خبراء ودبلوماسيون يكشفون دلالات زيارة أردوغان إلى القاهرة في هذا التوقيت
قمة مصرية تركية في القاهرة
شهادة ميلاد جديدة للعلاقات المصرية التركية تسجلها زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التاريخية إلى القاهرة، والتى تعكس الرغبة فى فتح صفحة جديدة وإحياء أواصر الصداقة بين البلدين، كما تعد تقديرًا من أنقرة لدور مصر المحوري فى المنطقة بقيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحرصها على إحلال الأمن والاستقرار الإقليمى.
ظلت العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا قوية رغم فترات التوتر السياسي بين البلدين، وتستمد قوتها من قدمها، حيث يتبادل البلدين استثمارات هامة ويجمعهما اتفاقية تجارة حرة تعود لقرابة العقدين، علاقات كانت البوابة الأكثر انفتاحًا بين البلدين فى فترات التذبذبات السياسية، ومدخلا لتعزيز العلاقات السياسية فى وقتنا المعاصر.
فرصة قوية
تقول الدكتورة عقيلة دبيشي، الخبيرة في الشئون الدولية، ومدير المركز الفرنسي للدراسات: إنه تأتي زيارة الرئيس التركي لمصر تتويجًا لجهود تطبيع العلاقات بين البلدين والتي شابها بعض التوتر بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، وتولي السيسي سدة الحكم، وقد شهدت مرحلة التطبيع هذه مصافحة بين أردوغان والسيسي، خلال افتتاح المونديال في قطر عام 2022، ثم لقاؤهما مرة ثانية خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر 2023، حيث اتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
وأضافت أنه تنطوي الزيارة على أهمية كبرى كونها أول زيارة رسمية على مستوى الرؤساء منذ نحو11 عامًا، إذ كانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبدالله جول في فبراير عام 2013، ويرجع التقارب بين البلدين إلى الأحداث والتطورات في المنطقة، والتي تستدعي التوافق بين الدول الكبرى فيها لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، وأن هذا التقارب والتعاون سيُسهم في حل كثير من الأزمات التي تُشعل المنطقة، وعلى رأسها أزمة ليبيا، ونزع فتيل التوتر في المتوسط، بجانب تطوير التعاون في ملفات يوجد فيها تقارب في وجهات النظر، منها أزمة السودان وأزمة الصومال.
أهمية استثنائية
فيما أكد نائب وزير الخارجية السابق السفير علي الحفنى، أن زيارة الرئيس التركي للقاهرة تكتسب أهمية استثنائية؛ إذ تعد الأولى من نوعها إلى مصر منذ سنوات طويلة وتبعث برسالة مفادها أن صفحات الماضي قد طويت لنبدأ مرحلة جديدة متطلعين إلى مستقبل يسوده التعاون والاحترام بما يحفظ أمن الدول واستقرارها.
وسلط الضوء على أن مجيء الرئيس أردوغان إلى القاهرة يمهد لتحالف استراتيجي جديد يرسم مستقبل الإقليم في هذا التوقيت شديد الحساسية الذي تموج فيه المنطقة بالاضطرابات والاستقطابات وإعادة ترتيب الأوراق، بجانب الأوضاع المشتعلة بالمنطقة نتيجة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها الخطيرة على استقرار الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن تواجد الرئيس التركى اليوم في مصر يشكل فرصة ذهبية للتوصل إلى تفهمات حول عدد من القضايا العالقة، وتقريب وجهات النظر لاسيما في الملف الليبي الذي يمثل أهمية قصوى للبلدين، بالإضافة إلى تنسيق المواقف في القضايا المصيرية والعمل على وقف الحرب الإسرائيلية وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة ومنع تهجير الفلسطينيين وإنقاذ القضية من التصفية مع تشجيع بلدان العالم المحبة للسلام والعدل على الاعتراف المباشر بالدولة الفلسطينية.