لماذا لا يثق العرب في قطر ويطالبون بمراقبة تحركاتها؟

لماذا لا يثق العرب في قطر ويطالبون بمراقبة تحركاتها؟
أمير قطر تميم بن حمد

شهدت الأيام الماضية عودة "الأزمة الخليجية" للصدارة خاصة بعد البيان الكويتي بشأن المباحثات المثمرة لبحث سبل تحقيق المصالحة الخليجية وإنهاء الأزمة التي استمرت ثلاث سنوات بين الدوحة من جهة والرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة من جهة أخرى، وسط مطالبات لقطر بالالتزام بمطالبات الدول الأربع، في ظل حالة انعدام الثقة للشعوب العربية في التزام قطر ونظامها الحالي بوقف دعم الإرهاب والعودة للانخراط في محيطها العربي وعدم التدخل في شؤون دول الجوار، وهو ما ظهر في تعامل النظام القطري الذي رحب بالمعاهدة الخليجية ولكن دفع أذرعه الإعلامية للتحريض ضد الرباعي العربي في الوقت نفسه.
 
وزير الخارجية يؤكد قرب التوصل لاتفاق نهائي لحل الأزمة


من جانبه، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قرب التوصل إلى اتفاق نهائي لحل الأزمة الخليجية وطي الخلاف مع قطر، بمشاركة جميع أطراف الخلاف من دول الرباعي العربي، مؤكدًا أن جميع الأطراف المعنية ستكون مشاركة في الحل النهائي.


وقال الأمير فيصل بن فرحان: "تعاون بشكل كامل مع شركائنا فيما يتعلق بهذه العملية ونرى احتمالات إيجابية للغاية باتجاه التوصل إلى اتفاق نهائي، موضحًا أن حلفاء الرياض "على الخط نفسه" بشأن حل الأزمة الخليجية، متوقعا التوصل لاتفاق نهائي في أقرب وقت"، ورجح بن فرحان التوصل إلى حل "يغطي جميع الجوانب ويرضي كافة الأطراف المعنية"، مؤكدا أن ذلك سيحدث قريبا.


وأشار وزير خارجية السعودية إلى أن المفاوضات جارية  بشأن مصالحة أوسع تضم جميع أطراف الأزمة الخليجية، وذلك بعد إعلان الكويت عن مباحثات مثمرة مؤخرا في إطار تحقيق المصالحة مع قطر ودعم وتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي.

إعلامي سعودي: سيبقى الشك والريبة عنوان العلاقة مع قطر


في السياق ذاته، يرى الإعلامي السعودي، تركي الحمد، الأحد، أن العلاقة مع قطر ستبقى مبنية على "الشك والريبة والتوجس" حتى لو توصلت أطراف الأزمة الخليجية لاتفاق على حل لإنهائها، وذلك وسط أنباء حول قرب التوصل لصيغة نهائية لاتفاقية بهذا الصدد.


وقال الحمد عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر": "وحتى لو حدث رفع المقاطعة عن قطر، لهذا الظرف أو ذاك، فإن الشك والريبة والتوجس سيبقى هو عنوان العلاقة معها"، حسب قوله.


وتابع الإعلامي السعودي في التغريدة نفسها قائلا: "فما فعله نظام الحمدين بحق جيرانهم، وخاصة السعودية، أمر من الصعب غفرانه، إذ كيف تتآمر على وجودي وكياني وتتأمل الغفران الكامل، وعفا الله عما سلف بجرة قلم"، على حد تعبيره.

المملكة عانت من «مكر وغدر النظام القطري».. ولن تنتهي المقاطعة إلا بضمانات قاطعة


من جانبه، يقول سعد الشمري، 34 عاما، سعودي، المصالحة مع قطر لن تعيد المياه لمجاريها من جديد بسهولة، فالولايات المتحدة على سبيل المثال تتمنى زوال روسيا، وكذلك روسيا تتمنى زوال الولايات المتحدة، ولكن في عالم السياسة والاقتصاد الجميع يبتسم ويبقى ما في القلوب في القلوب، مضيفًا، كل المطلوب من قادتنا في المملكة أن يحصنوا دفاعاتنا ضد مؤامرات قدر ثم يرفعوا مستوى العلاقات بحذر شديد.


وأضاف: بالتأكيد لن تنتهي المقاطعة إلا بضمانات قاطعة مؤكدة لأن قيادات الدول الأربع وخصوصاً المملكة جربت مكر وغدر النظام القطري كثيراً.


وتابع: وفي كل الأحوال نتمنى أن تتوب قطر توبة نصوحا هذه المرة لتعود إلى محيطها العربي وتكفر عن كل خطاياها، مضيفًا، الثقة مثل كأس الحليب ناصع البياض، فإذا  خالطه سائل آخر تغير لونه وطعمه ولن يعود إلى أصله البتة.

«تميم» تسبب في ضرر لا يمكن نسيانه.. وعليهم وقف التباهي بأفعالهم المشينة أولًا


في السياق ذاته، يقول صالح الشيباني، لا بد من براهين قوية ومحسوسة على أرض الواقع في السر والعلن لكي تعود المياه إلى مجاريها وصالحة للشرب في نفس الوقت، وأن يكون عند الطرف الآخر إيمان عميق بحجم المشكلة وتداعياتها.


وأضاف: حجم المؤامرة كان كبيرا جداً على دولة بشعبها وكل ما فيها ولم نشاهد تغيراً يمكن أن يعوّل عليه من أجل المصالحة، موضحًا أن النظام القطري المتآمر لا نستطيع كشعوب أن نطمئن بسهولة لمكره، فحجم الضرر الذي تسبب فيه الأمير تميم بن حمد ونظامه لا يمكن نسيانه بسهولة أو تجاهله خاصة أن إعلام قطر يتباهى بما فعلوه السنوات الماضية وتحالفهم مع أشد الدول عداءً للعرب في المنطقة.


وتابع: نثق في قيادتنا وحكمتها وقدرتها على حماية شعبنا وبلادنا، ولكن علينا أن نحذرها من غدر النظام القطري الذي لا يمر يوم دون أن يعمل على تقوية علاقاته بأعداء العرب في كل مكان.