ما أبرز السيناريوهات المتوقعة لحرب غزة عقب زيارة أوستن للمنطقة؟
أبرز السيناريوهات المتوقعة لحرب غزة عقب زيارة أوستن للمنطقة
محاولات عديدة عالمية نحو هدنة في قطاع غزة قبيل أعياد الميلاد، وكذلك وقف إطلاق النار لفترة طويلة محاولة لفك أسر الرهائن من الطرفين، وكذلك وقف نزيف الدماء للمدنيين في قطاع غزة.
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وصل إلى المنطقة في زيارة تحمل الكثير من الدلالات الأميركية في الحرب التي بدأت بالتوسع خارجياً، خاصة جنوباً في اليمن وشمالاً نجو جنوب لبنان مع حزب الله وهم الأطراف المدعومون من الجانب الإيراني.
زيارة عسكرية في المنطقة
زيارة أوستن إلى المنطقة المشتعلة حالياً أثارت تساؤلات بشأن مدى نجاحه في مهمة إخماد الصراع بالمنطقة، حيث يدفع مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل لإنهاء حملتها البرية والجوية واسعة النطاق في قطاع غزة في غضون أسابيع.
أميركا التي كانت ولا تزال الحليف الأبرز لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة تسعى لأن تنتقل إسرائيل نحو مرحلة أكثر تركيزا في حربها ضد حماس، فضلا عن مسعاها لترتيب عملية تستهدف ضبط إيقاع التوترات الإقليمية المتصاعدة، وكذلك محاولة الإفراج عن الرهائن لتخفيف الضغط عن الحكومة الإسرائيلية من الداخل.
إخماد الصراع قبيل أعياد الميلاد
لويد أوستن يسعى في مهمة لإخماد الصراع بالمنطقة ومنع اتساع رقعة الحرب، مع العمل على إقناع إسرائيل لتجنب الحرب "العشوائية" التي أوقعت آلاف الضحايا من المدنيين، وتحديد "أهداف أكثر دقة"، كذلك البحث وراء قضية تهديدات ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر التي بدورها تعطل التجارة العالمية الخاصة بالسفن التي تمر من باب المندب في البحر الأحمر نحو إسرائيل وأوروبا، بما يؤثر على المصالح الأميركية.
أوستن قال عبر حسابه على موقع "إكس": إنه سيتوجه إلى إسرائيل والبحرين وقطر للتأكيد على التزامات الولايات المتحدة بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، والعمل مع الشركاء والحلفاء لتعزيز القدرات الدفاعية، ويشارك رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال تشارلز براون جونيور، في زيارة أوستن إلى المنطقة.
ويتوقع أن يزور أوستن حاملة الطائرات "جيرالد فورد" في شرق البحر الأبيض المتوسط، بينما كثفت الولايات المتحدة وجودها في المنطقة التي أصبح بها حالياً 19 سفينة حربية، من بينها 7 في البحر المتوسط و12 في البحر الأحمر والخليج العربي، لمنع خطر نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
ويقول الباحث السياسي مختار غباشي: إن سيناريوهات تواجد أوستن في المنطقة واضحة وهو دعم إسرائيل في حربها بقطاع غزة، وكذلك محاولة لرؤية جديدة في ظل الخسائر التي قامت بها حماس ضد إسرائيل مؤخراً بهدف تغير رؤية الحرب بعد الغضب العالمي الذي طال إسرائيل بعد فضحها مؤخراً.
وأشار غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" إلى أن أوستن يسعى لإنهاء النزاع وإقرار هدنة برعاية قطرية مصرية في الوقت الحالي تهدف لإعادة ترتيب إسرائيل لأوراقها في الحرب والابتعاد عن العشوائية التي طالت الجيش الإسرائيلي مؤخراً وهو ما وضح عقب قتل ثلاثة من الرهائن وهم يحملون الرايات البيضاء، كما أن ملف البحر الأحمر بات على المحك وإسرائيل وأميركا يسعيان لتجميع قوى دولية لمواجهة ميليشيا الحوثي في ظل تهديدات مستمرة في البحر الأحمر للسفن.
بينما يرى الباحث السياسي السوري سلمان شيب، أن أوستن جاء للمنطقة ويحمل معه أوراقاً لمناقشة التفاصيل المتعلقة بالحرب وكيف ستنفذ القوات الإسرائيلية مرحلة جديدة في حرب غزة، وكيف ستعتمد إسرائيل في حربها على المعلومات الاستخباراتية للعثور على قادة حماس وإنقاذ الرهائن وتدمير الأنفاق، بدلًا من العمليات العسكرية واسعة النطاق، التي أثبتت فشلها إلى الآن ودمرت قطاع غزة وقتلت المدنيين فقط.
وأضاف شيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن المتوقع أن يعبر أوستن عن دعمه مجددا لعمليات إسرائيل التي تستهدف تدمير قدرة حماس، ولكنه سيضغط نحو ضرورة حماية المدنيين أثناء العمليات والحاجة الماسة لزيادة إيصال المساعدات الإنسانية التي تعتبر كارثة موقوته أمام النظام الإسرائيلي الذي يواجه حملة عالمية شرسة تهدف لإيقاف الحرب.