باحث يكشف خطوات الجماعات الإرهابية من أجل تنفيذ مخططاتهم
باحث يكشف خطوات الجماعات الإرهابية من أجل تنفيذ مخططاتهم
يعتقد البعض أنّ الحركات الإسلامية قد انتهت بعدما سقط بعضها من الحكم وفشل في العودة إليه مرة أخرى بل إلى المشهد برمّته، وبعدما فشل البعض الآخر في تحقيق أهدافه من خلال استخدام العنف والقوة المسلحة، كما يرى البعض أنّ أفكار تلك الحركات قد اندثرت وذهبت بها الريح إلى غير رجعة، وأنّها فقدت بريقها وتأثيرها.
تأثيرات المواقع الالكترونية
وكشفت تقارير، إنه لا شك أنّ تلك الحركات قد تأثرت كثيراً بما تم اتخاذه ضدها من إجراءات ترتب عليها تفكيك قواعدها التنظيمية وإضعاف قدرتها على الاستقطاب والتجنيد بصورة كبيرة، لكن هل تحققت النتيجة نفسها بالنسبة إلى الأفكار؟
جماعات التطرف والإرهاب، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، لم تأل جهدًا في تسخير منصات التواصل الاجتماعي في زعزعة الأمن وتهديد الاستقرار ومحاربة قيم الوسطية والاعتدال على المستوى الديني والأخلاقي من خلال استعمال هذه المنصات الرقمية .
مخططات الإخوان
ويعلق الدكتور حمادة شعبان الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنّ من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي استخدامها وسيلة لترويج الفكر المتطرف، وقد رأينا في الأعوام الـ (10) الأخيرة كيف استُخدمت هذه المواقع في استقطاب آلاف الشباب والفتيات وغسل أدمغتهم وضرب هويتهم الوطنية، وإضفاء العنف على القيم الدينية، والدين منها براء
وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-، أنه تمارس بعض هذه الصفحات - عن عمد أو بحسن نية - خطاباً متشدداً ومنفّراً يركّز على قضايا بعينها، ومن يتعرّض لهذا الخطاب بالتحليل، يُصدم أوّلاً بطريقة العرض والطرح، التي هي في حدّ ذاتها قد تؤدي إلى أضرار بالغة تضرّ بالإنسان والأوطان".
ومن أخطر أنواع المحتوى الذي تركز عليه هذه الصفحات، وفق شعبان، هو العلاقة بين المواطنين المسلمين والمسيحيين، فمعظم هذه الصفحات يقصر العلاقة بين المسلم والمسيحي على التهنئة بأعياد الميلاد، ولا تملّ هذه الصفحات من الحديث عن هذا الموضوع وإثارته في بداية كل عام.
والملفت للنظر في طرح هذا الموضوع على تلك الصفحات هو طريقة العرض المنفّرة، التي يتنمّر فيها المتحدث أحياناً على من يهنئون جيرانهم من المسيحيين، ويُطنب في الكلام عن حرمة التهنئة بصورة تنسف الإيمان بالمواطنة والحقوق والحريات، بل واحترام الجيران في نفوس الشباب، مع تجاهل كامل للآثار السلبية التي قد تنجم عن هذا الأمر، ولا شكّ أنّ مثل هذه الأمور تضرّ بمبدأ التعايش والمواطنة الذي هو وفقاً للأزهر الشريف مصطلح أصيل في الإسلام شعت أنواره الأولى من دستور المدينة المنورة، وما تلاه من كتب وعهود للنبي، صلى الله عليه وسلم، يحدد فيها علاقة المسلمين بغير المسلمين.