اليمنيون بين فكي الجوع والتصعيد العسكري.. الحوثيون يقدمون المعارك على معاناة الشعب

اليمنيون بين فكي الجوع والتصعيد العسكري.. الحوثيون يقدمون المعارك على معاناة الشعب

اليمنيون بين فكي الجوع والتصعيد العسكري.. الحوثيون يقدمون المعارك على معاناة الشعب
اليمن

مع اقتراب شهر رمضان، يعيش ملايين اليمنيين أوضاعًا مأساوية في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي، في وقت تواصل فيه مليشيا الحوثي توجيه مواردها نحو الحرب بدعم إيراني، متجاهلة احتياجات الشعب اليمني المتزايدة.

الجوع بات سيد الموقف، والمساعدات الإنسانية تواجه عراقيل جمة، بينما يعاني المواطن البسيط من غلاء الأسعار وشح المواد الغذائية.

معاناة تزداد يومًا بعد يوم


وتشير تقارير المنظمات الدولية، أن أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع تفاقم الوضع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، فبالرغم من التحذيرات المستمرة، ما تزال الجماعة تفرض قيودًا على توزيع المساعدات، ما يضاعف معاناة السكان الذين يواجهون نقصًا حادًا في المواد الأساسية.

وقد هدمت ميليشيات الحوثي غالبية الأسواق الشعبية في المدن المسيطرة عليها، ولا يوجد بالمدينة سوى ثلاثة شوارع آمنة وبعيدة عن قصف مليشيا الحوثي، إلى جانب تدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع أسعار المشتقات النفطية مما تسبب في ارتفاع أسعار السلع الغذائية.

التصعيد العسكري على حساب الجياع

وبدلًا من توجيه الجهود نحو التخفيف من معاناة الشعب، تواصل جماعة الحوثي تصعيدها العسكري مدعومة بالأسلحة والأموال القادمة من إيران، المواجهات في مأرب وتعز وغيرها من المناطق تستنزف الموارد التي يمكن أن تستخدم لإنقاذ الملايين من شبح الجوع.

أرقام صادمة وتوقعات أسوأ

وفقًا لتقارير برنامج الغذاء العالمي، فإن معدلات الجوع وسوء التغذية في اليمن وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مع تحذيرات من أن الأوضاع قد تتدهور بشكل أكبر خلال الأشهر القادمة.

 الأطفال والنساء هم الأكثر تأثرًا، حيث يعاني نحو 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، ويواجه أكثر من مليون امرأة حامل أو مرضع نفس المصير.

موسم رمضان بلا فرح

ويستعد اليمنيون لاستقبال شهر رمضان، الذي يُفترض أن يكون شهرًا للخير والتكافل الاجتماعي، لكن في ظل الظروف الحالية، يبدو أن العائلات ستواجه رمضان الأكثر قسوة منذ بدء الحرب.

المحال التجارية خاوية، وأسعار السلع الأساسية وصلت إلى مستويات خيالية، بينما ما تزال المرتبات متوقفة في مناطق سيطرة الحوثيين.

ردود الأفعال والمطالبة بتحرك دولي


وقد أثارت هذه الأزمة موجة من الغضب الشعبي داخل اليمن، حيث تزايدت الانتقادات لجماعة الحوثي بسبب سياساتها التي تفاقم معاناة المواطنين. كما دعت منظمات دولية إلى تحرك عاجل لوقف الكارثة الإنسانية.


يؤكد المحلل السياسي مرزوق الصيادي، أن الحوثيين يستغلون الوضع الإنساني كورقة ضغط سياسي، ويتلاعبون بالمساعدات الغذائية عبر فرض الضرائب والقيود على المنظمات الإنسانية، الدعم الإيراني يستخدم لتعزيز المجهود الحربي، بينما المواطن اليمني يعاني من الجوع والمرض.

ويضيف الصيادي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن استمرار التلاعب بالمساعدات الإنسانية من قبل الحوثيين يُعد جريمة بحق الشعب اليمني، ويجب على المجتمع الدولي فرض رقابة صارمة على توزيع هذه المساعدات لضمان وصولها إلى مستحقيها".