الصين في مواجهة التحدي.. كيف استعدت بكين لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية؟

الصين في مواجهة التحدي.. كيف استعدت بكين لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية؟

الصين في مواجهة التحدي.. كيف استعدت بكين لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية؟
الرئيسان الأمريكي والصيني

أفادت مصادر مطلعة بأن الصين قد وضعت المسؤولين الحكوميين في بكين في حالة "حرب" وطلبت منهم بدء حملة دبلوماسية موجهة لتشجيع الدول الأخرى على مقاومة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.

وأوضحت المصادر، أن مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني قد لعبوا دورًا رائدًا في صياغة رد الصين، حيث نشر المتحدثون الرسميون مقاطع تحدي على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الزعيم السابق ماو تسي تونغ وهو يقول: "لن نستسلم أبدًا".

طوارئ في الولايات المتحدة


وتابعت الوكالة الدولية، أنه في إطار هذا التوجه الذي وصف بـ"الحربي"، تم إصدار أوامر لموظفي وزارتي الخارجية والتجارة الأمريكية بإلغاء خطط إجازاتهم والحفاظ على هواتفهم المحمولة مفتوحة على مدار الساعة، كما تم تعزيز الأقسام التي تختص بالشؤون الأمريكية، بما في ذلك تعيين موظفين عملوا على الرد الصيني في فترة ولاية ترامب الأولى.

وأضافت، أن هذه الاستجابة الهجومية والتعبئة الشاملة من الحكومة الصينية تمثل تحولًا حادًا، حيث كانت بكين تحاول سابقًا تجنب التصعيد في الحرب التجارية. 

وعلى مدار شهور، كان الدبلوماسيون الصينيون يحاولون إنشاء قناة تواصل رفيعة المستوى مع إدارة ترامب للدفاع عن ما وصفته الحكومة الصينية في حملاتها الإعلامية المحلية بعلاقة تجارية "مربحة للطرفين". 

وكان هناك أيضًا تفاؤل لدى بعض المراقبين الصينيين بأن الصين قد تجد صفقة كبيرة مع ترامب تتعلق بالتجارة، تطبيق "تيك توك"، وربما حتى تايوان.

وأشارت الوكالة الدولية، أن هذا التحول من السعي إلى التوصل إلى اتفاق إلى الرد بقوة عبر فرض رسوم جمركية انتقامية والتهديد بالتحدي الكامل، يأتي استنادًا إلى مقابلات مع أكثر من عشرة أشخاص، بما في ذلك مسؤولين حكوميين من الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى دبلوماسيين وباحثين تم إطلاعهم على التبادلات الثنائية بين البلدين.

رسائل صينية


وفيما يتعلق بتفاعل الصين مع الدول المستهدفة من الرسوم الجمركية الأمريكية، كشف أربعة أشخاص عن إرسال الصين رسائل إلى عدد من البلدان بهدف التعاون في مواجهة هذه الرسوم، كما تم التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية، حسبما أشار شخصان مطلعان.

ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب التعليق، ولكن متحدثًا باسم السفارة الصينية في واشنطن قال في رده على أسئلة "رويترز": إن بكين لا ترغب في خوض الحروب التجارية "لكنها ليست خائفة منها". 

وأضاف المتحدث: "إذا وضعت الولايات المتحدة مصالحها الخاصة فوق مصلحة المجتمع الدولي وضحت بمصالح جميع البلدان من أجل هيمنتها، فإنها ستواجه معارضة أقوى من المجتمع الدولي".

في أعقاب الرد الصيني الأولي، صرح ترامب قائلاً: "لقد ارتكبت الصين خطأ، لقد ارتبكوا - وهذا ما لا يمكنهم تحمله!"، كما أضاف أنه يعتقد أن بكين ترغب في التوصل إلى صفقة لكنها "لا تعرف كيف تسير في ذلك".

اتهامات السلطات الأمريكية


من جانبها، اتهمت السلطات الأمريكية الصين بالتسبب في المأزق الحالي بسبب فائضها التجاري الذي يبلغ تريليون دولار مع العالم، والذي يعتبره الأمريكيون نتيجة لما يرونها استغلالًا لنظام التجارة العالمية الذي لم يتم معالجته بشكل ناجح على مدار سنوات من المفاوضات.

وفي الثاني من أبريل، فاجأ ترامب العالم بفرض رسوم جمركية ضخمة قال إنها ستمنع دولًا مثل الصين من "الاستغلال" على حساب الولايات المتحدة. 

وجاء رد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتبني موقف قوي، حيث أصدر رسالة وطنية شككت في قدرة الناخبين الأمريكيين على تحمل المعاناة كما يفعل الصينيون.

منذ ذلك الحين، تم تعليق الرسوم الجمركية على جميع البلدان باستثناء الصين لمدة 90 يومًا. 

وعلى الرغم من بعض الاستثناءات، فإن التجارة بين الصين والولايات المتحدة قد توقفت إلى حد كبير، وبدأت الصين في اتخاذ إجراءات ضد تجارة الخدمات، بالإضافة إلى تحذير مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة وفرض قيود على استيراد الأفلام الأمريكية.