الإمارات تتصدى لإرهاب الحوثي.. ومطالبات بتصنيف الميليشيا إرهابية

تتصدي الإمارات العربية المتحدة لإرهاب ميلشيا الحوثي

الإمارات تتصدى لإرهاب الحوثي.. ومطالبات بتصنيف الميليشيا إرهابية
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته ميليشيات الحوثي، موضحة، في بيان، أنه "لم ينجم عن الهجوم أي خسائر، حيث سقطت بقايا الصاروخ الباليستي خارج المناطق المأهولة بالسكان".

وتابعت: "نجحت قواتنا الجوية وقيادة التحالف في تدمير موقع ومنصة الإطلاق في اليمن بعد النجاح في تحديد المواقع المعادية"، مؤكدة أنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من الاعتداءات كافة.

وتعالت الأصوات مطالبة المجتمع الدولي بالوقوف في وجه الإرهاب الحوثي، مشددة على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم الإرهابية وداعميهم.

رفض وإدانة عربية 

وتوالت ردود الفعل العربية والدولية التي تدين جرائم الحوثي المعتادة، وحمل البرلمان العربي في بيان اليوم الإثنين، المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة لاتخاذ مواقف حازمة تجاه الاعتداءات الإرهابية ومحاسبة مرتكبيها ومن يدعمهم بالمال والسلاح، ومنع الميليشيا الانقلابية من حيازة أسلحة متطورة وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة تستخدمها في تنفيذ أعمالها الإرهابية التي تستهدف بها المدنيين.

وأدان البرلمان العربي إطلاق ميليشيا الحوثي الإرهابية صاروخًا باليستيًا تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي اعترضته الدفاعات الإماراتية بنجاح ولم ينجم عنه أية خسائر.

وأكّد البرلمان العربي، في بيان اليوم، أن أمن الإمارات جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مشددًا على أن هذه الأفعال المشينة لن تثني الإمارات عما تقدمه من خدمات إنسانية لشعب اليمن وسياساتها التي تهدف إلى صون السلام والاستقرار في منطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عامة.

وشدد البيان على وقوف البرلمان العربي بجانب الإمارات فيما تتخذه من إجراءات حماية لأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها والحفاظ على سيادتها، معربًا عن ثقته في حكمة قيادة دولة الإمارات وقدرتها على التصدي لهذه الأفعال العبثية، وذلك بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي.

وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية: إن المملكة تتضامن مع وتقف إلى جانب الإمارات في كل ما تتخذه من خطوات لحماية أمنها وأمن شعبها الشقيق.

وأدان بيان الخارجية الأردنية على حسابها الرسمي على "تويتر" واستنكر بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي صاروخا بالستيا، ليلة أمس، باتجاه دولة الإمارات، منوها باعتراضه وتدميره من قبل الدفاعات الجوية الإماراتية.

أدانت البحرين، اليوم الإثنين، بشدة قيام ميليشيات الحوثي الإرهابية بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه دولة الإمارات، مطالبة برد فعل دولي لردعها.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان: إنها تدين وتستنكر بشدة قيام ميليشيات الحوثي الإرهابية بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

وأشاد البيان بكفاءة قوات الدفاع الجوي الإماراتي التي تمكنت من اعتراض الصاروخ وتدميره.

وشددت الخارجية البحرينية على أن هذه الاعتداءات الإرهابية الآثمة تعكس إصرارًا من قِبل ميليشيات الحوثي على استهداف المدنيين الآمنين والمنشآت المدنية.

وأكدت في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء البحرينية  (بنا) الرسمية وقوف مملكة البحرين في صف واحد إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها.

كما طالبت المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته تجاه ردع هذه الميليشيات الإرهابية، ووضع حد لانتهاكاتها المستمرة للقوانين الدولية والتي تهدد أمن واستقرار المنطقة.

رفض دولي 

وعلى الصعيد الدولي، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جيمس كليفرلي: إن بلاده تتضامن مع دولة الإمارات وتجدد التأكيد على ضرورة وقف هجمات الحوثيين.

من جانبها، أدانت الولايات المتحدة الأميركية، الإثنين أيضا، الهجوم الإرهابي الحوثي الأخير على الإمارات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في تغريدة على تويتر: "ندين الهجوم الصاروخي الأخير للحوثيين على أبوظبي".

وأضاف: "بينما يزور الرئيس الإسرائيلي دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء الجسور وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، يواصل الحوثيون شن هجمات تهدد المدنيين".

تواجه تهديدات

أكد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أن بلاده تواجه التهديدات الإرهابية بما يضمن أمنها وسيادتها.

وقال قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "استفزازنا لن يجدي نفعاً فنحن لا نرى في تهديدات المنظمات الإرهابية وخيالاتهم المبنية على الأوهام أكثر من أمر عابر سيتم التعامل معه بما يضمن أمننا وسيادتنا الوطنية".

وأضاف المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات قائلا: "مصممون على أهدافنا ورؤيتنا الإستراتيجية نحو المساهمة في بناء منطقة مستقرة ومزدهرة للجميع".

الموقف الدولي 

قال الدكتور طارق فهمي ، أستاذ العلاقات الدولية: إنه لا تحتاج الإدارة الأميركية إلى دعوة مجددة عربيا ودوليا لإعادة ميليشيا الحوثي إلى قائمة الإرهاب رسميا.

وأضاف أن الواقع الراهن إقليميا ودوليا يتطلب ذلك التصنيف كأولوية ملحة، خاصة بعد استهداف الحوثي للمنشآت المدنية تباعا في السعودية والإمارات، وهو سلوك نابع من تطور وتصاعد العمليات العسكرية والإستراتيجية الناجحة التي تقوم بها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، والتي نجحت في تحقيق العديد من المكاسب العسكرية مؤخرا، واستطاعت تطويق التحركات الحوثية داخليا عبر تطوير وسائل المواجهة والاستهداف.

ولفت أنه ومع كل نجاح عسكري للتحالف سيواجَه بالعديد من الخطوات المقابلة، التي تقوم بها الميليشيات الحوثية، نظرا لما تتكبده من خسائر حقيقية، وهو ما سينعكس على مجمل ما يجري من عمليات في العمق الحوثي، وتطويق خيارات الميليشيات الحوثية بصورة كبيرة، في ظل ما يجري من معارك في اتجاه العمل العسكري الشامل، والبدء في نقل المواجهة لمرحلة أخرى، وهو ما برز في مرحلة ما بعد مواجهات مأرب الأخيرة، والمحتمل أن يمتد إلى مسارح عمليات أخرى.

وتابع أنه في إطار ما يجري من عمليات عسكرية ونجاحات تحققها قوات التحالف، يظل سؤال: لماذا لا تُقدِم الإدارة الأميركية على إعادة تصنيف الحوثي إرهابيا في الوقت الراهن بعيدًا عن التصريحات الدبلوماسية والاتصالات واللقاءات، التي تقوم بها حاليا؟ وذلك في إطار ما يجري من تحديات حقيقية تمثلها هذه الميليشيات، لا تمس فقط أمن دول المنطقة، بل والقوات الأميركية الموجودة فيها، إذ إن الملاحظ أن السلوك الأميركي استمر على حاله، وتراوح في إطار ردود فعل عادية واتصالات شكلية قادها مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، عبر القنوات الدبلوماسية، ومن خلال تأكيد الالتزام الأميركي بأمن الخليج العربي، والذي هو جزء مهم في إطار إستراتيجية الأمن القومي الأميركي بالشرق الأوسط، والذي ما زال قائما ولن يُهمّش.

ولفت أنه ما بين التردد والارتباك الأميركي بشأن التعامل مع الميليشيات الحوثية ومَن وراءها سيظل السبب كامنا في عدم وجود تفاهمات حقيقية متماسكة في الكونجرس بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن التعامل مع هذه الميليشيات ومخاطرها في الإقليم، وهو ما انطبق على جماعات إرهابية أخرى مثل الإخوان، وبعض التنظيمات في سوريا والعراق وغزة ولبنان، وهو ما يثير إشكالية حقيقية في عدم وجود تفاهمات أميركية شاملة جراء ما يحدث من تطور، حفاظًا على المصداقية الأميركية في الشرق الأوسط، وعدم الاستمرار في هذا الموقف العبثي، خاصة أن هناك تيارًا بارزًا في الخارجية والاستخبارات الأميركية كان رافضًا في الأصل رفع الحظر عن الحوثيين من البداية.