كيف يحاول حزب الله تخريب المنطقة عبر تجارة المخدرات؟

يواصل حزب الله نشر الإرهاب في المنطقة وتجارة المخدرات

كيف يحاول حزب الله تخريب المنطقة عبر تجارة المخدرات؟
صورة أرشيفية

لا يقل "إرهاب المخدرات" الذي تنتهجه ميليشيات حزب الله اللبناني عن "الإرهاب المسلح" الذي تجيده برعاية إيرانية وتحاول دول العالم والمنظمات الدولية الوقوف له بالمرصاد، بعد عمل الميليشيا الإرهابية على الترويج له والانتشار في كافة دول المنطقة. 

ضبط مخدر لبناني

وخلال الساعات الماضية تمكن رجال الجمارك بالإدارة الثانية بمطار القاهرة الدولي مبني رقم 3 من ضبط محاولتَيْ تهريب كمية من الأقراص المخدرة. 

في المحاولة الأولى، وأثناء إنهاء إجراءات تفتيش الركاب القادمين على طائرة مصر للطيران القادمة من بيروت تم الاشتباه في الأمتعة الشخصية لراكب مصري الجنسية قادم من لبنان، وبتفتيش حقائب الراكب تبين وجود 6 آلاف قرص من أقراص الكبتاغون المخدرة مخبأة داخل علب فيتامين الأطفال مغلفة بتغليف المصنع.

وفى المحاولة الثانية وأثناء إنهاء إجراءات تفتيش الركاب القادمين على رحلة طائرة مصر للطيران القادمة من بيروت تم ضبط راكب  آخر بحوزته 4 آلاف من أقراص الكبتاغون المخدرة مخبأة داخل علب فيتامين الأطفال مغلفة بتغليف المصنع أيضًا.

جهود مكافحة حزب الله 

لم تكن تلك المحاولات هي الأولى من نوعها، بل وأسقطت الضربات الأمنية التي وجّهتها المملكة العربية السعودية لتجار السموم البيضاء، الأقنعة الخبيثة لحزب الله اللبناني، الذي طالما استهدف بمخطط تِلْوَ الآخر، إغراق منطقة الخليج، والسعودية تحديداً، بملايين الحبوب المخدرة.

ضربات استباقية سعودية قوية ومتتالية وجّهتها على أواخر عام 2021 للحركة الإرهابية؛ فضحت نهجاً مغايراً لأصول الحرب المعروفة على مر التاريخ، ليست خدعة أو تكتيكاً، إنما تستخدم المخدرات كحجر خبيث يستهدف به عصفورَين، الأول تدمير شباب الخليج عامة، والسعودية خاصة، والآخر تمويل عملياته.

الشهور القليلة الماضية شهدت عدداً من الضبطيات الضخمة لمخدر الكبتاغون في المملكة العربية السعودية والإمارات؛ بل ولبنان قبل خروجها من البلاد، وفي كل واحدة منها حيلة مختلفة في التهريب، فالحركة الإرهابية باتت محترفة وتعرف كيف تمرر بضائعها المسمومة.

يقول العديد من التقارير: إنه فرضت تجارة مخدر الكبتاغون العابرة للحدود، نفسها على المنطقة العربية، بعد تصاعد اعتماد ميليشيا حزب الله عليها كمصدر لتمويل أنشطتها، وتشير إلى تجارة بمليارات الدولارات تفوق ميزانية دول عربية مثل سوريا، لكنها تعصف بشباب المنطقة خاصة في الخليج ومصر والشام باعتبارها المستهدف الأول منها.

أعمال إجرامية

يقول المتخصص في الشؤون العربية الدكتور حامد فارس: إنه باتت مشكلة تهريب المواد المخدرة من لبنان وتحديدا من حزب الله إلى منطقة الشرق الأوسط، جريمة منظمة ومهددة للأمن الإقليمي، تجاوزت مفهوم الحالات الفردية، ويتعين على السلطات المختصة في لبنان أن تتخذ خطوات جادة وقوية وفعّالة تجاه الأطراف أو الجماعات (وتحديدًا حزب الله) التي تستغل الاتّجار بالمخدرات وتهريبها إلى دول الجوار الأمر الذي يضر كثيرًا بالاقتصاد اللبناني.

وأضاف المتخصص بالشؤون العربية أن حزب الله اللبناني لم يصبح مجرد حاضنة للإرهابيين بل تحول مع مرور الوقت إلى أداة من أدوات التخريب في المنطقة والعالم، ولم يكتفِ بما يتلقاه من أموال من ربيبته إيران، التي لطالما تفاخر زعيمه حسن نصر الله بأنه يتلقى أمواله منها، إنما وصل الأمر إلى تهريب المخدرات، لتمويل عملياته.

وتابع أن ممارسات حزب الله الإجرامية إلى السطح خلال الآونة الأخيرة، في ظل ما تواجهه من ضغوط مالية شديدة بسبب العقوبات الأميركية ووباء فيروس كورونا والانهيار الاقتصادي في لبنان، فأصبح يعتمد بشكل متزايد على المؤسسات الإجرامية، بما في ذلك تهريب المخدرات، لتمويل عملياته.

حجم الدخل السنوي من المخدرات
 
وكشفت تقديرات لبحوث ودراسات عن حجم الدخل السنوي من تجارة المخدرات التي يقوم بها حزب الله.

ويقدر الدخل السنوي من تجارة المخدرات التي يقوم بها “حزب الله” بمئات الملايين من الدولارات، ويفوق الميزانية السنوية التي يحصل عليها الحزب من إيران والمقدرة بـ 320 مليون دولار.

وحذر تقرير دولي صادر عن وكالة إنفاذ القانون الأوروبية (يوروبول) منتصف العام الماضي، من أن عناصر «حزب الله» يعتقد أنهم «يتاجرون بالماس والمخدرات» ويغسلون الأموال باستخدام الدول الأوروبية كقاعدة.