عرقلة جهود السلام.. ميليشيا الحوثي تستمر في عرقلة الهدنة وارتكاب جرائم ضد المدنيين
تستمر ميليشيا الحوثي في عرقلة الهدنة وارتكاب جرائم ضد المدنيين
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية عرقلة جهود السلام وعودةالهدنة الأممية في اليمن، في استمرار واضح لانتهاكها جميع الأعراف الدولية وزيادة جرائمها ضد الشعب اليمني، الذي يعاني منذ وصول ميليشيا الحوثي لصنعاء في عام 2014، وواصلت الميليشيا المدعومة من إيران التمسك بشروطها التعجيزية التي كانت سبباً في تعثر تجديد الهدنة منذ مطلع أكتوبر الماضي، كما واصلت حشد المقاتلين داخلياً وتهريب الأسلحة من الخارج خاصة من إيران، وهو ما يعقد من مهمة الوسطاء ويعرقل كل جهود إعادة السلام إلى البلد الذي بات أكثر من 80 في المئة من سكانه يعيشون تحت مستوى خط الفقر.
استهداف المدنيين
تقارير حقوقية نبهت على أن الحوثيين يمتلكون رصيداً حافلاً بالتنصل من الاتفاقات؛ إذ إنه وفيما تستمر المحادثات منذ ثلاثة أشهر يواصل الحوثيون إرسال الأسلحة والمقاتلين إلى مناطق خط التماس الأساسية في محافظات الحديدة ومأرب وتعز والضالع، كما يواصلون عملية التجنيد الإجبارية وتهريب الأسلحة، وكانت قوات خفر السواحل اليمنية تسلمت منتصف نوفمبر الماضي من القوات الأميركية أربعة بحارة يمنيين ضالعين في عمليات تهريب أكثر من 200 طن من المواد الخطرة التي يستخدم بعضها كوقود للصواريخ البالستية إلى الحوثيين.
وحول جرائم ميليشيا الحوثي قال بيان للقوات المشتركة باليمن: إن ميليشيا الحوثي استهدفت المدنيين في مديريات حيس والجراحي والتحيتا، جنوب الحديدة، بقذائف مدفعية وهاون في استمرار لمسلسل جرائمها، ورصدت القوات المشتركة تحركات مكثفة لميليشيا الحوثي في المناطق الساحلية بمديرية التحيتا، بالتزامن مع قصف طال مواقع القوات المشتركة في محور البرح غرب تعز، وتتواصل حملات الميليشيا لنهب أراضي وممتلكات أبناء القبائل وإخضاعهم بقوة السلاح على مستوى كل المحافظات غير المحررة بما فيها محافظة صعدة التي طالها إرهاب الحوثيين منذ وقت مبكر قبل أكثر من 3 عقود.
جرائم تعذيب
في السياق ذاته، سيّرت ميليشيا الحوثي حملة عسكرية بعشرات الدوريات ضد أهالي بلدة بركان في مديرية رازح بمحافظة صعدة استمرارا للاستهداف الممنهج ضد قبائل المحافظة ورجالها، وقامت الميليشيات بنشر قواتها وآلياتها العسكرية وفرضت حصارا على البلدة يومين، وأقامت نقاط تفتيش عديدة بمحيط منطقة بركان بعد رفض الأهالي تسليم أراضيهم لميليشيا الحوثي لتحويلها إلى مكب نفايات"، كما كشفت منظمة حقوقية يمنية، عن جريمة وحشية جديدة ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق مواطن يمني داخل سجونها سيئة السمعة.
وقالت منظمة "إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري": إن ميليشيا الحوثي ارتكبت جريمة بشعة بحق المختطفين اليمنيين، وأكدت أنها تدين ما قامت بها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المختطف محمد حسن معروف 32 عاماً، بالتعذيب حتى الموت في زنازين الإخفاء القسري، وشهدت 6 محافظات يمنية خلال الأيام الماضية حالة من الغضب والوقفات الاحتجاجية المنددة بفساد قادة الميليشيات، وتم تنظيم كثير من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي شارك فيها السكان من مختلف الشرائح، في صنعاء العاصمة وريفها، ومحافظات: الجوف، والبيضاء، وريمة، وإب، وتنوعت أسباب الغضب الشعبي، إما على خلفية ارتكاب عناصر حوثيين جرائم قتل عمد، وقيامهم بأعمال دهم واقتحام للمنازل واختطاف وقمع وتنكيل بحق مواطنين وتجار ووجهاء قبائل، وإما على خلفية المطالبة بتنفيذ أحكام قضائية، وفتح تحقيق في جرائم نهب وسرقة.
توظيف الخطاب الديني
من جانبه، يقول صهيب ناصر الحميري المحلل السياسي اليمني، إن سيطرة جماعة الحوثي على مركز القرار في العاصمة صنعاء بعد تحالفه مع حزب المؤتمر الشعبي العام قبيل الانقضاض عليه، والتفرد بالحكم بجميع مؤسسات الدولة التي أخضعها الحوثيون في صنعاء تحت تصرفه، تشبه كارثة حلّت على الملف اليمني المعقد.
وأضاف الحميري في تصريحات لـ"العرب مباشر": عمل الحوثي على توظيف الخطاب الديني لاستغلال الأسر للدفع بأولادهم إلى الجبهات رغم صغر سنهم، بالإضافة إلى إدخال المنهج الخاص بالحوثيين إلى المدارس الأساسية والعامة حتى أصبح هناك جيل مؤدلج فكرياً لا يمكن الخلاص منه، مضيفًا، هذا ما تسبب بانزعاج الجنوبيين بالبقاء في الوحدة أو القبول بحل سياسي مع الحوثي تحت أي بند، وذلك أن الشعب في الجنوب يرفض رفضاً قاطعاً أن يكون مشاركاً مع الحوثي لأسباب عقائدية ودينية وفكرية.
وأشار الحميري إلى أن الشعب في الجنوب لا توجد فيه طوائف دينية غير السنة بعكس الشمال الذي يعج بالطوائف الدينية والعقائدية وذلك ما سهل للحوثيين التعبية العامة دينياً وممارسة الانتهاكات وعسكرة الأطفال للدفاع عن الدين، بالإضافة إلى حشد القوات لتحرير المسجد الأقصى بداية من عدن ومباركة وخدمة الإخوان الذين فقدوا الأمل بإطالة الحرب لصالح الحوثيين منذ عام 2015 لاستنزاف التحالف وتقويض أي حل يسهم في إيقاف الحرب.