الإمارات..دبلوماسية متعددة تنجح في تحرير 63 أسيرًا روسيًّا في أوكرانيا
نجحت الدبلوماسية الإماراتية في تحرير 63 أسيرًا روسيًّا في أوكرانيا
بخطوات ثابتة مدروسة ودبلوماسية رزينة وهادئة دون صخب، نجحت الإمارات العربية المتحدة في التوسط لعودة العشرات من أسرى الحرب الروس والأوكرانيين إلى ديارهم بعد مبادلة بين البلدين اللذين كانا في حالة حرب منذ ما يقرب من عام الآن، حسبما أكد المسؤولون من الجانبين إتمام صفقة التبادل بوساطة إماراتية، حيث تم إطلاق سراح ما مجموعه 116 أوكرانيًا، وفقًا لأندريه يرماك، أحد مساعدي الرئيس الأوكراني، وكذلك إعادة جثتي متطوعين بريطانيين إلى أوكرانيا.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها: إنه تم إطلاق سراح 63 أسير حرب روسيًّا، بينهم أشخاص من "فئة حسّاسة"، أمكن تبادلهم بفضل جهود وساطة من الإمارات وفق وكالة رويترز للأنباء.
إشادة روسية
وقال مصدر دبلوماسي رفيع في أبو ظبي لوكالة "سبوتنيك"، في تعليقه على تبادل أسرى حرب مؤخرًا بين موسكو وكييف: إن الإمارات العربية المتحدة تبذل جهودًا وساطة بين موسكو وكييف لتهدئة التوترات وتعزيز السلام والأمن العالميين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت: إن إجمالي 63 من العسكريين الروس عادوا إلى ديارهم من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا نتيجة لعملية مفاوضات معقدة. وأضافت الوزارة أن التبادل تم بنجاح بفضل جهود الوساطة الإماراتية.
في بيان لوزارة الدفاع الروسية: "نتيجة لعملية مفاوضات معقدة، أعدنا 63 من الأفراد العسكريين التابعين للقوات المسلحة الروسية من الأراضي الأوكرانية، التي يسيطر عليها نظام كييف".
وأضاف البيان أن مجموعة العسكريين الروس المُفرج عنهم بينهم عناصر في مناصب حساسة، حيث أصبح تبادلهم ممكنا بفضل جهود وساطة من دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن الأسرى المفرج عنهم تُقدم لهم حاليا المساعدة النفسية والطبية اللازمة.
هذه الوساطة الإماراتية ليست المرة الأولى لإتمام صفقة تبادل في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر بدأ في أواخر نوفمبر، عندما كشفت مصادر مطلعة لـ"رويترز" أن ممثلين من روسيا وأوكرانيا اجتمعوا في دولة الإمارات، لمناقشة إمكانية تبادل أسرى الحرب في صفقة مرتبطة باستئناف صادرات الأمونيا الروسية إلى آسيا وإفريقيا عبر خط أنابيب أوكراني.
جهود إماراتية متواصلة
ووفقاً لـ"رويترز"، توجه ممثلون من روسيا وأوكرانيا إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في 17 نوفمبر، حيث بحثوا السماح لروسيا باستئناف صادرات الأمونيا، مقابل تبادل الأسرى حيث سيسمح بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى الأوكرانيين والروس.
وأفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر، بأن ممثلين عن روسيا وأوكرانيا التقوا في الإمارات الأسبوع الماضي، لبحث اتفاق محتمل بشأن تبادل أسرى الحرب، سيجري ربطه باستئناف صادرات الأمونيا الروسية التي تذهب إلى آسيا وإفريقيا عبر خط أنابيب أوكراني.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الاجتماع: إن المحادثات تجري بوساطة من الإمارات، ولا تشمل الأمم المتحدة، على الرغم من الدور الرئيسي للمنظمة في التفاوض على المبادرة المستمرة لتصدير المنتجات الزراعية من 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر أسمائها، أن المحادثات تهدف إلى إزالة العوائق المتبقية أمام المبادرة التي تم تمديدها الأسبوع الماضي، وتخفيف نقص الغذاء العالمي، من خلال تحرير الصادرات الأوكرانية والروسية.
بوتين: دور الإمارات مهم
وفي أكتوبر الماضي، وخلال محادثات الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين: إنه من الممكن أن يكون لدولة الإمارات العربية المتحدة دور “مهم” ضمن الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء.
ونقلت وكالة "بلومبرج" عن بوتين قوله للرئيس الإماراتي محمد بن زايد : "أنا على دراية بمخاوفكم بشأن كيفية تطور الوضع بشكل عام، ورغبتكم في المساعدة في حل جميع القضايا المثيرة للجدل، التي تشمل الأزمة القائمة الآن".
وأضاف بوتين: "أود أن أشير إلى أنه عامل جوهري بالفعل، يتيح لنا استغلال تأثيركم من أجل التحرك قدما نحو حل الموقف".
وخلال الزيارة أعرب بوتين، عن امتنانه للشيخ محمد بن زايد على جهود الوساطة التي تقوم بها الإمارات لحل القضايا الإنسانية.
أول غيث الوساطة الإماراتية
وجاء أول الغيث في ديسمبر الماضي، عندما نجحت وساطة إماراتية سعودية في إتمام صفقة تبادل سجناء وصفت بالنادرة بين أميركا وروسيا شملت الإفراج عن لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني جرينر، مقابل السجين الروسي في الولايات المتحدة فيكتور بوت.
نجاح إماراتي ملحوظ
يرى المحللون أن نجاح الوساطة الإماراتية في ملف شائك كالحرب الروسية الأوكرانية هو ترجمة للثقة التي أعطاها طرفا النزاع لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرز جدوى الدبلوماسية الرزينة التي تنتهجها الإمارات، من أجل رفع عبء الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي سببتها الحرب.
وفي تقرير سابق لها، وصفت وكالة "بلومبرج" الوساطة الإماراتية بأنها "الجهد الأكثر تنسيقاً" منذ سنوات.
ورأت "بلومبرج" أنه من بين جميع الدول التي حاولت التوسط مع روسيا منذ غزوها أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، من فرنسا إلى جنوب إفريقيا، فقط الإمارات العربية المتحدة وشركاؤها في الشرق الأوسط هم مَن أظهروا القدرة على إنجاز الأمور بجدية.
وقالت: "ظهر ذلك مرة أخرى عندما ساعدت الدولة الخليجية في تسهيل تبادُل الأسرى بين روسيا والولايات المتحدة".