مساعي القوى السياسية للصلح بين الصدر والإطار التنسيقي في العراق؟

تسعي القوى السياسية للصلح بين الصدر والإطار التنسيقي في العراق

مساعي القوى السياسية للصلح بين الصدر والإطار التنسيقي في العراق؟
صورة أرشيفية

حالة من القلق تسيطر على الأوساط العراقية التي تستعد وتترقب استئناف الحراك السياسي، بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، على وقع الخلاف بين قوى الإطار التنسيقي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فيما يستعد وفد رفيع المستوى للتوجه إلى النجف للقاء الأخير، حاملا معه مبادرة جديدة لحل أزمة العراق السياسية، حيث شهدت الفترة الماضية، هدوءا سياسيا في العراق بسبب انشغال تلك الأطراف بذكرى أربعينية، لكن قوى الإطار التنسيقي، أعلنت عزمها عقد جلسة لمجلس النواب، في مسعى لجس نبض مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، الرافض لأي جلسة.
 
وفد رفيع المستوى

من جانبه، كشف مصدر مطلع، طبيعة الحراك السياسي، مؤكدًا أن وفدًا من مختلف القوى السياسية برئاسة هادي العامري يجري استعدادات لمقابلة مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، وسيضم الوفد رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، بالإضافة إلى العامري، مضيفًا أن المبادرة الجديدة، ستشمل مطالب الصدر، وهي حل البرلمان، والانتخابات المبكرة، مع إمكانية تشكيل حكومة بمواصفات مقبولة، لإدارة تلك الانتخابات، فضلا عن بوادر إيجابية من قبل قادة التيار الصدري، بشأن تلك المبادرة، على أن تضمن تنفيذ جميع المطالب التي نادى بها الصدر.

إبعاد السوداني

في السياق ذاته، كان أبعاد المرشح محمد شياع السوداني، مطروحا على طاولة الحوار، إذا اشترط الصدر ذلك، مع ترشيح شخصية تحظى بثقة الصدر، أو التجديد لرئيس الوزراء الحالي، مصطفى الكاظمي، وأيقن الصدر استحالة تنفيذ مشروعه الرامي إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية هذه الدورة الانتخابية، لذلك هو مؤمن بضرورة المحاولة لاحقاً، بعد إجراء الانتخابات، فيما أشارت القوى السنية والكردية أنها لا تعارض أي مرشح شيعي يحظى بإجماع الإطار التنسيقي والتيار الصدري، ولا تتوقع أوساط سياسية، أن يقبل الصدر، بحكومة يشكلها محمد شياع السوداني، إذا ما وافق بشكل عام على إمضاء حكومة الإطار التنسيقي، وهو ما يجعل الإطار في أزمة أخرى، تحاشاها خلال الفترة الماضية، بكل ما أوتي من قوة، وعندما يُسأل قادة التنسيقي، عن إمكانية استبدال السوداني، فإن جوابهم يأتي بالنفي القاطع، وهذا لا يعود بشكل أساسي إلى الثبات على الموقف، وإنما لإيمان قوى الإطار بصعوبة التوافق على مرشح آخر، في داخلها، خاصة مع وجود رؤوس طامحة نحو المنصب، مثل حيدر العبادي، وقاسم الأعرجي، وآخرين.

تكتيكات الإطار

من جهته، أكد الخبير في الشأن العراقي، غالب الدعمي، أن "المرشح محمد شياع السوداني، مطروح وبقوة داخل قوى الإطار التنسيقي، لكن على رغم ذلك، فهناك احتمالية لاستبداله بشخصية تحظى بقبول التيار الصدري، في حال قرر الصدر، القبول بتمرير حكومة الإطار بشكل عام، وهذا مرهون أيضاً بطبيعة المفاوضات، مضيفًا، أن الإطار قد يلجأ إلى تكتيكات أخرى، لمواجهة إصرار الصدر، لكن في النهاية، فإن مسألة ترشيح السوداني، خاضعة للحوارات والتفاهمات، وليس كما يتحدث قادة الإطار، ومنذ أيام بدأت القوى السياسية داخل الإطار التنسيقي، بتناول أسماء مرشحين، غير السوداني، لرئاسة الحكومة المقبلة، والمقدر مدتها بعام واحد، للإشراف على إجراء الانتخابات المبكرة، وحل الانسداد السياسي، وجميع الأسماء المطروحة، هي على علاقات تصالحية مع الصدر، مثل محافظ البصرة، أسعد العيداني، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ومحافظ النجف الأسبق عدنان الزرفي، فضلاً عن قاسم الأعرجي وآخرين.