الدفعة الرابعة من تبادل الأسرى.. خطوة جديدة في مسار الاتفاق

الدفعة الرابعة من تبادل الأسرى.. خطوة جديدة في مسار الاتفاق

الدفعة الرابعة من تبادل الأسرى.. خطوة جديدة في مسار الاتفاق
تبادل الأسري

تواصلت عمليات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، حيث بدأت اليوم السبت، المرحلة الرابعة من الصفقة، التي تأتي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.

وقد شهدت هذه الدفعة إطلاق سراح 183 أسيرًا فلسطينيًا مقابل ثلاثة إسرائيليين، وسط ترقب واسع لمستقبل الاتفاق والمراحل المقبلة منه.

تفاصيل المرحلة الرابعة من التبادل


وفقًا للاتفاق المبرم، سلّمت حركة حماس، اليوم، أسيرين إسرائيليين، على أن يتم تسليم ثالث لاحقًا، بينما أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 111 من قطاع غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.

وتم نقل الأسرى المفرج عنهم من سجن عوفر إلى الضفة الغربية، فيما استقبلت غزة الأسرى القادمين من القطاع.

عملية التبادل تمت عبر وساطة الصليب الأحمر، حيث تم نقل الأسرى الإسرائيليين إلى نقطة تسليم قريبة من محور نتساريم، فيما تولت الحافلات نقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من مراكز الاحتجاز الإسرائيلية باتجاه رام الله وقطاع غزة.

فتح معبر رفح وإجلاء المصابين


بالتزامن مع صفقة التبادل، شهد معبر رفح تطورًا مهمًا، حيث تمت إعادة تشغيله لأول مرة منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه في مايو الماضي.

وبدأت الاستعدادات لخروج المرضى الفلسطينيين للعلاج في مصر، إذ من المقرر نقل 50 مريضًا، معظمهم من المصابين بأمراض القلب والسرطان، لتلقي العلاج خارج القطاع المحاصر.

تفاصيل الأسرى المفرج عنهم


شملت الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين 18 أسيرًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، و54 من ذوي الأحكام العالية، و111 معتقلًا من قطاع غزة، تم احتجازهم عقب هجوم 7 أكتوبر.

وتم استقبالهم بحشود من ذويهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط أجواء من الفرح والترقب للخطوات القادمة.

الرهائن الإسرائيليون المفرج عنهم


من الجانب الإسرائيلي، شملت قائمة الأسرى المفرج عنهم كلًا من ياردين بيباس، وكيث سيغال (الحامل للجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية)، وعوفر كالديرون (الحامل للجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية).

تتم عمليات التبادل الحالية في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تشمل الإفراج عن دفعات متتالية من الأسرى والرهائن.

ووفقًا للمصادر، فإن المرحلة الثانية ستشمل مفاوضات جديدة للإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين، وصولًا إلى المرحلة الأخيرة، التي يُفترض أن تتضمن إعادة إعمار غزة وتسليم جثث الرهائن الذين فقدوا حياتهم خلال فترة احتجازهم.



انعكاسات الصفقة على الوضع الميداني


مع استمرار عمليات التبادل، يبقى المشهد السياسي والميداني في غزة مرهونًا بتطورات المفاوضات بين الجانبين. فإسرائيل تشترط إطلاق سراح جميع الرهائن قبل الانتقال إلى مرحلة إنهاء الحرب، فيما تسعى حماس لتعزيز مكاسبها السياسية من خلال استمرار التبادلات والتفاوض على شروط أكثر تفضيلًا لها في المراحل المقبلة.

ويقول المحلل السياسي، الدكتور هاني المصري: إن تنفيذ الدفعة الرابعة من تبادل الأسرى يعكس استمرار الوساطات الدولية في محاولة لاحتواء الأزمة، لكنه لا يعني بالضرورة أن الاتفاق سيستمر بسلاسة، فلكل طرف حساباته، وإسرائيل تحاول تحقيق مكاسب سياسية داخلية، بينما تسعى حماس لتعزيز موقفها التفاوضي.

ويضيف المصري -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن التبادل يأتي في سياق ضغوط أمريكية وقطرية على إسرائيل وحماس، لكن استمرار هذه الصفقات يعتمد على مدى التزام الطرفين. 

هناك مخاوف من أن يؤدي أي تعثر في تنفيذ الاتفاق إلى استئناف العمليات العسكرية، وفتح معبر رفح ضمن هذه المرحلة يعد تطورًا مهمًا، لكنه لا يعني انفراجة كاملة، فالوضع الإنساني في غزة ما يزال كارثيًا، كما أن الحديث عن المرحلة الثانية من الاتفاق سيظل مرتبطًا بحسابات سياسية وأمنية معقدة.