الحوثيون يتحدثون عن اشتباكات مع حاملة طائرات أميركية.. تصعيد جديد أم بروباغندا سياسية؟

الحوثيون يتحدثون عن اشتباكات مع حاملة طائرات أميركية.. تصعيد جديد أم بروباغندا سياسية؟

الحوثيون يتحدثون عن اشتباكات مع حاملة طائرات أميركية.. تصعيد جديد أم بروباغندا سياسية؟
ميليشيا الحوثي

في تصعيد جديد، أعلنت مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، الأحد، عن وقوع ما وصفته بـ"اشتباكات" مع حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" في البحر الأحمر، مشيرة أن المواجهات تكررت ثلاث مرات خلال 24 ساعة. 

يأتي هذا التصعيد وسط استمرار الضربات الأميركية التي تستهدف مواقع الجماعة بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها على السفن التجارية والعسكرية في المنطقة.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين زعم -في بيان- أن "القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر والقوات البحرية نفذت عمليات استهداف مباشرة لحاملة الطائرات الأميركية ترومان"، في خطوة تعكس استمرار الجماعة في استهداف المصالح الغربية، ضمن استراتيجية تهدف إلى توسيع رقعة نفوذها العسكري والسياسي.

الحوثيون والولايات المتحدة.. حرب مفتوحة

لم يكن هذا الاشتباك الأول من نوعه، إذ دخلت مليشيات الحوثي في مواجهة مفتوحة مع القوات الأميركية منذ أشهر، بعد استهدافها المتكرر للسفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، تحت ذريعة دعمها للمقاومة الفلسطينية في غزة. 

إلا أن واشنطن وحلفاءها يرون في هذه الهجمات تهديدًا مباشرًا للأمن البحري العالمي؛ مما استدعى تدخلاً عسكريًا واسعًا ضد مواقع الحوثيين داخل اليمن.

خلال الأيام الماضية، شنت القوات الأميركية والبريطانية ضربات جوية استهدفت مواقع للحوثيين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة؛ مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوفهم. 

ويرى مراقبون، أن هذه الضربات تهدف إلى تحجيم القدرات العسكرية للحوثيين ومنعهم من مواصلة تهديد الملاحة الدولية.

الشعب اليمني يدفع الثمن

في ظل هذا التصعيد، يظل الشعب اليمني هو الضحية الأكبر، فمع كل ضربة عسكرية متبادلة، تزداد معاناة المدنيين الذين يعيشون في ظل حصار اقتصادي خانق ونقص حاد في الغذاء والدواء. 

وتشير تقارير أممية، أن ملايين اليمنيين يعانون من سوء التغذية، بينما تزداد معدلات النزوح الداخلي بسبب استمرار النزاع العسكري بين الحوثيين والقوات المدعومة من التحالف العربي.

ويرى محللون، أن الحوثيين يستغلون التصعيد مع الولايات المتحدة لكسب تأييد داخلي، عبر تصوير أنفسهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية، في محاولة لتبرير استمرار حربهم في اليمن، رغم الكلفة الإنسانية الباهظة التي يدفعها المواطنون.

مواجهة طويلة الأمد؟

مع استمرار المواجهات بين الحوثيين والقوات الأميركية، يبدو أن البحر الأحمر سيظل بؤرة صراع جديدة في المنطقة، فبينما تصر واشنطن على كبح جماح الجماعة المدعومة من إيران، يواصل الحوثيون التصعيد كوسيلة للضغط السياسي والعسكري، مستغلين حالة الفوضى الإقليمية لتعزيز موقفهم.

وفي ظل غياب أي حلول دبلوماسية، يبدو أن الحرب بين الحوثيين والولايات المتحدة ستبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات، في وقت يزداد فيه الوضع الإنساني في اليمن سوءًا يومًا بعد يوم.

ويقول المحلل السياسي اليمني صهيب ناصر الحميري: إن ما تروج له مليشيات الحوثي الإرهابية بشأن اشتباكات مع حاملة الطائرات الأميركية لا يتعدى كونه بروباغندا إعلامية تهدف إلى تضليل الرأي العام، وإظهار الجماعة بمظهر القوة أمام أنصارها، في الوقت الذي تتكبد فيه خسائر ميدانية فادحة بفعل الضربات الأميركية. 

ويضيف الحميري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الحوثيون لديهم تاريخ طويل في تضخيم قدراتهم العسكرية وإعلان انتصارات وهمية، والهدف من هذه الدعاية ليس فقط رفع معنويات مقاتليهم، بل أيضاً التغطية على تزايد عزلتهم الدولية بعد أن أصبحوا في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، الحوثيون يسعون لتبرير استمرارهم في حرب استنزفت اليمنيين، مستخدمين خطابًا شعبويًا يربط تحركاتهم بمقاومة الهيمنة الغربية ودعم القضية الفلسطينية، رغم أن ممارساتهم على الأرض تؤكد أنهم مجرد أداة إيرانية لإشعال الفوضى في المنطقة.