شروط التهدئة العربية مع إيران.. سامي المرشد: وقف الإرهاب قبل أي مفاوضات
كشف المحلل السياسي السعودي سامي المرشد عن شروط التهدئة العربية مع إيران
منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في شهر يناير الماضي، وانتشرت التقارير التي تتحدث عن التهدئة بين النظام الإيراني والمنطقة العربية.
وبالرغم من حديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن تمنيه أن تزدهر إيران كونها جارة للمملكة، فهذا لا يعني موافقة المنطقة على التطبيع مع إيران دون وضع أسس وقواعد للنظام صاحب الأفكار الاستعمارية.
ويرى مراقبون أن أي محاولات للتهدئة لن تنجح، ويجب على المجتمع الدولي مواجهة التطرف الإيراني أولا قبل التحدث عن أي صلح.
نظام متطرف
وفي هذا الصدد اعتبر المحلل السياسي السعودي سامي المرشد، أن فتح النقاش حول التهدئة، مبني على سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وتابع المرشد لـ"العرب مباشر": إن فرضية أميركا بالتهدئة مع إيران، تعتمد على الاتفاق النووي وإقناع إيران بأن تكون دولة طبيعية وتتعاون مع جيرانها والعالم، وتنبذ العنف وتترك الأسلحة والمخدرات وتنسحب من العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولكن كلها قصص خيالية شهدها العالم خلال إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأشار إلى أن إيران أثبتت خلال ٤ عقود أنها تقوم على نظام كهنوتي أيديولوجي يؤمن بالخرافات، ويريد أن يتزعم العالم الإسلامي ويحتل الدول من خلال الميليشيات، ونشر المذهبية والتفرقة بين الشعوب والأوطان، وإلغاء الدولة الوطنية، وتصبح كافة دول المنطقة تحت إمرة إيران وإحياء الإمبراطورية الفارسية الغابرة.
مشروع إرهابي
وأكد المرشد أن المشروع الإيراني يصعب التفاهم معه فهو يقابله المشروع الآخر في المنطقة الذي يجب أن يدعم ويجب على الولايات المتحدة وأوروبا أن تكون صريحة وتدعم الواقع.
وتابع: إن هذا مشروع حداثي لنبذ الإرهاب ورفض التشدد وبناء الدول الوطنية والاقتصاد وخدمة المجتمعات تقوده السعودية ومصر والإمارات، وبعض الدول الأخرى هو مشروع الحياة مقابل مشروع إيران الذي يدعو للتوسع والدمار والإرهاب واحتلال الدول، متسائلا: "فكيف يلتقي المشروعان والأساس والفكر والإستراتيجية والأهداف مختلفة".
وأضاف: يجب أن يكون المجتمع الدولي صادقا مع نفسه، ويواجه المشروع الإيراني الإرهابي بشجاعة حتى يعيده إلى حدوده ويغير دستوره ويعترف بالدولة الوطنية، والتعايش مع الدول الأخرى على أساس القانون الدولي وقتها ستكون يد العرب ممدودة لإيران.
وأشار إلى أن هذه اليد الممدودة ظهرت في تصريحات بن سلمان عندما قال: نريد علاقات طبيعية مع إيران للتنمية ولمصلحة الإنسان هذا ليس موقفا سعوديا جديدا وإنما هذا مبدأ العرب منذ ثورة إيران المشؤومة.
وأضاف: أن الشعب الإيراني شقيق له حضارة ولكن هذا النظام خارج العصر لا يمكن التفاهم معه، ونتمنى من الولايات المتحدة مواجهته والتعامل معه وتحجيم الثورة الوطنية وتعيدها دولة طبيعية تتعامل مع جيرانها على أسس السلام والتنمية ورفاهية الشعوب.
وأوضح: إلى أن يتم ذلك فإن الحوار بين المشروع الإيراني المتشدد والعربي الإصلاحي صعب جدا والمسافة شاسعة ولا يوجد نقاط التقاء بينهم.
وتابع المرشد: إن النظام الإيراني الحالي يعتمد على التوسعية والإرهاب ويريد السيطرة على الدول الأخرى، ويعتبر كل شيعي في العالم جزءا من ثورته حتى أنه يوهم بعض السنة بأنه يدعم القضية الفلسطينية ويدافع عن القدس ويحارب إسرائيل خلال الأربعة عقود الماضية.
واستطرد قائلا: "هذا النظام يجب أن يتغير أو يزال ويعاد النظر في نهجه هناك من يصرف تركيز العالم ولا يضيع الوقت في الأحلام الخاصة لإعادة تأهيل النظام الإيراني بيد الإصلاحيين ومواجهة التشدد هذا الكلام الذي ادعته إدارة أوباما السابقة، وأغرقت العالم في الأزمات بسبب هذه السياسة العبثية".