لحمايتها من التجسس.. كيف تحمي جماعة الإخوان الإرهابية هواتف قياداتها
لحمايتها من التجسس.. كيف تحمي جماعة الإخوان الإرهابية هواتف قياداتها
شهد العالم تطورًا هائلًا في التكنولوجيا والاتصالات خلال العقود الأخيرة، وهو ما أتاح فرصًا غير مسبوقة للوصول إلى الجماهير والتأثير عليهم، وبينما استفادت الدول والمؤسسات من هذه الثورة الرقمية، كان لجماعة الإخوان الإرهابية دورًا بارزًا في استغلال التكنولوجيا لتعزيز وجودها وتوسيع نفوذها، استخدمت الجماعة الأدوات الرقمية بشكل منظم ومتطور لتحقيق أهدافها السياسية والدعائية، سواء على مستوى استقطاب المؤيدين أو نشر أفكارها المتطرفة.
وقد لعبت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب دورًا كبيرًا في دعم أجندة جماعة الإخوان الإرهابية، قامت الجماعة بإنشاء العديد من الحسابات والصفحات التي تنشر أخبارًا ومعلومات مضللة تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والتحريض ضد الأنظمة الحاكمة، خاصة في الدول التي تصنف الجماعة كمنظمة إرهابية، حيث تعتمد هذه الحملات على التكتيكات الدعائية الكلاسيكية مثل تزييف الحقائق وترويج الشائعات، وغالبًا ما يتم توجيهها نحو جمهور شبابي يسهل استقطابه عبر العاطفة والشعارات المؤثرة.
التعاقد مع شكة جديدة
وقد تم الكشف مؤخراً عن معلومات حول أن جماعة الإخوان، جبهة صلاح عبدالحق، المعروفة إعلاميًا باسم جبهة لندن، أبرمت اتفاقًا مع شركة تقنية أجنبية لتأمين اجتماعاتها الافتراضية وقنوات اتصالها، بعد تكرار اختراق هواتف قيادات الجماعة وكوادرها البارزين.
ووفقًا لمصادر وثيقة الصلة بالجماعة، فقد جرى اكتشاف اختراقات إلكترونية لهواتف وأجهزة حاسب آلي تابعة للجماعة وقيادتها وكذلك للمقربين منها، وعلى رأس المستهدفين بعملية الاختراق محمود حسين، القائم بأعمال مرشد الإخوان في الجبهة المعروفة إعلاميًا بـ"جبهة إسطنبول"، وأيمن نور، مالك قناة الشرق والمحسوب على الجماعة.
اختراقات على "واتس أب"
وتمت الاختراقات بغرض التجسس على قادة الإخوان، والحصول على المعلومات المخزنة على هواتفهم، كما جرت اختراقات أخرى لسرقة الحسابات البنكية والاستيلاء على أرصدتها، فضلاً عن قرصنة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بأعضاء وقيادات الجماعة.
وتعد هذه الاختراقات جزء من عمليات مماثلة متكررة حدثت على مدار الفترات الماضية، وأدت للكشف عن معلومات سرية خاصة بالجماعة وقياداتها، ونقاش قادة الجماعة خلال لقاءاتهم وأيضًا على مجموعاتهم الخاصة على تطبيق "واتس آب".
وقد ساهم تكرار الاختراقات الإلكترونية لهواتف وأجهزة أعضاء الجماعة وقياداتها في حدوث خلافات، إذ اتهم فريق محسوب على جبهة إسطنبول محمود حسين قادة جبهة لندن صلاح عبدالحق بالتسبب في سقوط كوادر إخوانية في قبضة الأمن المصري بسبب استخدام وسائل اتصال غير مؤمنة، مضيفين أن قادة جبهة لندن ارتكبوا أخطاءً قادت أجهزة الأمن المصرية للقبض على أعضاء بالجماعة منهم قيادات مهمة.
ويقول الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد: إن جماعة الإخوان بدورها هي جماعة تعيش على الخيانة، وقد ظهر ذلك بشكل كبير من خلال خيانة بعضهم البعض، وأعضاء الجماعة يحاولون من حين إلى آخر باستهداف القياديات الحالية خاصة وأن هناك خلافات بين الجبهات الحالية في لندن وإسطنبول وهناك اختلافات كبرى، وهو ما يظهر في الماضي، حيث إن داخل الجماعة جبهتين في صراع دائم منذ بدء الجماعة.
وأشار عيد - في تصريحات خاصة- إلى أن قادة الجماعة تسعى الى سرية اجتماعتهم التي تم تسريب الكثير منها في الآونة الأخيرة، وكانت الجماعة بمن فيهم مجموعة التنظيم الدولي المقيمون في لندن، قد عقدوا عدة اجتماعات عبر تطبيقات الاجتماعات الافتراضية ومنها تطبيق "زووم"، لكن هذه الاجتماعات لم تكن مؤمنة بالكامل، وبالتالي فقد تناول الحديث خلالها القضايا العامة، على رأسها محاولات الصلح مع النظام المصري.