من حارس سجن في إسرائيل إلى مُفجّر الفضائح.. من هو جيفري غولدبرغ كاشف فضيحة سيغنال
من حارس سجن في إسرائيل إلى مُفجّر الفضائح.. من هو جيفري غولدبرغ كاشف فضيحة سيغنال

لم يكن جيفري غولدبرغ ضمن الشخصيات التي ترغب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في إشراكها بمناقشات سرية حول خطط عسكرية. لكن خطأ غير متوقع غيّر المعادلة، ليجد رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" نفسه ضمن مجموعة مراسلة عبر تطبيق "سيغنال" ضمّت كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكي، حيث جرت مناقشات حول شن غارات جوية ضد ميليشيات الحوثي في اليمن. هذه الفضيحة، التي كشفتها المجلة، دفعت ترامب ومسؤولي استخباراته إلى احتواء تداعياتها، لكن السؤال الأهم: من هو غولدبرغ، الرجل الذي وضع الإدارة الأمريكية في موقف محرج؟
من سجن إسرائيلي إلى صدارة الصحافة الأمريكية
وُلد جيفري غولدبرغ عام 1965 في بروكلين، نيويورك، وبدأت رحلته غير التقليدية بانتقاله إلى إسرائيل خلال شبابه، حيث التحق بالخدمة في الجيش الإسرائيلي أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وعمل كحارس سجن. هذه التجربة شكّلت أساس كتابه "السجناء: مسلم ويهودي عبر انقسام الشرق الأوسط"، الذي صدر عام 2006 وسلط الضوء على تعقيدات الصراع العربي الإسرائيلي من وجهة نظره.
بدأ مسيرته الصحفية في صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ليعمل مراسلًا للشرطة في صحيفة "واشنطن بوست"، ثم انتقل إلى مجلة "نيويورك" وأصبح رئيس مكتب صحيفة "ذا فوروارد" اليهودية في نيويورك.
في عام 2000، انضم إلى مجلة "ذا نيويوركر" كمراسل لها في الشرق الأوسط، واستمر في هذا الدور لخمس سنوات قبل أن ينتقل إلى واشنطن. في 2007، استقطبه مالك "ذا أتلانتيك"، ديفيد برادلي، للانضمام إلى المجلة بأسلوب غير تقليدي؛ إذ أرسل خيولًا صغيرة كهدية لأطفاله الثلاثة، وهو ما كان كافيًا لإقناع غولدبرغ بالانضمام إليها. بعد تسع سنوات، أصبح رئيس تحرير المجلة، ليقودها إلى مرحلة جديدة من التأثير الصحفي.
نجاحات متتالية وجوائز مرموقة
تحت قيادة غولدبرغ، شهدت "ذا أتلانتيك" نجاحًا لافتًا، إذ فازت بثلاث جوائز بوليتزر بين 2021 و2023، إضافة إلى جائزة المجلة الوطنية للتميز العام مرتين. كما أشرف على إطلاق برنامج "أسبوع واشنطن مع ذا أتلانتيك" على قناة "PBS". وفي 2017، انتقلت المجلة إلى ملكية مجموعة "إيمرسون"، التي تديرها لورين باول جوبز، أرملة مؤسس شركة "آبل".
وبفضل استراتيجياته التحريرية، حققت "ذا أتلانتيك" أرباحًا كبيرة في 2023، متجاوزة حاجز المليون مشترك، مع رفع عدد إصداراتها السنوية إلى 12 عدداً. كما عزّز تغطيتها السياسية عبر استقطاب نخبة من الصحفيين من "واشنطن بوست".
خصومة مستمرة مع ترامب
لم تكن العلاقة بين غولدبرغ وترامب ودية، إذ خاض رئيس تحرير "ذا أتلانتيك" معارك إعلامية متكررة مع الرئيس الأمريكي السابق. ففي 2020، كشف تقرير للمجلة أن ترامب استخفّ بالعسكريين الأمريكيين الذين قُتلوا في ساحات القتال، واصفًا إياهم بـ"الفاشلين". وفي 2024، عاد غولدبرغ ليؤكد أن ترامب لا يزال يزدري الجيش الأمريكي، مشيرًا إلى أنه كان يرغب في "نوع الجنرالات الذين امتلكهم هتلر".