علامات استفهام حول اختفاء زعيم كوريا الشمالية
خلال الأيام القليلة الماضية، شهد غياب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون العديد من علامات الاستفهام حوله، لتنتشر عدة أقاويل بهذا الشأن بينهم وفاته، وأخيراً هروبه من البلاد خوفاً من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
مع بداية شهر أبريل الجاري، انتشرت أنباء بتعرض زعيم كوريا الشمالية لوعكة صحية شديدة خضع على إثرها لعملية جراحية في القلب، ولم يستطع حضور الاحتفالات بعيد ميلاد جده في 15 أبريل الجاري، وهو ما أثار بلبلة ضخمة في البلاد والعالم أجمع منذ ذلك الحين.
آخر ظهور
كان آخر ظهور لزعيم كوريا الشمالية، في 12 أبريل الجاري، خلال تفقده منظومة الدفاع الجوي بقاعدة عسكرية بالمنطقة الغربية بكوريا الشمالية، لتنتشر عقب ذلك أنباء عن خضوعه لعملية جراحية تتعلق بالقلب والأوعية الدموية.
مرض أم وفاة؟
عقب أيام من انتشار خبر خضوعه لعملية جراحية، سعت وسائل الإعلام بكوريا الشمالية لتجاهل ذلك وحافظت على صورته العادية ونشرت تصريحاته القديمة، بينما فجرت صحيفة "إنترناشيونال بيزنس تايمز" البريطانية، مفاجأة صادمة اليوم، بنشر تكهنات حول وفاة الزعيم الكوري الشمالي، بعد تقرير لنائب مدير تلفزيون هونج كونج تحدث فيه عن حالته المتأخرة، حيث أرسلت الصين فريقاً طبياً لتحديد حالته الصحة.
وأكد جان سون، نائب مدير تلفزيون هونج كونج، أن الحالة الصحية للزعيم الكوري في غاية الخطورة، حيث إن السلطات الكورية الشمالية توصلت إلى أنه من المستحيل عليه التعافي، مشيراً إلى أن هناك اعترافاً بوفاته، لكن الجميع يتجنب ذلك منعاً للمخاطر التي ستعقبه.
خبر الوفاة، أكده أيضاً موقع "بيزنس تايمز" الأميركي، خلال الأيام القليلة الماضية، منذ نشر "سي إن إن" الإخبارية الأميركية تقريراً عن حالته الحرجة، كما تداولت بعض وسائل الإعلام الكورية الجنوبية الخبر نفسه.
أشعل الجدل من جديد، إرسال الصين فريقاً طبياً يتألف من 50 فرداً، إلى "بيونغ يانغ" للمساعدة في حالة كيم، حيث نشر أحدهم أن الزعيم توفي قبل وصول الطاقم الطبي بدقائق.
رسائل كيم
بعد الشائعات العديدة بشأن وفاته، أعلن الراديو الرسمي لكوريا الشمالية، الأحد الماضي، أول رسالة من زعيم البلاد في هذه الأوقات، حيث أفاد بأن "كيم يونغ أون يشكر عمال وموظفين كوريين" في أول إشارة لنشاطه الاعتيادي.
وأضافت الإذاعة الرسمية أن كيم أعرب عن امتنانه للعمال والموظفين الذين ساعدوا بكل إخلاص في إنشاء مدينة سامزيون.
وأعاد الإعلام الشمالي الرسمي نشر تقارير حول جدول أعمال كيم، اليوم، لإظهار نشاطه الاعتيادي واستمرار وجوده على قيد الحياة، حيث أعلن إرساله رسائل دبلوماسية وهدايا للمواطنين المكرمين، دون أي معلومات عن مكانه أو ظروفه الصحية.
ونشرت وكالة الأخبار المركزية الشمالية الرسمية، خطاباً يحمل تاريخ أمس الاثنين، من كيم إلى الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا، لتهنئته بمناسبة عيد التحرير في جنوب إفريقيا، في ذكرى اليوم الذي وضع حداً لنظام الفصل العنصري، في إشارة واضحة إلى أنه يدير شؤون الدولة كالمعتاد.
بسبب كورونا
ما زال يعتبر غياب الزعيم الشاب، مادة دسمة لجميع المسؤولين بمختلف بلدان العالم، لذلك قال وزير الوحدة في كوريا الجنوبية كيم يون تشول أمام البرلمان، اليوم، إن كيم جونغ أون ربما تغيب تجنباً للإصابة بفيروس كورونا، وليس لأنه مريض.
وأضاف أنه في ضوء الإجراءات الصارمة التي تتخذها بيونغ يانغ لمنع تفشي المرض فإن غياب كيم عن الاحتفالات ليس بالأمر غير الطبيعي، بالنظر إلى الوضع الحالي الذي يتفشى فيه فيروس كورونا.
ورغم كل تلك التكهنات، ما زالت الحقيقة غير معروفة بدقة، بينما تقف وسائل الإعلام في كوريا الشمالية صامتة حيال ذلك أو إصدار أي بيان رئاسي أو ظهور لكيم حاسم لإنهاء تلك الحالة من الجدل.