محلل يكشف: حركة الشباب المجاهدين تظل واحدة من أكبر التهديدات الأمنية في القرن الأفريقي
محلل يكشف: حركة الشباب المجاهدين تظل واحدة من أكبر التهديدات الأمنية في القرن الأفريقي

تخوض الحكومة الصومالية منذ أكثر من عقدين حربًا ضد حركة الشباب، التي تُعد الجناح العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية الذي انهار في منتصف العقد الأول من القرن الحالي.
وعلى الرغم من الدعم الدولي، لم تتمكن القوات الحكومية من القضاء على الحركة التي لا تزال تسيطر على مناطق واسعة، خصوصًا في الجنوب والوسط، وتنفذ هجمات متكررة تستهدف المدنيين وقوات الأمن.
استراتيجية الحكومة والتحديات
في مايو 2022، أعيد انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود، وأعلن حربًا شاملة ضد حركة الشباب، شملت العمليات العسكرية ودعم الأهالي في المناطق المتأثرة بالحركة. بدأت الحملة في مناطق شرق نهر شبيلي، ثم توسعت لتشمل المناطق الغربية والجنوبية. ورغم الدعم الدولي، بما في ذلك رفع حظر الأسلحة عن مقديشو، إلا إن الحكومة لم تحقق تقدمًا ملموسًا ضد الحركة.
تكتيكات حركة الشباب
تستخدم حركة الشباب تكتيكات حرب العصابات، مستفيدة من التضاريس الصومالية المعقدة والروابط القبلية التي تساهم في تعزيز قوتها. الحركة تهدد العشائر المتعاونة مع الحكومة، وتستهدف خطوط الإمداد، وتنفذ هجمات منسقة على القرى والمواقع العسكرية. كما تسعى الحركة إلى توسيع نفوذها إلى الدول المجاورة مثل كينيا وإثيوبيا؛ مما يزيد من تعقيد جهود الحكومة في القضاء عليها.
الآفاق المستقبلية
تبدو فرص الحكومة في القضاء على حركة الشباب ضئيلة في ظل الاستراتيجية العسكرية الحالية. لذلك، قد يكون من الضروري تبني نهج شامل يجمع بين القوة العسكرية، تعزيز الحكم المحلي، وتقديم الخدمات الأساسية لكسب دعم السكان المحليين.
كما يمكن أن يشكل الحوار مع المعتدلين داخل الحركة خطوة نحو إنهاء الصراع. ورغم ذلك، تظل التحديات كبيرة، وتتطلب استقرارًا سياسيًا، دعمًا دوليًا مستمرًا، وتعاونًا إقليميًا لمكافحة الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي.
في إطار تطورات الوضع الأمني في الصومال، أكد المحلل في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، أن حركة الشباب المجاهدين تظل واحدة من أكبر التهديدات الأمنية في القرن الأفريقي، مشيرًا أن هذه الجماعة التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بتنظيم القاعدة، تواصل تهديد استقرار المنطقة.
استمرار تهديد حركة الشباب
أديب أشار أن حركة الشباب المجاهدين، على الرغم من الضغوط العسكرية المتزايدة من الحكومة الصومالية والدعم الدولي، لا تزال تسيطر على العديد من المناطق الريفية في جنوب ووسط الصومال.
وأضاف -في تصريح للعرب مباشر-، أن الحركة تحافظ على قوتها من خلال تكتيكات حرب العصابات، واستغلال التضاريس الصومالية الصعبة، كما أنها تحظى بدعم من بعض الجماعات المحلية التي استفادت من الفوضى السياسية في البلاد.
النفوذ الإقليمي والعالمي
وأوضح أديب، أن تهديد حركة الشباب لا يقتصر على الصومال فقط، بل يمتد إلى دول الجوار، مثل كينيا وإثيوبيا، حيث نفذت الحركة العديد من الهجمات عبر الحدود.
وقال أديب: إن الاستهداف المستمر للمدنيين في هذه الدول يعكس قدرة الحركة على تنفيذ عمليات منسقة عبر الحدود، مما يضاعف من تحديات الأمن الإقليمي.
الدور الدولي في مكافحة حركة الشباب
فيما يتعلق بالدور الدولي، أكد أديب على أهمية استمرار الدعم الدولي للحكومة الصومالية في معركتها ضد حركة الشباب. وشدد على أن هذا الدعم يجب أن يشمل تعزيز قدرات القوات الصومالية، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية للمناطق المتضررة، لكي لا يجد السكان المحليون في هذه المناطق بديلاً عن دعم الحركة.