محلل سياسي : دخول حزب الله في الصراع الإيراني الإسرائيلي مرهون بتطورات الميدان

محلل سياسي : دخول حزب الله في الصراع الإيراني الإسرائيلي مرهون بتطورات الميدان

محلل سياسي : دخول حزب الله في الصراع الإيراني الإسرائيلي مرهون بتطورات الميدان
قصف إيران

يثير احتمال دخول حزب الله اللبناني في أتون الصراع المشتعل بين إيران وإسرائيل قلقًا متصاعدًا في الأوساط الإقليمية والدولية، مع تصاعد وتيرة التصريحات النارية بين الطرفين، وسط مؤشرات ميدانية على تحركات عسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وجاء التوتر الجديد عقب تهديد أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال -في تصريح صحفي-: إن "الأمين العام لحزب الله لم يتعلم من تجاربه السابقة"، في إشارة إلى حرب 2006، متوعدًا بأن "أي هجوم من حزب الله سيقابل برد قاسٍ وغير مسبوق".

وتشير تقارير استخباراتية، إلى رصد تحركات لعناصر الحزب في الجنوب اللبناني، إضافة إلى رفع درجة الاستعداد في صفوف الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، وسط تخوف من فتح جبهة جديدة قد تفتح باب حرب إقليمية مفتوحة.

ويرى مراقبون، أن دخول حزب الله على خط المواجهة سيغير قواعد اللعبة بالكامل، وسيوسّع رقعة الحرب لتشمل جبهات متعددة، خصوصًا مع ارتباط الحزب الوثيق بإيران، واعتباره أحد أذرعها العسكرية الأقوى في المنطقة.

من جانبها، تواصل دول كبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، جهود الوساطة لمنع انفجار الوضع على الحدود اللبنانية، محذّرين من أن أي تصعيد من حزب الله سيؤدي إلى رد عسكري واسع النطاق، قد يجر لبنان إلى كارثة جديدة في ظل أزمته الاقتصادية الخانقة.

أكد الدكتور وسيم عطا الله، المحلل السياسي اللبناني وأستاذ العلاقات الدولية، أن قرار دخول حزب الله بشكل مباشر في الصراع الإيراني الإسرائيلي ما يزال مرتبطًا بتطورات الميدان، لكنه حذر من أن أي انخراط عسكري للحزب قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على لبنان.

وقال عطا الله، في تصريح خاص للعرب مباشر: إن "حزب الله يدرك أن أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل ستكون مختلفة هذه المرة، خصوصًا في ظل الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية المكثفة والدعم الغربي المفتوح لتل أبيب"، مشيرًا أن الحزب "يتحرك وفق أجندة إيرانية لكنه يراعي أيضًا حسابات داخلية دقيقة في لبنان".

وأوضح أن خطاب التهديد المتبادل يعكس تصعيدًا نفسيًا وسياسيًا أكثر منه تحضيرًا فوريًا لحرب، لكنه لا ينفي أن الأمور قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة، خاصة إذا واصلت إسرائيل ضرباتها ضد أهداف إيرانية في سوريا ولبنان.

وأضاف: "لبنان اليوم في وضع اقتصادي منهار، وبنية الدولة ضعيفة، وأي حرب جديدة ستزيد من مأساة اللبنانيين، لذلك فإن حزب الله قد يتريث في اتخاذ القرار، إلا إذا تم استهدافه مباشرة أو استهدفت إيران في عمقها بشكل واسع".

وشدد عطا الله على أن المجتمع الدولي مطالب بممارسة ضغوط حقيقية لوقف التصعيد، لأن "اتساع رقعة المواجهة سيعني دخول المنطقة في نفق مظلم يصعب الخروج منه، وستكون بيروت أولى ضحاياه".