هل انقلب العراقيون على طهران؟ نشطاء يقاطعون المنتجات الإيرانية
في ظل تصاعد التوترات بين العراق وإيران بسبب الانتهاكات المتكررة للسيادة العراقية من قِبَل النظام الإيراني والميليشيات الموالية له، يشهد العراق حراكاً شعبياً وسياسياً للتخلص من النفوذ الإيراني والتقرب من الدول العربية والدولية. ويأتي هذا الحراك بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق يوم الاثنين الماضي، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم أطفال.
العراقيون يرفضون الدعاية الإيرانية
منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، حاولت إيران توسيع نفوذها في العراق عبر دعم الأحزاب والميليشيات الشيعية، وممارسة الضغط والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وزعمت إيران أنها حامية العراق ضد الاحتلال الأميركي وتنظيم داعش الإرهابي، وأنها الدولة الصديقة والشقيقة للشعب العراقي، لكن هذه الدعاية الإيرانية لم تعد تجد صدى لدى العراقيين، الذين أدركوا أن إيران هي المسؤولة عن معظم المشاكل والأزمات التي يعاني منها العراق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
ولهذا السبب، بدأ العراقيون، من مختلف المذاهب والتيارات السياسية، يطالبون بالتحرر من قبضة إيران، والتوجه نحو العالم العربي والدولي، والبناء على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
حملات لمقاطعة السلع الإيرانية
أحدث الهجوم الصاروخي على أربيل ردود فعل غاضبة في العراق، حيث انتقدت الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية والمجتمع المدني هذا العمل العدائي، واعتبروه اعتداء على سيادة العراق وأمنه القومي.
ولم تقتصر الاحتجاجات على المستوى الرسمي، بل شارك فيها أيضاً الناشطون والمدونون والصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلقوا حملات لمقاطعة السلع والمنتجات الإيرانية، تحت شعار "خليها تخيس"، أي "دعها تتلف" بالعامية العراقية.
وحظيت هذه الحملات بتفاعل واسع من قِبَل العراقيين، الذين نشروا صوراً للمنتجات الإيرانية ورفضوا شراءها أو استخدامها، ودعوا إلى دعم الصناعة الوطنية والتجارة مع الدول العربية والصديقة.
وتهدف هذه الحملات إلى مواجهة الهيمنة الاقتصادية الإيرانية على السوق العراقية، والتي تستفيد منها الميليشيات الموالية لإيران، وإلى إضعاف النظام الإيراني الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى العراق.
العراق يسعى لترسيم الحدود مع إيران
إلى جانب الاحتجاجات الشعبية ضد إيران، تسعى الحكومة العراقية أيضاً لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للمشاكل الحدودية مع إيران، التي تعود إلى عقود طويلة، ومن المقرر أن تبدأ لجنة عراقية إيرانية مشتركة أعمالها بشأن ترسيم الحدود بين البلدين هذا الأسبوع، وذلك بعد أن دخلت قوات إيرانية حقل نفط الفكة واحتلت أحد الآبار فيه بحجة أنها جزء من الأراضي الإيرانية.
وتهدف هذه اللجنة إلى تحديد الخطوط الحدودية بين العراق وإيران، وفقاً للاتفاقيات الدولية المعترف بها، وإنهاء النزاعات المستمرة بين الجانبين، ويأمل العراق أن يتمكن من حماية سيادته وثروته النفطية من التهديدات الإيرانية، وأن يفتح صفحة جديدة في علاقاته مع جاره الشرقي، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.