هدنة إنسانية وتزويد القطاع بالوقود.. مطالب أميركية تثير غضب إسرائيل حول غزة
مطالب أميركية تثير غضب إسرائيل حول غزة
مع بداية شهر جديد على الحرب في قطاع غزة، ترفض إسرائيل المبادرات الإنسانية الكبرى لقطاع غزة، حيث ينهار سكان قطاع غزة نظراً للحصار والقصف المستمر، وهو ما أدى إلى أزمات متتالية كبرى لسكان القطاع الذي قد سقط منهم خلال الحرب أكثر من 10000 شخص وأغلبهم من الأطفال.
وترفض إسرائيل الدعوات الإنسانية بحجة أن حركة حماس قد تستغل الهدنة لحشد قواتها والعتاد الخاص بها من جديد لتكون المواجهة أكبر، ومع ذلك تسعى إسرائيل لفك الرهائن المتواجدين مع حماس بالكامل مقابل الهدنة.
توتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل
ترتفع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل مع زيادة الهجمات ضد قطاع غزة، حيث الدعم الأميركي لإسرائيل يضعها في موقف محرج للغاية أمام المجتمع الدولي، حيث يصف الإعلام الإسرائيلي الإدارة في واشنطن بأنها مخطئة في تحليلها للشرق الأوسط، وتعتقد أنها ستعزز موقعها في المنطقة من خلال الحصول على هدنة إنسانية وتزويد القطاع بالوقود، وإن إسرائيل بجانب قتالها في عدة جبهات في غزة والعراق واليمن ولبنان، تواجه معها الآن الجبهة الأميركية.
في نفس الوقت يرى الإسرائيليون أن أميركا تريد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حسابهم حتى تتمكن من التركيز على تحقيق النصر في الحرب الروسية الأوكرانية، والتنافس مع الصين على الهيمنة، ولتستعيد مكانتها في الشرق الأوسط التي فقدتها أمام بكين وإلى حد ما أمام موسكو.
هدنة ومطالبات أميركية بعدم استهداف المدنيين
في نفس الوقت يرى اليمين الإسرائيلي طلبات الولايات المتحدة لإسرائيل بالتوقف عن استهداف المدنيين، والتهديد بسحب دعمها العسكري أو تقليله في حالة عدم التقبل بتهدئة أو إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع.
وهاجم مسؤولون إسرائيليون الولايات المتحدة، معتبرين موقفها مساندا للفلسطينيين، وقال نتنياهو، الأحد، للأطقم الجوية والقوات البرية في قاعدة رامون الجوية بجنوب إسرائيل: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون عودة رهائننا.. نقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا، سنستمر حتى نهزمهم".
كما أن واشنطن عرضت عدة خطوات على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، من بين تلك الخطوات تزويد تل أبيب بقنابل أصغر حجما، لمنع المساس بالمدنيين عند استهداف قادة حماس وبنيتها التحتية.
ويرى الباحث السياسي الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن دعم واشنطن لإسرائيل لا يتوقف، ولكن في نفس الوقت تسعى أميركا لهدنة خاصة بعد مواجهات شعبية داخل أميركا للحكومة تكشف عن رفضها لما يحدث في قطاع غزة، وأيضاً بعد الكشف عن جرائم إسرائيل المتتالية داخل قطاع غزة ونشر الإعلام لما يحدث.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن أميركا تريد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب إسرائيل، وهو ما تراه من أزمات بعد ما يحدث في روسيا وكذلك جبهة الصين، وأيضاً عدم المجازفة بخسارة العرب في حال استمرار الحرب؛ ولذلك تسعى الولايات الأميركية لهدنة واضحة لحماية المدنيين.