لماذا بدأ السودانيون يتخوفون من إعلان الهدنة في السودان؟
بدأ السودانيون يتخوفون من إعلان الهدنة في السودان
قتال مستمر بين طرفي النزاع في السودان، أدى إلى الآلاف من القتلى والجرحى، وليسوا من العسكريين بل الأمر ممتد إلى المدنيين، وهو ما استدعى تدخلات أممية لوقف الحرب بين الأطراف المتنازعة.
ومؤخراً قامت السعودية والولايات المتحدة الأميركية بعقد مباحثات بين الطرفين المتنازعين وصلت في النهاية إلى هدنة معلنة ولكن لم يتم وقف النزاع، وقد اتهم كلا الطرفين الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش السوداني بقيادة البرهان بخرق الهدنة الأولى والثانية.
عدم الثقة في الهدنة
والشعب السوداني أصبح لا يثق في أي هدنة معلنة تم التدخل بها عالمياً أو محلياً، مؤكدين أن ما يحدث هو مجرد تصريحات إعلامية ولا توقف الحرب التي تأكل الأخضر واليابس.
وفي اليوم الثاني لوقف إطلاق النار، يسيطر الهدوء على مدن السودان، وبشكل خاص العاصمة الخرطوم، إلا أن الكثير من السودانيين عبروا عن تخوفهم مما سيأتي بعد الهدنة، حيث التخوف من الحشد للقوات بين الطرفين.
ما بعد الهدنة
والحياة في السودان صارت أثناء الهدنة شبه عادية يشوبها بعض الحذر في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، بعد توقف الاشتباكات ودوي الانفجارات الهائلة التي كان يخلّفها قصف الطيران الحربي وأصوات المدافع والمضادات، والحركة أصبحت عادية لكنها خفيفة، لأن أعداداً كبيرة من المواطنين غادروا بعد اشتداد المعارك، ولكن فور الانتهاء أصبحت المدينة وكأنها حرب شوارع.
واتفق طرفا القتال في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، مساء السبت الماضي، على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدة 72 ساعة، انتهت وعادت الحرب من جديد.
أسباب فشل الهدنة
ويقول المحلل السياسي السوداني، أسامة أبو بكر، بينما كانت بالفعل هناك هدنة معلنة وبرعاية سعودية أميركية، إلا أن قوات الدعم السريع والجيش السوداني اتهموا بعضهم البعض بشن هجوم على قواتها في أثناء تحركها برفقة بعثة الصليب الأحمر الدولي لإجلاء 35 جريحاً من القوات إلى المستشفى العسكري في مدينة بحري.
وأضاف أبو بكر، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الاتفاق كان يلزم الطرفين بوقف الهجمات والقصف المدفعي والجوي، وعدم استخدام الطائرات المسيرة أو تحريك القوات أو إعادة تمركزها وإمدادها للحصول على ميزة عسكرية في أثناء فترة وقف إطلاق النار، ولكن ما حدث هو التحركات الخاصة في الطرفين لحشد العتاد والسلاح لمواجهات أعنف بعد الهدنة.
نقص الاحتياجات الأساسية والمعاناة تتفاقم
وقال شوقي عبد العظيم المحلل السياسي السوداني: الهدنة كانت موجودة بالفعل، ولكن خلال ثلاثة أيام الاحتياجات الأساسية للمواطن السوداني غير موجودة، فلا غذاء في الأسواق، والمدن مثل مدن الأشباح، لا أحد يريد النزول إلى الشوارع خشية من تعرضه للنهب أو طلقات النيران.
وأضاف عبد العظيم في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": هناك أكثر من خمسة ملايين شخص من سكان العاصمة، ويعيش هؤلاء فقط على وقع القصف، ولتجنب الرصاص الطائش، يلازمون منازلهم التي تفتقر إلى المياه والكهرباء وتضاؤل مستمر للمال والغذاء.