البحر الأحمر يشتعل.. الحوثيون يعلنون اشتباكات مباشرة مع البحرية الأميركية
البحر الأحمر يشتعل.. الحوثيون يعلنون اشتباكات مباشرة مع البحرية الأميركية

تصاعدت حدة التوترات في البحر الأحمر، حيث أعلنت جماعةالحوثي اليمنية عن مواجهات مباشرة مع البحرية الأميركية خلال الـ24 ساعة الماضية، في تطور ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة، الجماعة التي صعّدت عملياتها ضد الملاحة الدولية منذ اندلاع الحرب في غزة، تؤكد أنها لن تتراجع عن استراتيجيتها في مواجهة ما تصفه بـ"العدوان الأميركي الصهيوني"، من جهتها، كثفت الولايات المتحدة عملياتها العسكرية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، ما يشير إلى أن المواجهة قد تتحول إلى نزاع أوسع، وبينما تتواصل الضربات الجوية الأميركية على معاقل الحوثيين في صعدة، تتزايد التساؤلات حول مستقبل هذا الصراع، ومدى تأثيره على الملاحة الدولية، خاصة مع تهديدات الجماعة باستهداف السفن التجارية والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
*تصعيد في البحر الأحمر*
أعلنت جماعة الحوثي، صباح الأحد، أنها اشتبكت مع حاملة الطائرات الأميركية "ترومان" في البحر الأحمر ثلاث مرات خلال الساعات الـ24 الماضية، في تصعيد جديد يسلّط الضوء على التوتر المتزايد بين الجماعة والولايات المتحدة.
في بيان رسمي، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين: "نفذت قواتنا عمليات اشتباك مباشرة مع القطع البحرية الأميركية، وفي مقدمتها حاملة الطائرات هاري ترومان، عبر استخدام القوة الصاروخية والطائرات المسيّرة والقوات البحرية".
ووفقًا للبيان، استهدفت الجماعة السفن الأميركية بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة في هجمات وُصفت بأنها الأكبر منذ بدء المواجهات.
الجماعة أكدت أيضًا استمرار عملياتها العسكرية ضد الوجود الأميركي في المنطقة، مشيرة أن هذه الهجمات تأتي ردًا على الغارات الأميركية المكثفة على الأراضي اليمنية، والتي شملت مواقع في محافظة صعدة، شمالي اليمن.
*الولايات المتحدة تكثّف غاراتها ضد الحوثيين*
في المقابل، ردت القوات الأميركية بسلسلة من الغارات الجوية على مواقع الحوثيين في صعدة، حيث أفادت وسائل إعلام تابعة للجماعة بأن 13 غارة جوية استهدفت مديريات كتاف، آل سالم، وسحار، ومواقع أخرى شرقي المدينة.
وتأتي هذه الضربات في سياق حملة عسكرية موسعة بدأها الجيش الأميركي الأسبوع الماضي ضد الحوثيين، بعد أن اتهمتهم واشنطن بتعريض الملاحة الدولية للخطر عبر استهداف سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر.
وبحسب مصادر حوثية، فإن هذه العمليات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الجماعة، وهو ما يزيد من احتمالات تصعيد إضافي في الأيام المقبلة.
*استراتيجية الحوثيين: "التصعيد بالتصعيد"*
منذ اندلاع الحرب في غزة، تبنّى الحوثيون سياسة هجومية أوسع، استهدفت ممرات الملاحة الدولية، مدّعين أن هذه العمليات تأتي دعمًا للفلسطينيين في وجه الهجمات الإسرائيلية على القطاع.
الجماعة شدّدت في بيانها الأخير على أنها "لن تتراجع عن مواجهة التصعيد الأميركي بالتصعيد"، وأنها مستمرة في تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية".
ويرى مراقبون، أن الحوثيين يستغلون التصعيد في غزة لتبرير استهدافهم للملاحة الدولية، فيما تسعى الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون إلى احتواء تهديد الجماعة عبر تكثيف الضربات العسكرية ضد مواقعها في اليمن.
*الحوثيون يغامرون بأمن اليمن والمنطقة*
من جانبه، يقول المحلل السياسي اليمني عبدالستار الشميري: إن التصعيد الحوثي ضد البحرية الأميركية ليس مجرد "مواجهة دفاعية"، كما تدّعي الجماعة، بل هو مقامرة خطيرة بأمن اليمن والمنطقة، مدفوع بأجندة إيرانية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وفرض وقائع جديدة على المجتمع الدولي.
ويؤكد الشميري في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن الميليشيا تستخدم الشعارات المناصرة للقضية الفلسطينية كغطاء لتبرير هجماتها ضد الملاحة الدولية، رغم أن تصرفاتها لا تخدم سوى أجندتها الخاصة في تعزيز نفوذها العسكري والسياسي داخل اليمن.
ويضيف: المحلل السياسي اليمني، أن من الواضح أن الحوثيين يحاولون تصدير أزماتهم الداخلية عبر افتعال معارك خارجية، مستغلين الأوضاع في غزة لتبرير تصعيدهم.
وحذر الشميري من أن استمرار الهجمات الحوثية على السفن الحربية والتجارية قد يقود إلى تصعيد أميركي أوسع، وربما ضربات عسكرية أكثر حدة تستهدف مواقع استراتيجية للجماعة داخل اليمن.
كما شدد على أن هذا التصعيد سيؤدي إلى مزيد من العزلة الدولية للحوثيين، خاصة أن المجتمع الدولي بدأ ينظر إليهم كتهديد للأمن البحري العالمي، وليس مجرد طرف في النزاع اليمني.
وفي ختام حديثه، يؤكد الشميري، أن الحل الوحيد للأزمة في اليمن يكمن في إنهاء الانقلاب الحوثي والعودة إلى مسار سياسي شامل يضمن استقرار البلاد والمنطقة.