أسوشيتيد برس: كواليس فرار الرئيس السريلانكي بعد الانهيار الاقتصادي

كشفت أسوشيتيد برس كواليس فرار الرئيس السريلانكي بعد الانهيار الاقتصادي

أسوشيتيد برس: كواليس فرار الرئيس السريلانكي بعد الانهيار الاقتصادي
أحداث سيريلانكا

بعد انتفاضة جماهيرية فر الرئيس السريلانكي، جوتابايا راجاباكسا، إلى جزر المالديف على متن طائرة عسكرية قبل ساعات من استقالته صباح اليوم الأربعاء، حيث سيطر المتظاهرون المناهضون للحكومة على محيط القصر الرئاسي ومكتب الرئيس بعد أزمة مالية يتحمل مسؤوليتها الرئيس السريلانكي وخمسة من أفراد أسرته الذين يشغلون مناصب حكومية رفيعة إلا أن سوء إدارتهم تسبب في أسوأ موجة تضخم في تاريخ سريلانكا حيث ترك الرئيس البلاد بدون أي عملة أجنبية لاستيراد الغذاء والدواء والوقود.

هروب الرئيس

أعلن مكتب رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكرمسينغ، حالة الطوارئ في البلاد بعد فرار الرئيس السريلانكي جوتابايا راجاباكسا، خاصة مع استمرار المتظاهرين في محاولة اقتحام المكاتب الحكومية، حسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأميركية.

وقال مسؤول سريلانكي: إن راجاباكسا عيّن ويكرمسينغ رئيسا بالوكالة، بينما أكد سلاح الجو أن راجاباكسا وزوجته واثنين من حراس الأمن استقلوا طائرة عسكرية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء ، بعد أن استند إلى صلاحيات تنفيذية لتمكينه من الفرار، كما، قال بيان "بموجب أحكام الدستور وبناء على طلب من الحكومة ، قدمت القوات الجوية السريلانكية طائرة في وقت مبكر اليوم لنقل الرئيس وزوجته واثنين من مسؤولي الأمن إلى جزر المالديف" حيث وصلوا إلى ماليه، عاصمة جزر المالديف، الساعة الثالثة صباحًا، وحتى وقت مغادرة الرئيس صباح الأربعاء، لم يكن قد قدم خطاب استقالته، وتابعت الوكالة الأميركية، أن المتظاهرين والنشطاء والمحامين دعوا إلى محاكمة الرئيس، إلى جانب العديد من أفراد عائلة راجاباكسا، بشأن مزاعم فساد وانتهاكات لحقوق الإنسان، ومع ذلك، بينما لا يزال رئيسًا، يتمتع راجاباكسا بالحصانة من الاعتقال، يُعتقد أنه لن يستقيل رسميًا حتى يصل إلى وجهته النهائية، ومع اندلاع أنباء رحيل راجاباكسا إلى جزر المالديف صباح الأربعاء، اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء العاصمة السريلانكية "كولمبو" مع مطالبة الناس بتنحيته على الفور، وكان هناك تواجد أمني مكثف خارج مكتب ويكرمسينغ، ونشرت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بينما تجمعت الحشود لمطالبة رئيس الوزراء بالتنحي أيضًا.

غضب شعبي

ووفقا للوكالة، فقد جاء هروب راجاباكسا إلى جزر المالديف بعد 24 ساعة مثيرة حاول خلالها بوسائل مختلفة مغادرة البلاد ولكن دون جدوى، حيث مُنع من ركوب رحلة تجارية ليل الاثنين بعد أن رفض موظفو المطار ختم جواز سفره في منطقة كبار الشخصيات بالمطار، كما رفضت الهند السماح لطائرته بالهبوط على أراضيها، كما مُنع الأخ الأصغر للرئيس باسل راجاباكسا، الذي شغل منصب وزير المالية، من ركوب طائرة متجهة إلى دبي في طريقه إلى الولايات المتحدة، حيث يحمل جنسية مزدوجة، وورد أن باسل أيضًا غادر سريلانكا ليلة أمس الثلاثاء.

وأفادت الوكالة، أن جوتابايا راجاباكسا، الذي انتخب في عام 2019، يقاوم دعوات استقالته منذ أشهر، حيث غرقت سريلانكا في أعماق أزمة مالية يُلقى عليه باللوم فيها على نطاق واسع، حيث يتهم راجاباكسا وخمسة من أفراد أسرته الذين شغلوا مناصب حكومية عليا بالفساد المستشري وسوء الإدارة الاقتصادية، الأمر الذي ترك البلاد دون أي عملة أجنبية لاستيراد الغذاء والوقود والأدوية، ودفع التضخم إلى مستويات قياسية، ووفقًا للأمم المتحدة ، تواجه الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة أزمة إنسانية، واضطر راجاباكسا في نهاية الأسبوع للإعلان عن نيته التنحي عن السلطة هذا الأسبوع، بعد أن ملأ مئات الآلاف من المتظاهرين شوارع كولومبو واقتحموا القصر الرئاسي والمكاتب، وكذلك المقر الرسمي لرئيس الوزراء. 

ماذا بعد؟

ووفقًا للدستور، إذا استقال راجاباكسا يوم الأربعاء، فيحل محله ويكرمسينغ تلقائيًا، ولن يحظى هذا بشعبية كبيرة بين المتظاهرين المناهضين للحكومة، الذين يعتقدون أن ويكرمسينغ - الذي تولى منصب رئيس الوزراء المؤقت قبل شهرين - كان مسؤولاً عن الأزمة، إلا أن ويكرمسنغ وافق على التنحي عندما يتم تشكيل حكومة وحدة تضم جميع الأحزاب.

وقالت أحزاب المعارضة: إنه تم الاتفاق على حكومة الوحدة من حيث المبدأ، رغم أنه لم يتضح مَن سيكون رئيس الوزراء الجديد، إذا استمرت استقالة راجاباكسا كما هو مخطط لها، سيعود البرلمان للانعقاد في 15 يوليو وسيصوت النواب في 20 يوليو لتحديد الرئيس الجديد.