممتدة لمسافة 1000 كيلومتر.
ووفقًا لتقارير استخباراتية، فإن روسيا تستعد لاستهداف مناطق في شمال شرق أوكرانيا، تحديدًا في سومي وخاركيف وزابوروجيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - خلال زيارته لباريس-: إن الروس يماطلون في المحادثات ويحاولون إشغال الولايات المتحدة في مناقشات عقيمة حول شروط وهمية لكسب الوقت ثم محاولة الاستيلاء على مزيد من الأراضي، مشددًا على أن بوتين يسعى للتفاوض من موقف قوة.
وأكد دبلوماسيان من مجموعة السبع في كييف هذا التقييم، لكنهما تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لعدم تفويضهما بالإدلاء بتصريحات للإعلام.
ورفضت روسيا فعليًا مقترحًا أمريكيًا بوقف فوري وكامل لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، فيما تعثرت فكرة وقف جزئي للقتال في البحر الأسود بعد أن فرض المفاوضون الروس شروطًا واسعة النطاق.
هجوم روسي
وأفادت خدمة الطوارئ الأوكرانية، بأن أربع أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 21 آخرون في هجوم بطائرات مسيرة روسية على مدينة دنيبرو شرقي البلاد.
كما أصيب خمسة أشخاص آخرين على الأقل عندما ضرب صاروخ باليستي روسي مدينة كريفوي ريه، مسقط رأس الرئيس زيلينسكي.
وقال بوتين -خلال منتدى في ميناء مورمانسك بالقطب الشمالي-: إن المبادرة الاستراتيجية على طول الجبهة بالكامل هي الآن في أيدي القوات المسلحة الروسية، مؤكدًا أن قواته تتقدم وتحرر منطقة تلو الأخرى، ومستوطنة تلو الأخرى يوميًا.
وأشار قادة عسكريون أوكرانيون، أن روسيا كثفت هجماتها مؤخرًا بهدف تحسين مواقعها التكتيكية قبل الهجوم الموسع المتوقع.
وأضاف المحلل العسكري الأوكراني بافلو ناروجني، أن القوات الروسية بحاجة إلى وقت حتى مايو لاستكمال استعداداتها، فيما أكد المحلل العسكري الأوكراني أليكسي هيتمان أن الهجوم الذي تستعد له موسكو قد يستمر من ستة إلى تسعة أشهر، ليغطي معظم عام 2025.
معاقل الدفاع الأوكراني
وشهدت منطقة بوكروفسك، إحدى معاقل الدفاع الأوكراني الرئيسة ومركزًا لوجستيًا حيويًا في منطقة دونيتسك، تصاعدًا في القتال مؤخرًا.
وقال المتحدث العسكري الأوكراني الرائد فيكتور تريهوبوف: إن الروس استغلوا فترة استراحة قصيرة في مارس لاستعادة قواهم واستئناف الهجوم بقوة جديدة.
وفي جنوب البلاد، أفادت تقارير بأن القوات الروسية شنت هجومًا جديدًا غرب أوريخيف في منطقة زابوروجيا.
وأشار مدون عسكري روسي، أن هذا الهجوم يهدف لدفع القوات الأوكرانية لإعادة نشر وحداتها من مناطق أخرى، ما سيترك بعض النقاط الاستراتيجية مثل روبوتين ومالا توكماكشا ضعيفة الحماية.
وقال متحدث باسم قوات الدفاع الجنوبية الأوكرانية: إن الوضع في المنطقة بات مقلقًا بعد أن حشدت روسيا المزيد من القوات لشن هجمات باستخدام مجموعات مشاة صغيرة، وهي تكتيك أظهر نجاحًا في مناطق أخرى على خط الجبهة.
ورجح المحلل العسكري الروسي سيرجي بوليتايف، أن لدى الجيش الروسي فرصة حقيقية لتحقيق نجاح حاسم في الأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة، ما قد يؤدي إلى انهيار الدفاعات الأوكرانية.
على صعيد المحادثات، فشلت المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة في إحراز تقدم يذكر بسبب مطالب روسيا المتشددة.
ورغم موافقة موسكو المبدئية على وقف جزئي لإطلاق النار في البحر الأسود، فإن هذا الاتفاق أصبح محل شك بعدما اشترط الكرملين إعادة ربط مصرفه المركزي بنظام المدفوعات الدولي سويفت، وهو ما رفضته كييف والاتحاد الأوروبي بشكل قاطع.
وقال جندي أوكراني يُعرف باسمه الرمزي "إيطالي": إن هناك أملًا في أن يتغير مسار النزاع في ساحة المعركة، معبرًا عن قلقه من استمرار التصعيد الحالي.