فهد الشليمي: حماس فقدت بوصلة السياسة.. لا تعرف إلى أين تريد الوصول
فهد الشليمي: حماس فقدت بوصلة السياسة.. لا تعرف إلى أين تريد الوصول
مع استمرار الصراع العسكري المتصاعد في غزة ورفض التوصل لوقف إطلاق النار، تتجدد التساؤلات حول أهداف حركة حماس واستراتيجيتها المستقبلية في مواجهة تداعيات الحرب. يظهر من تصريحات قادتها تباين في الأولويات والخطاب الإعلامي، مما يُعقّد عملية تحديد رؤية حماس بشأن مستقبلها السياسي والعسكري.
وقال المحلل السياسي، الدكتور فهد الشليمي: نحن اليوم أمام تساؤلات حول موقف حماس، فكل مرة نسمع تصريحات متباينة، مرة يقولون إنهم انتصروا، ومرة أخرى يقرون بالثبات والصمود، ومرة نسمع عن رغبتهم في الانضمام للسلطة الفلسطينية، ثم يتحدثون عن الحاجة لإصلاح الشأن الداخلي الفلسطيني، واختاروا روسيا لعقد اجتماعاتهم بدلاً من الدول العربية.
وأضاف الشليمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هذه التصرفات لا توحي باتجاه واضح. للأسف، حماس تبدو وقد فقدت بوصلة السياسة، فهي لا تعرف إلى أين تريد الوصول، وتسببت في تدمير حياة الشعب الفلسطيني في غزة بالخراب والدمار والقتل، بينما هي في عزلة عن الواقع.
وأكد الشليمي، إن الإسرائيليين واضحون في أهدافهم من هذه الحرب؛ يريدون تفكيك حركة حماس واستبعاد أعضائها، سواء القيادات السياسية أو العسكرية، خاصة بعد تصفية عدد كبير من قياداتها. هذه المكابرة على حساب أرواح الأبرياء من الشعب الفلسطيني أمر مؤسف للغاية.
مؤكداً بإن لا حماس ولا حزب الله قدموا الخير للقضية الفلسطينية أو للشعب الفلسطيني واللبناني، التعاطف والدعم الشعبي بدأ يتلاشى بعد رؤية هذه المأساة.
المطلوب اليوم محاسبة من اتخذ قرار الهجوم في السابع من أكتوبر، وأُسميه "طوفان الحمقى" وليس "طوفان الأقصى"، وأمام حماس خيار واحد فقط للخروج من هذه الأزمة، وهو الانضمام إلى الحكومة الفلسطينية والابتعاد عن نهج التصعيد والمكابرة.
وحماس تواجه ضغطًا شعبيًا متزايدًا من سكان قطاع غزة الذين يعيشون تحت وطأة الدمار والحصار ونقص الموارد.
ورغم ادعائها الصمود، إلا أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية قد تدفعها للتفكير بخيارات سياسية جديدة: منها احتمال الدخول في عملية تفاوضية جديدة مع السلطة الفلسطينية تحت مظلة دولية لتخفيف الأعباء الداخلية، إلا أن هذا الخيار قد يضعف موقفها العسكري ويثير خلافات داخلية قد تؤثر على تماسكها.