في ظل الاشتباكات على الحدود.. دلالات زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية في لبنان وإسرائيل

تزور وزيرة الخارجية الفرنسية في لبنان وإسرائيل

في ظل الاشتباكات على الحدود.. دلالات زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية في لبنان وإسرائيل
صورة أرشيفية

اشتباكات مستمرة لأكثر من 70 يوماً، جنوب لبنان يشهد تصعيداً مستمراً للأحداث ما بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران عقب الحرب في قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر، وشهدت توترات كبرى بالمنطقة، وهو ما استدعى زيارة لوزيرة الخارجية الفرنسية كولونا إلى بيروت وتل أبيب.  

ويفصل ما بين إسرائيل ولبنان منطقة الخط الأزرق الفاصل ما بين الأطراف والذي أقامته الأمم المتحدة عقب حرب لبنان 2006، وهو الآن ما يتم القصف من فوقه بين الطرفين في ظل تصعيد شرس بين الطرفين قد يؤدي في النهاية إلى توسيع رقعة الحرب الشاملة. 

زيارة فرنسية للمنطقة 

وقامت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بزيارة تل أبيب وخلال مؤتمر صحافي مشترك أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أنه "ليس لدى إسرائيل أي نية لفتح جبهة أخرى عند حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا، مشيرا إلى أن أكثر من 50 ألف إسرائيلي نزحوا من المناطق الحدودية في شمال إسرائيل، حيث تسعى فرنسا لتهدئة الأوضاع ما بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان. 

ورأى كوهين أن "بإمكان فرنسا أداء دور إيجابي وهام لمنع حرب في لبنان"، حيث فرنسا التي لديها نفوذ كبير في لبنان تحاول حل الأزمة عن طريق إجراء اتصالات منتظمة بحزب الله خلافا لدول غربية أخرى، وأبدت استعدادها لتولي الدور في مواجهة خطر اشتعال "فعلي"، قد يصل حرباً إقليمية. 

الابتعاد عن دوامة الحرب 

خلال زيارتها السابقة إلى بيروت في 16 أكتوبر الماضي، حضت كولونا المسؤولين اللبنانيين على القيام بكل شيء "لتجنب انجرار البلاد إلى دوامة لن تتعافى منها"، لكن وزيرة الخارجية الفرنسية حرصت الأحد على التأكيد أن الدعوات إلى وقف التصعيد تنطبق على كل الأطراف بما يشمل إسرائيل.

وتخشى باريس أن يكون لبنان يقلل من شأن تصميم إسرائيل على حماية حدودها بعد الصدمة التي  حدثت بعد 7 أكتوبر، وخاض حزب الله، المدعوم من طهران، وإسرائيل حرباً مدمرة في عام 2006، انتهت بصدور القرار 1701 الذي عزز انتشار قوة يونيفيل في الجنوب، وانتشر الجيش بموجبه للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي".

ويشير الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب، إلى أن لبنان حتى الآن لم يستعد بما فيه الكفاية لأن يتم التصعيد لحرب مع إسرائيل، في ظل تداعيات اقتصادية مدمرة تعاني منها بيروت، وزيارة كولونا لبيروت وتل أبيب هي محاولة للتهدئة من الجانبين ولكن ما يحدث هو هجوم إسرائيلي كبير حيث قامت إسرائيل بمهاجمة الجيش اللبناني وهو ما لم يقم بالمواجهة مثل حزب الله. 

وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن المباحثات الفرنسية تتمحور على كيفية تفادي التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، غداة محطة لها في إسرائيل والضفة الغربية، وبيروت، وبالتالي خطر التصعيد يبقى قائماً وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، لن يكون في مصلحة أحد، وبشكل خاص فرنسا التي لديها مصالح في بيروت ومع إسرائيل أيضا.