لحظات الرعب في فلوريس.. ثوران عنيف لبركان ليووتوبي يهدد السكان ويعطل الرحلات

لحظات الرعب في فلوريس.. ثوران عنيف لبركان ليووتوبي يهدد السكان ويعطل الرحلات

لحظات الرعب في فلوريس.. ثوران عنيف لبركان ليووتوبي يهدد السكان ويعطل الرحلات
ثوران بركان ليووتوبي

شهدت جزيرة فلوريس الإندونيسية، صباح اليوم الاثنين، ثورانًا جديدًا لبركان ليووتوبي لاكي لاكي، الذي يبلغ ارتفاعه 5197 قدمًا، ما تسبب في إطلاق عمود هائل من الرماد السام إلى ارتفاع يزيد عن 63 ألف قدم في السماء، في مشهد وثقته عدسات السكان المحليين من مسافات آمنة، بينما أصدرت السلطات تحذيرات طارئة تحث فيها السكان على الابتعاد عن منطقة الخطر.

سحب رماد تغطي القرى وتعطل الرحلات الجوية

وأكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن السحب البركانية الضخمة أدت إلى تغطية العديد من القرى المحيطة، ما اضطر السلطات إلى إجلاء عشرات السكان وإلغاء عدد من الرحلات الجوية. 

وتضم هذه السحب جزيئات دقيقة من الصخور والزجاج البركاني وبلورات المعادن، إلى جانب غازات مختلفة، من بينها ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين، وهي غازات قد تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا.

نشاط بركاني مرتفع وتحذيرات رسمية

صرح محمد وافيد، رئيس وكالة الجيولوجيا الإندونيسية، أن نشاط بركان ليووتوبي لاكي لاكي يشهد مستوى مرتفعًا للغاية، يتمثل في ثورات انفجارية وهزات أرضية متواصلة. 

وأوصى السكان بالبقاء على مسافة لا تقل عن 6 كيلومترات من موقع البركان وارتداء أقنعة واقية لتجنب استنشاق الرماد.

وأشارت الوكالة، أن الثوران الذي وقع في الساعة 11:05 صباحًا بالتوقيت المحلي (03:05 بتوقيت غرينتش) كان مصحوبًا بصوت دوي قوي وسحب من الرماد الحار، امتدت حتى مسافة 5 كيلومترات باتجاه الشمال والشمال الشرقي، ولم تسجل السلطات، حتى الآن، أي خسائر بشرية مباشرة أو أضرار مادية مؤكدة.

مخاطر الانهيارات الطينية وتهديدات إضافية

حذرت السلطات من احتمال حدوث تدفقات طينية بركانية خطيرة، تُعرف باسم "اللاهار"، والتي تنجم عن اختلاط الرماد بالمياه أثناء الأمطار الغزيرة. وغالبًا ما تكون هذه الانهيارات مدمرة للغاية، خاصة عند تدفقها عبر الوديان النهرية، ما يهدد المجتمعات المجاورة.

إلغاء رحلات دولية وتحذيرات مستمرة


تسبب الثوران الأخير في إلغاء العديد من الرحلات الجوية المتجهة من أستراليا إلى بالي، الوجهة السياحية المفضلة للأستراليين. 

وأعلنت شركتا كانتاس وفيرجن أستراليا عن تعليق رحلاتهما، مع احتمال حدوث مزيد من التأخيرات استنادًا إلى تحركات سحب الرماد خلال الليل.
 
وفي المقابل، أفادت مصادر ملاحية، بأن مطار نغورا راي الدولي في بالي ما يزال يعمل بشكل طبيعي، رغم عدم صدور تعليق رسمي من وزارة النقل الإندونيسية أو مشغل المطار حتى الآن.

تاريخ من الثورانات المتكررة والخسائر


يمتد سجل النشاط البركاني لبركان ليووتوبي لاكي لاكي لعدة أشهر، حيث تسببت ثورانات سابقة في يونيو الماضي بإلغاء عشرات الرحلات الجوية إلى بالي وإجلاء قرى بأكملها. 

أما في نوفمبر من العام الماضي، فقد أسفر ثوران كبير للبركان عن مقتل تسعة أشخاص وإجلاء الآلاف.

ويُعتبر الثوران الحالي من بين الأعنف في إندونيسيا منذ عام 2010، عندما ثار بركان ميرابي الأكثر نشاطًا في البلاد، موديًا بحياة 353 شخصًا وإجبار أكثر من 350 ألفًا على مغادرة منازلهم.

الموقع الجغرافي وسر الظاهرة

يقع بركان ليووتوبي في جنوب شرق جزيرة فلوريس، ويتكون من قمتين: ليووتوبي لاكي لاكي وليووتوبي بيرمبوان الأنثى، حيث تُعد القمة الأولى الأكثر نشاطًا وتقع على بعد 2.1 كيلومتر شمال غرب الثانية.

وتكمن خطورة الموقع في أن إندونيسيا تقع ضمن منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة تحتوي على ما بين 80 إلى 90 بالمئة من البراكين والزلازل في العالم. 

وتعد البلاد، التي تضم أكثر من 280 مليون نسمة، واحدة من أكثر الدول عرضة للنشاط الزلزالي، لوقوعها عند تقاطع ثلاث صفائح تكتونية رئيسية: الهندية- الأسترالية، الأوراسية، والهادئة.