وصف تعذيبه بوصمة عار على أميركا.. من هو الباكستاني مجيد خان المعتقل في غوانتانامو؟
تعتقل امريكا الباكستاني مجيد خان المعتقل في غوانتانامو
في الآونة الأخيرة، قامت السلطات الأميركية بنقل المعتقل الباكستاني مجيد خان من سجن غوانتانامو إلى دولة بليز - هندوراس سابقًا - وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أنه تم نقل المعتقل، الذي كشف تفاصيل مروعة عن تعرضه للتعذيب على يد المخابرات المركزية بعد هجمات 11 سبتمبر من سجن غوانتانامو في كوبا إلى دولة بليز.
من هو؟
يعد مجيد خان الذي يبلغ من العمر ٤٣ عاما، هو أول معتقل في غوانتانامو يطلق سراحه منذ أكتوبر الماضي، تاركاً 34 معتقلاً في المنشأة، بينهم 20 يقول مسؤولون أميركيون إنهم مؤهلون بالفعل للنقل إلى دول أخرى، ووصل عدد المعتقلين في غوانتانامو إلى 800.
وجند مجيد خان من قِبل أفراد من عائلته ينتمون إلى تنظيم "القاعدة" خلال زيارة له لباكستان، وأقر بأنه شارك في محاولة اغتيال الرئيس الباكستاني، وأنه سلم مبلغ 50 ألف دولار إلى عناصر في تنظيم "القاعدة" في إندونيسيا لتمويل اعتداء على أحد الفنادق، وفي 2012، اعترف خان بالتآمر مع أعضاء تنظيم القاعدة المسؤولين عن هجمات 2001 لارتكاب جرائم قتل وتقديم دعم مادي للإرهاب والتجسس.
وحسب تقارير واردة فقد ألقي القبض عليه في باكستان واحتجز في موقع تابع لوكالة المخابرات المركزية من عام 2003 إلى عام 2006 قبل سجنه في معسكر الاعتقال بالقاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو، وفي جلسة النطق بالحكم، صار خان أول سجين من ذوي القيمة العالية يشهد أمام المحكمة العسكرية الأميركية بشأن تعرضه للتعذيب.
اتهامات للمخابرات الأميركية
من جانبه، وصف خان في بيان أمام لجنة عسكرية أميركية لإصدار الأحكام في 2021، المعاملة التي لقيها في غوانتانامو، وتحدث خان عن تعرضه للضرب والإيهام بالغرق والاغتصاب، وقال إنه ظل معلقاً من يديه من عارضة لعدة أيام، عارياً باستثناء غطاء على رأسه، وإن الحراس هناك كانوا يلقون الماء المثلج على جسده العاري كل ساعة أو ساعتين ووضعوا مروحة لتدفع الهواء نحوي مباشرة، كما ذكر خان أنه حرم من النوم والطعام وظل معزولاً مقيداً في زنزانة، بينما تصدح الموسيقى على مدار 24 ساعة، موضحاً أن هذا استمر 3 سنوات، منذ اعتقاله في كراتشي عام 2003 حتى نقله إلى غوانتانامو عام 2006.
وفي عام 2005، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأميركية لحقوق الإنسان إدارة الرئيس جورج بوش باعتقال 26 شخصاً على الأقل في مواقع (سجون) سرية في الخارج، ويجري تعذيبهم فيها، وهو ما أكدته تقارير إعلامية بريطانية، حيث أشارت إلى أن جهاز الاستخبارات الأميركي استخدم أكثر من 300 طائرة توقفت في مطارات أوروبية لنقل هؤلاء المعتقلين، لتبدأ واشنطن هجوماً مضاداً على الانتقادات الأوروبية لـ"أسلوب تعاملها مع المعتقلين"، قالت المنظمة الحقوقية الأميركية في تقرير حول «المعتقلون الأشباح» كما أسمتهم، إن هؤلاء متهمون بأعمال إرهابية ومعتقلون لمدد غير محددة وبدون اتهام، وبدون وسائل اتصال مع الخارج وحتى إمكانية الاتصال بمحامٍ، وكان من ضمنهم مجيد خان والذي اعتقل في 2003.
وصمة عار
وقد أدان ضباط أميركيون في نوفمبر الماضى ما وصفوه بـ"المعاملة الوحشية" التي تعرض لها المعتقل الباكستاني مجيد خان، أثناء احتجازه من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" في معتقل غوانتانامو، قائلين إنها "وصمة عار على جبين أخلاقيات أميركا"، وجميع الضباط باستثناء عضو واحد في هيئة محلفين عسكرية مكونة من 8 أعضاء "أدانوا سلوك الحكومة الأميركية في التعامل مع خان في رسالة" طالبت بـ"الرأفة به".