يعيش لبنان أزمة اقتصادية حادة، وصفت بأنها الأشد خلال 10 أزمات، وربما إحدى أشد 3 أزمات في العالم من القرن التاسع عشر، وكان قطاع الكهرباء في لبنان أكبر القطاعات التي تضررت بشكل كبير هناك، وذلك في ظل عدم القدرة دفع الموارد البترولية والطاقة، ومع تلك الأزمات الكبرى، استغل حزب الله تلك الأزمات والترويج لإيران في حل هذه الأزمات. 

أزمات اقتصادية برعاية حزب الله 

وتأتي الأحداث الدامية الأخيرة في لبنان على خلفية أحد أشد حالات الكساد الاقتصادي في العالم، والتي نجمت عن انهيار نظامه المالي عام 2019. هذا الانهيار، الذي ألقى بنحو ثلاثة أرباع اللبنانيين إلى هاوية الفقر وأطاح بنحو 90% من قيمة العملة، نجم عن عقود من سوء الإدارة المالية والفساد، واستغلال حزب الله لتلك الأزمات لصالحه. 

وحاول حزب الله أن يروج لنفسه وإيران مستغلا تلك الأزمات الكبيرة على أنه صانع الحلول هو وحليفه إيران، من خلال استغلال أزمات لبنان الكبيرة اقتصاديا وسياسيا، حيث يساعد حزب الله إيران على توسيع نفوذها في المنطقة. 

كما يساعد حزب الله إيران على توسيع نفوذها، وتجلت الصلة الوثيقة بينهما في سوريا حينما انخرط في تأجيج الصراع لخلق موضع قدم لإيران في سوريا، وفي العراق، أعلنها حزب الله صراحة بأنه يدعم الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، وفي اليمن، يدعم حزب الله ميليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، وفي فلسطين، يعترف الحزب بدعم حركة حماس.
 
حزب الله وضرب الأمن السلمي في لبنان

مشاري الذايدي، الكاتب والباحث السياسي السعودي، يقول إن حزب الله اللبناني وحليفه أمل، يضربون الأمن السلمي الأهلي اللبناني في الصميم، ويشهرون السلاح، حتى الثقيل منه، في شوارع بيروت لتهديد الآخرين، وذلك تحت حجة التظاهر السلمي اندلعت اشتباكات خطيرة قرب قصر العدل في بيروت في مستديرة الطيونة، نتج عنها - مقتل وإصابة العشرات، مقصد الترهيب الأصلي كان طارق بيطار، قاضي التحقيق في كارثة تفجير ميناء بيروت، وسبب ذلك غضب الحزب و«أمل» من استدعاء الشخصيات التابعة لهما للتحقيق!

وأضاف في أحد مقالاته أن حزب الله على لسان حسن نصر الله، انتهج خطاب التصعيد ضد القاضي بيطار، متهماً إياه، تقريباً، بالخيانة والعمالة لأميركا، وكانت النتيجة الطبيعية لذلك هو ما جرى أمس أمام قصر العدل، مؤكدا أن حزب الله أراد أن يبعت للجميع رسالة أنه وحده من يحكم لبنان، ومن يتوهم غير ذلك أو ينخدع ببعض اللطف السياسي، فعلينا تذكيره جيداً وبطريقة فجّة بمن نحن وماذا نقدر عليه.

تأجيج الصراعات برعاية حزب الله 

وهو أيضا ما أكد عليه المحلل اللبناني أحمد الغز، أن حزب الله يعمل على تأجيج الصراعات في لبنان من خلال فرض سيطرته على الأمور في البلاد، ومحاولة عرقلة مؤسسات الدولة في أي خطوات، وأيضا الترويج لحليفه ومموله إيران في لبنان واستغلال الأزمات الخاصة في الكهرباء بلبنان على أنه قادر على الحل من خلال الوقود الإيراني. 

وأضاف المحلل اللبناني، لـ"العرب مباشر" أن الأحداث الأخيرة في لبنان بخروج مظاهرات من حزب الله وحليفه "أمل" لأنهم يخشون من استدعاء عناصر أو قيادات تابعة له في تفجير مرفأ بيروت، وخاصة في ظل ما يدور حول أن نترات الأمونيوم قد تكون تابعة لحزب الله.

وكتب رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل على حسابه بـ"تويتر": "ما يقوم به حزب الله وحلفاؤه من رأس الهرم إلى أسفله محاولة اغتيال مكشوفة للعدالة والقضاء وما تبقى من دولة لبنان".

وأضاف: "لكل من يسأل كيف يتم استعمال السلاح في الداخل. هكذا. لكننا لن نرضخ والمواجهة مستمرة".