تابع الشعب التركي رئيس بلاده رجب طيب أردوغان، يتصرف بعدوانية ضد طفل صغير، أتوا به مع أطفال آخرين ضمن احتفالية لعدد من السياسيين أثناء افتتاح جسر في مدينة "ريتز" بمنطقة البحر الأسود، اليوم السبت، بينما ضاق أردوغان بالطفل الذي كان يحاول قص شريط الافتتاح. 

وتابع الأتراك كيف اعتدى أردوغان على الطفل الصغير بالنقر على رأسه بطريقة مؤلمة،  وهو ما أظهره مقطع فيديو تداوله رواد التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار على نطاق واسع، وسط موجة من الغضب بسبب قسوة الرئيس التركي مع طفل صغير.

أردوغان يضرب طفلاً

وكان خطأ الطفل العفوي والوحيد أنه قام بقص شريط الافتتاح قبل موعده، فتصرف حياله أردوغان كطفل كبير متغطرس يكره أن تضيع من اللقطة أمام الكاميرات، فالتفت الطفل بدوره ليرى من المعتدي عليه، ولا يعلم أن تركيا كلها شاهدت حماقة الرئيس المتغطرس.

وبحسب التغريدات الناقدة التي انتشرت كالنار في الهشيم، فقد شاهدت تركيا كلها اعتداء أردوغان بحماقة على طفل صغير، إلا أنه لا أحد يعرف ما هو التوبيخ أو العتاب الذي وجهه أردوغان أيضا للطفل، ولكنه كان يبدو قاسيا ومتجهما في تعنيفه للطفل.

تعنيف طفل على الهواء 

وأثناء البث التلفزيوني شاهد مئات آلاف من الأتراك ما فعله الرئيس.

وبحسب التقارير التركية، فقد انتقد كبير مستشاري رئيس حزب الشعب الجمهوري، النائب تونكاي أوزكان، ما فعله أردوغان وأظهرته الكاميرات، وعلق في فيديو على ما رأى.

وقال أوزكان موجهًا كلامه لـ أردوغان: "ماذا تفعل؟ الأمر ليس كذلك. أنت لا يمكنك معاملة الأطفال بهذه الطريقة. من أنت؟". 

وتناقلت آلاف الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع أوزكان وتعليقاته المستمرة لممارسات أردوغان. 

مأساة أطفال تركيا

ويبدو أن تعنيف أردوغان لطفل تركي لم يكن من قبيل الصدفة، وإنما ينمّ عن دولة ضاعت فيها حقوق الأطفال، وهو ما تؤكده التقارير والأرقام. 

وكان مركز حقوق الطفل بنقابة المحامين في أنقرة، كشف في 3 تقارير من قبل عن جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال في تركيا، وكذلك جرائم العنف الأسري والعمالة غير القانونية، في ظل غياب دور الحكومة التركية لحماية أولئك الأطفال مما يتعرضون له.

 الاستغلال الجنسي للأطفال

وأكدت إحصائيات المركز عن ارتفاع عدد ضحايا الاستغلال الجنسي للأطفال، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، إلى 689 طفلًا منهم 483 طفلًا تعرضوا للاغتصاب، 83 منهم دون سن 12 عامًا، وهي نسبة كبيرة مقارنة بعدد الأطفال المعتدى عليهم جنسيًا خلال العام الماضي والذي بلغ 154 حالة، كان من بينهم 72 طفلًا دون 15 عامًا.

جرائم عنف وعمالة أطفال

وارتفع عدد حالات ضحايا جرائم العنف إلى 968 طفلًا، منهم 568 حالة عنف أسري، 233 منهم دون سن 12 عامًا. 

ووفقا لبيانات معهد الإحصاء التركي، فقد بلغ عدد الأطفال العاملين 2 مليون طفل، ويعمل 8 من كل 10 أطفال في ظروف غير آمنة.

كما كشف مسح أجرته وزارة القوى العاملة، أنه في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019، توفي ما لا يقل عن 29 طفلًا عاملًا، ومنذ نهاية عام 2018 وحتى شهر مارس من العام الجاري، بلغ معدل عمالة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عاما 30% للأولاد و 11.8% للفتيات.

فقر مدقع 

وأوضح التقرير أن ما يقرب من 7 ملايين طفل يعيشون في حرمان مادي شديد بسبب فقر الدخل.

ويعيش 74.6% من الأطفال في أسر لا تستطيع تحمل تكاليف إجازة لمدة أسبوع، و 51.3% من الأطفال يعيشون في أسر لم تتمكن من دفع إيجار منزلهم والكهرباء والمياه والغاز وفواتير بطاقات الائتمان.