خبراء يحذرون من خطر تورط اليمن في صراع إقليمي وسط مخاوف من رد إسرائيلي

خبراء يحذرون من خطر تورط اليمن في صراع إقليمي وسط مخاوف من رد إسرائيلي

خبراء يحذرون من خطر تورط اليمن في صراع إقليمي وسط مخاوف من رد إسرائيلي
نتنياهو

في ظل التصعيد العسكري المتزايد في المنطقة، بدأت ميليشيا الحوثي في اليمن بتكثيف نشاطاتها العسكرية في محافظة الحديدة، الواقعة شمال غربي البلاد، وسط مخاوف من احتمال تعرضها لضربات إسرائيلية.

مع بدء عملية عسكرية برية لقوات الشرعية اليمنية، المدعومة إقليميًا ودوليًا، لتحرير الحديدة من سيطرة الحوثيين، تزايدت التوقعات بشأن هجوم إسرائيلي محتمل يستهدف المحافظة، التي تطل على سواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بالإضافة إلى ميناء الحديدة الحيوي.

في هذا السياق، عزز الحوثيون تحركاتهم من خلال إنشاء خنادق وأنفاق وزرع الألغام والمتفجرات، كما أرسلوا تعزيزات عسكرية. كما صدرت أوامر بإخلاء رصيف ميناء الحديدة من الحاويات التجارية.

تحركات جديدة


وآخر تلك التحركات الحوثية كانت تنفيذ سلسلة مناورات عسكرية تدريبية تكتيكية، يوم الأحد الماضي، في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في الساحل الغربي، حيث تضمنت 4 موجات هجومية افتراضية، وفق قول إعلام الميليشيا الرسمي، تُحاكي تصدي قواتها لهجمات عسكرية برية وبحرية منسقة وغير نمطية.

يأتي إعلان الحوثيين عن تنفيذ هذه المناورات الواسعة عقب يوم واحد من رد  على إيران، الذي جاء فجر السبت؛ ما دفع مراقبين يمنيين إلى الربط بين الحدثين، مشيرين إلى "إدراك الحوثيين أن الدور المقبل قد يطالهم بعد أن تنتهي إسرائيل من ميليشيا حزب الله في لبنان والرد على إيران، وإن اختلفت الضربات والهجمات في وقعها وقساوتها بين الذراع والمحرك للذراع".

تهور حوثي يعقد الازمة في اليمن


قال د. أحمد الهدار، محلل سياسي يمني، إن "التصعيد العسكري الحوثي يمثل تهورًا قد يقود اليمن إلى وضع أكثر تعقيدًا، خاصة مع المخاوف من ردود فعل إسرائيلية قد تطال المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا".

وأكد الهدار - في تصريحات للعرب مباشر-، أن "الوضع الإنساني في اليمن صعب للغاية، ولا يتحمل مزيدًا من التوترات العسكرية؛ مما يستدعي من الحوثيين توخي الحذر في تحركاتهم العسكرية".

وأضاف: "يجب على الحوثيين أن يدركوا أن التصعيد العسكري لن يخدم مصالحهم، بل قد يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وزيادة الضغط على السكان المدنيين. وفي ظل التوترات الإقليمية الحالية، يتعين على جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس والعمل نحو إيجاد حلول سلمية تنقذ اليمن من أزمته الحالية".

اليمن يحتاج لحلول سياسية


من جهته، أوضح حيدرة الجبري، خبير في الشؤون الاستراتيجية، أن "الخطوات التي تتخذها ميليشيا الحوثي قد تؤدي إلى إدخال اليمن في دوامة من الصراع الإقليمي". 

وأكد أن "الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها الميليشيا لا تعكس فقط عدم إدراك للوضع الراهن، بل تزيد من حدة التوترات التي تعاني منها المنطقة".

وأضاف الجبري: "يجب أن يدرك الحوثيون أن هذه التحركات لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعزز من احتمال ردود الفعل العسكرية من القوى الإقليمية، بما فيها إسرائيل". 
وشدد على أهمية أن تعي الميليشيا المخاطر المرتبطة بعملياتها، وأن تعمل نحو التهدئة بدلًا من التصعيد.

وأكد أن "الوضع في اليمن يحتاج إلى حلول سلمية، وأن الاستمرار في هذه السياسات العسكرية قد يكون له عواقب وخيمة على الشعب اليمني الذي يعاني بالفعل من أزمات إنسانية خانقة".