الصراع السوداني يشتعل على مدار 3 أسابيع.. وتأثُّر الدول المجاورة
يتواصل الصراع السوداني على مدار 3 أسابيع
لا تزال المواجهات العسكرية الواسعة في العاصمة الخرطوم وغيرها من المدن بين قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، والجيش السوداني الذي يقوده الفريق عبد الفتاح البرهان ، مستمرة بشكل كبير في نواحي السودان، وهو ما تسبب في العديد من الكوارث الإنسانية والاقتصادية والسياسية في السودان.
ورغم أنّ الصراعات ليست بوافد جديد على السودان الذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، غير أنّ القتال هذه المرّة يمزق عاصمة الدولة الواقعة في منطقة غير مستقرة على تخوم البحر الأحمر ومنطقتي الساحل والقرن الأفريقي.
ومع دخول النزاع أسبوعه الثالث، شهدت الخرطوم غارات جوية وانفجارات ورشقات نارية، رغم هدنة جديدة لمدة (72) ساعة وافق عليها الجيش وقوات الدعم السريع، وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ السودان بات على شفا "كارثة" إنسانية، وأنّ مئات الآلاف قد يفرّون منه، وأدت الاشتباكات الدامية إلى نزوح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة، مثل مصر وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، وقد حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أنّ "أكثر من (800) ألف شخص" قد يفرّون من السودان، ودقّت الأمم المتحدة جرس الإنذار من تحوّل الوضع إلى مأساة إنسانية.
ويقول محمد الطيب المحلل السياسي السوداني، إن الصراع المسلح في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أثار قلقاً إقليمياً ودولياً يمتد إلى مياه النيل وخطوط أنابيب النفط، كما يتصل بشكل الحكومة الجديدة المتوقعة إلى جانب مخاوف من أزمة إنسانية كبيرة تلوح في الأفق، كما أن الأزمة بدأت ببوادر تبعات اقتصادية كبيرة على الدول المجاورة بدأت تلوح في الأفق فيما لو استمرت الحرب فترة طويلة، وتوقعت تأثيراً ائتمانياً سلبياً على الدول المجاورة، خصوصاً أنّ الموقع الجيواستراتيجي الاقتصادي للسودان لا يهم فقط العالم العربي، باعتبار أنّه مصدر أمن غذائي أو مصدر ثروات وخلافه، وإنّما يهمّ دولاً أفريقية عديدة.
وأضاف المحلل السياسي أنه يُعدّ استقرار السودان استقراراً للدول الأفريقية المجاورة، وأيّ اضطراب سياسي أو عسكري بالتأكيد سيؤثر عليهم بشكل كبير؛ إذ توجد (7) دول أساسية مجاورة للسودان تتأثر بشكل كبير بالتطورات فيه، إضافة إلى دول جوار الجوار، ليصبح عدد الدول المتضررة على أقل تقدير حوالي (17) دولة، تعتمد بشكل أو بآخر على استقرار السودان؛ سياسياً وأمنياً واقتصادياً، ومن المتوقع أن تتسبب الأزمة الراهنة في أزمات مالية لعديد من تلك الدول، وأن تنعكس كذلك على عددٍ من المؤسسات المالية القارية، فهناك عدد من المؤسسات المالية لها استثمارات في السودان، مثل بنك التنمية الأفريقي وبنك الاستيراد والتصدير الأفريقي الذي يشجع على إنتاج وتصدير الكثير من السلع في السودان، وهي مؤسسات معرضة للمخاطر التي يواجهها السودان حالياً.