هل ستنجح الضغوط الدولية المستمرة على إسرائيل بوقف إطلاق النار؟
تتصاعد الحرب في غزة
خوفاً من تحولها لحرب طويلة الأمد مع زيادة كبرى في الوضع الذي تحول إلى مأساة كبرى في قطاع غزة نتيجة ما يحدث الآن من حرب إسرائيلية ضد حركة حماس، وهو ما يشهد تصاعداً في الأحداث بداية من قصف جوى إلى دخول بري مدمر للقطاع.
ويحاول جميع المنظمات الأممية ومعها دول عديدة إلى وقف إطلاق النيران في ظل عدم وود مستشفيات في القطاع داخل الخدمة ونزوح المواطنين إلى جنوب نحو معبر رفح، ووقف إطلاق النيران ترفضه بشدة إسرائيل وتسعى الدول إلى ضغوط عليها لحماية المزيد من المدنيين.
الاتحاد الأوروبي يسعى لوقف إطلاق النيران
قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل: إن الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف مؤقت فوري للأعمال العدائية وإنشاء ممرات إنسانية في غزة لإيصال الدعم الإنساني، وسبق وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه سيعيد الأمن للجنوب والشمال وسيحقق الانتصار بالقضاء على حماس، مضيفاً هذه ليست عملية عسكرية ولا جولة ومستمرون حتى تحقيق الانتصار الساحق.
بينما يرى وزير خارجية إسرائيل، إيلي كوهين، إن الضغط الدولي يزداد عليهم من أجل إنهاء الحرب والعدوان على قطاع غزة، وتابع: إن الجيش أمامه أسبوعان للحسم، قبل أن يصبح الضغط الدولي مؤثرا.
تحول أميركي للموقف
وفي تحول واضح لموقفها الداعم لإسرائيل منذ اليوم الأول، بداية من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى إرسال الأسلحة منذ يوم 7 أكتوبر مع عملية طوفان الأقصى، دعت الولايات المتحدة تل أبيب إلى حماية المدنيين، بينما أعرب وزير الخارجية الأميركي أتنوني بلينكن عن أسفه جراء ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين داخل قطاع غزة.
ويرى الجميع أن الولايات المتحدة هي الطرف الأقدر على الضغط على تل أبيب لوقف إطلاق النار داخل القطاع، إذا ما توافرت النية الجادة لدى الإدارة الأميركية التي تواجه أيضا ضغوطا داخلية غير مسبوقة لوقف الدعم المطلق لإسرائيل.
فرنسا أيضا تسعى للضغط على تل أبيب من أجل وقف إطلاق النار، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة وقتل المدنيين، وهو ما فتح عليه جبهة إسرائيلية رافضة لتصريحاته.
وتجرى أيضاً اتصالات مصرية - قطرية من أجل دفع جهود التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس، تكثيف الجهود المصرية - القطرية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن المحتجزين مع إمكانية التوصل لاتفاق حول هدنة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الفلسطينيين وإسرائيل يأتي على طاولة عدداً من الدول.
ويقول الباحث السياسي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن إسرائيل لا تسمع لأي دولة أو منظمة وتقوم بعملها في إبادة الشعب الفلسطيني بالكامل وما يحدث هو جريمة يعاقب عليها القانون الدولي من قتل النساء والأطفال والمدنيين المقدرين بالآلاف، وكذلك رفض إسرائيل أي عرض لأي هدنة يدل على نيتها الواضحة في استمرار الحرب التي حتى الآن لم تأتِ بأي شيء لإسرائيل، وأثبتت ضعف الإدارة الإسرائيلية التي تزيد من حدة الصراع وتفتح جبهات أخرى.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الإدارة الأميركية تخشى من ضغوطات اللوبي الصهيوني في حال طلبت من إسرائيل وقف إطلاق النار، والآن المظاهرات العالمية التي تخرج داعمة للشعب الفلسطيني تقوم يومياً بإدانة إسرائيل وأميركا سوياً في ظل دعم أميركي متواصل لإسرائيل التي ترفض أي قرار بالهدنة أو حتى وقف مؤقت لإطلاق النيران.