دلالات قرارات العاهل الأردني بشان الأمير حمزة بن الحسين
أصدر العاهل الأردني قرارا بشأن الأمير حمزة بن الحسين
خلال الساعات الماضية، أعلن الديوان الملكي الأردني، صدور إرادة ملكية بالموافقة على توصية بتقييد اتصالات الأمير حمزة بن الحسين وإقامته وتحركاته، ويأتي ذلك بعد أسابيع من إعلان الأمير حمزة التخلي عن لقب الأمير، وكما يأتي هذا القرار لما يمثله الأمير حمزة من مخاطر تواجه الأردن، وأن هذه القرارات تأتي في الصالح العام للحفاظ على البلاد من تلك المخاطر.
تفاصيل القرار الملكي
وجاءت تفاصيل القرار الملكي من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والتي وجهها إلى "الأسرة الأردنية" يقول فيها: إن الأمير حمزة استنفد "كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا". وأضاف العاهل الأردني: أنه خلص إلى أن الأمير حمزة "لن يغير ما هو عليه".
وتابع: "لن أسمح لأي كان أن يقدم مصالحه على مصلحة الوطن، ولن أسمح حتى لأخي أن يكون سببا للمزيد من القلق في وطننا".
تجاهل جميع الوقائع والأدلة
وأكدت الرسالة: "لا يزال أخي حمزة يتجاهل جميع الوقائع والأدلة القاطعة، ويتلاعب بالحقائق والأحداث لتعزيز روايته الزائفة، وللأسف، يؤمن أخي حقا بما يدعيه، والوهم الذي يعيشه ليس جديدا، فقد أدركت وأفراد أسرتنا الهاشمية، ومنذ سنوات عديدة، انقلابه على تعهداته وتصرفاته اللامسؤولة التي تستهدف بث القلاقل، غير آبهٍ بتبعاتها على وطننا وأسرتنا".
وأضاف الملك في الرسالة: "فما يلبث أن يتعهد بالعودة عما هو عليه من ضلال، حتى يعود إلى الطريق التي انتهجها منذ سنوات؛ يقدم مصالحه على الوطن بدلًا من استلهام تاريخ أسرته وقيمها، ويعيش في ضيق هواجسه بدلا من أن يقتنع برحابة مكانته ومساحة الاحترام والمحبة والعناية التي وفرناها له، يتجاهل الحقائق، وينكر الثوابت، ويتقمص دور الضحية".
وأكد الملك قائلا: "لقد مارست، خلال الأعوام السابقة، أقصى درجات التسامح وضبط النفس والصبر مع أخي، التمست له الأعذار على أمل أنه سينضج يوما، وأنني سأجد فيه السند والعون في أداء واجبنا لخدمة شعبنا الأبي وحماية وطننا ومصالحه، صبرت عليه كثيرا، لكن خاب الظن مرة تلو المرة".
تصرفات مسيئة
ولفت الملك عبدالله أن الأمير حمزة "استمر في تصرفاته المسيئة لي ولتاريخ أسرته ومؤسسات الدولة التي تقدم كل أشكال الدعم والعون له ولغيره، وبالرّغم من ذلك، اخترت أن أغض النّظر عله يخرج من الحالة التي وضع نفسه فيها؛ فهو أخي في كل حين. لكنه فضل على الدوام أن يعامل الجميع من حوله بشك وجفاء، مواصلًا دوره في إثارة المتاعب لبلدنا، ومبررًا عجزه عن خدمة وطننا وتقديم الحلول الواقعية لما نواجه من تحديات، بأنه محارَب ومستهدف".
الحفاظ على استقرار الأردن
يقول محمد عز الدين، الكاتب المتخصص في الشؤون العربية، إن قرار الملك عبدالله الثاني يأتي في صالح الشعب الأردني، لحماية أمنه واستقراره من محاولات زرع الفتنة والتشكيك التي بثها الأمير حمزة في الأردن طوال الفترة الماضية.
خطر كبير على الدولة
وأضاف الكاتب المتخصص في الشؤون العربية، في تصريح لـ"العرب مباشر": أن قرار تقييد اتصالات وتحركات الأمير حمزة، يأتي بسبب تصرفاته غير المسؤولة والتي تضر بأمن البلاد، وخاصة أن الأمير حمزة أصبح يمثل خطرا كبيرا على استقرار الدولة ونظام الحكم في الأردن، وهو ما تتطلب التحرك من قِبل الملك عبدالله الثاني لمواجهة تلك المخاطر والحفاظ على الدولة من أي مخططات تضر بأمنها القومي.
ولفت أن رسالة الملك عبدالله الثاني إلى شعبه أوضحت كل الأمور المتعلقة بقضية الفتنة منذ بدايتها وحتى النهاية، وتوضيح كافة التحركات للحفاظ على الدولة الأردنية من مخاطر الأمير حمزة، موضحا أن الملك عبدالله الثاني يحظى بتأييد شعبي وعربي كبير لما يقوم به من جهود للحفاظ على الأوضاع في الأردن ومواجهة أي مخاطر تواجه دولته.
الحفاظ على الأردن من المخاطر
أما رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب المحامي عبدالمنعم العودات، فذكر أن رسالة الملك عبدالله الثاني والتي وجهها إلى الشعب الأردني تعد تمثيلاً لأعلى مستويات المكاشفة والمصارحة والوضوح وتحمل الكثير من المعاني التي تحتاج منّا إلى تفكير وعميق ودقيق، لافتا أن أمن واستقرار الأردن فوق أي اعتبار لدى الملك.
وأضاف النائب البرلماني الأردني في تصريحات متلفزة: أنّ قرارات ورسالة الملك عبدالله الثاني، أكدت للجميع من أبناء الأردن أن ربّ الأسرة وقائد الدولة يتساوى عنده الجميع، عندما يتعلق الأمر بتراب الأردن وأمنه ومصالح شعبه، وأن هذه القرارات جاءت بمثابة رد على محاولات تزوير الحقائق وتشويه الصورة والعبث بأمن واستقرار الأردن.