تصعيد بلا سقف.. حزب الله يدخل خط النار في حرب إيران وإسرائيل
تصعيد بلا سقف.. حزب الله يدخل خط النار في حرب إيران وإسرائيل

دخل الصراع الإيراني الإسرائيلي منحنى أكثر خطورة مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على مواقع "حزب الله" في جنوب لبنان، في تحرك يقرأ على أنه محاولة استباقية لإجهاض أي نية لدى الحزب بالتدخل المباشر دعمًا لطهران.
السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف موقع عسكري في محيط بلدة الناقورة، يستخدم – وفق البيان – من قبل "قوة الرضوان"، وهي وحدة النخبة في حزب الله.
والموقع المستهدف اعتبر بنية أساسية تستخدم لانطلاق عمليات ضد إسرائيل، وتأكيد من تل أبيب أنها تتابع عن كثب تحركات الحزب وتنوياته.
"قوة الرضوان".. عين إسرائيل على ذراع إيران
وتشكل "قوة الرضوان" رأس الحربة في بنية حزب الله العسكرية، وهي القوة المكلفة بالعمليات الخاصة والدعم الإقليمي لمحور المقاومة.
وتشير المعطيات، أن هذه الضربة تحمل رمزية واضحة، إذ تستهدف القوة الأكثر ولاء واستعدادًا لتنفيذ هجمات نوعية، في وقت بالغ الحساسية إقليميًا.
الجيش الإسرائيلي وصف الضربة بأنها "إجراء وقائي"، تحذير ضمني لحزب الله من مغبة توسيع دائرة المواجهة. التحذير تكرّر على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي هدّد قائلًا: "إذا تدخل الحزب، لن يعود هناك حزب الله".
تصفية الحسيني.. رأس مدفعية الليطاني
الضربة النوعية الأبرز كانت مقتل محمد خضر الحسيني، أحد أبرز قادة منظومة المدفعية في منطقة الليطاني، في غارة إسرائيلية على محيط بلدة شبريحا.
إسرائيل اعتبرت أن الحسيني كان يعيد تفعيل المنظومة المدفعية، بما يمثل "خرقًا صريحًا لاتفاق التهدئة" الذي تم التوصل إليه بعد حرب 2024.
هذه العملية تندرج في إطار "ضرب البنية الصلبة" للحزب، وحرمانه من استعادة قدراته العسكرية التي فقدها خلال المواجهة الأخيرة، والتي أودت بحياة عدد من أبرز قادته.
تلميحات واشنطن وتحركات الحزب
تزامنًا مع التصعيد، خرج المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توم براك، محذرًا من انخراط حزب الله في المواجهة الجارية، معتبراً أن أي تصعيد من جانب الحزب "قرار خاطئ جدًا"، قد يؤدي إلى تعقيد الوضع اللبناني وفتح جبهات إضافية في الشرق الأوسط.
في المقابل، ما يزال الحزب متحفظًا في تصريحاته، لكنه يرسل إشارات ضمنية، كان أبرزها ما صرح به نائب الأمين العام نعيم قاسم، الذي قال: إن "الحزب سيتصرف بما يراه مناسبًا"، في تلميح غير مباشر لإمكانية التحرك، دون تحديد شكل الرد أو توقيته.
ما بعد الضربات.. معركة الردع المفتوحة
منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، تعمل إسرائيل على تقويض أي عملية إعادة انتشار لحزب الله، خاصة في الجنوب اللبناني، الغارات المتكررة خلال الأيام الأخيرة تظهر أن تل أبيب تنتهج سياسة "الردع المستمر"، في محاولة لفرض واقع ميداني يمنع الحزب من التقاط أنفاسه أو إعادة التموضع.
ويرى مراقبون، أن حزب الله يواجه معادلة صعبة، فمن جهة يضغط عليه الحلف الإيراني للتحرك كداعم استراتيجي، ومن جهة أخرى يخشى الحزب من فتح جبهة قد تكون مدمرة في ظل وضعه الداخلي والسياسي الهش.
مع دخول "حزب الله" دائرة الاستهداف المركز، تزداد احتمالات توسع رقعة الصراع الإيراني الإسرائيلي.
ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن الوضع في الجنوب اللبناني يتجه نحو تصعيد مقلق، خصوصًا في ظل دخول حزب الله على خط التوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل.
ويضيف حبيب -في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-، إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تكن مجرد ردود على تحركات عسكرية، بل تحمل رسائل سياسية واضحة مفادها أن أي تدخل مباشر من الحزب سيقابل برد عنيف واستباقي.
ويؤكد حبيب، إن حزب الله اليوم في موقف حساس للغاية، ومن جهة، هو مدفوع بالارتباط العقائدي والسياسي مع طهران، ومن جهة أخرى، يدرك تمامًا أن لبنان لا يحتمل حربًا جديدة ستزيد من أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.