إيران تناور بالاتفاق المؤقت: هل يقع ترامب في فخ المهلة الزمنية؟

إيران تناور بالاتفاق المؤقت: هل يقع ترامب في فخ المهلة الزمنية؟

إيران تناور بالاتفاق المؤقت: هل يقع ترامب في فخ المهلة الزمنية؟
وزير الخارجية الإيراني

كشفت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ناقش خلال محادثات غير مباشرة مع المبعوث الخاص للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، إمكانية التفاوض على اتفاق نووي مؤقت، في ظل صعوبة التوصل إلى اتفاق نهائي ضمن الإطار الزمني الضيق الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

إيران تُلمّح لصعوبة الالتزام بالموعد الأمريكي

وتابع الموقع الأمريكي، أنه خلال لقاء عُقد في روما يوم السبت، والذي تخللته وساطة من وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، أشار عراقجي إلى أن التوصل لاتفاق شامل في غضون 60 يومًا، كما يشترط ترامب، أمر غير واقعي نظرًا لتعقيدات التفاصيل الفنية المرتبطة بأي اتفاق نووي. ووفقًا للمصادر، طرح عراقجي تساؤلات حول جدوى التركيز على اتفاق نهائي فورًا، مقترحًا التفاوض أولاً على اتفاق مؤقت يسمح بمرحلة انتقالية ويهيئ الأرضية لاتفاق شامل في وقت لاحق.


وأضافت أنه في المقابل، نقلت المصادر أن ويتكوف أعرب عن عدم رغبته في الخوض بمناقشات حول اتفاق مؤقت في الوقت الراهن، مفضلًا التركيز على إتمام الاتفاق الشامل خلال المهلة المحددة. ومع ذلك، أوضح ويتكوف أن الجانبين قد يُعيدان النظر في خيار الاتفاق المرحلي إذا تبين لاحقًا أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق نهائي في الوقت المحدد.

نفي رسمي


وفيما أكدت المصادر أن عراقجي طرح فكرة الاتفاق المؤقت، نفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة ذلك في بيان رسمي لموقع "أكسيوس"، ووصفت هذه المعلومات بأنها "غير صحيحة وغير دقيقة على الإطلاق". بدورها، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على هذه الأنباء.

تقدم ملموس في مفاوضات روما


وأضاف الموقع الأمريكي، أنه رغم التباين في الروايات، أفاد مسؤول أمريكي رفيع المستوى بأن اللقاء بين عراقجي وويتكوف شهد "تقدمًا جيدًا"، مشيرًا إلى أن الطرفين توصلا إلى تفاهم أفضل بشأن المبادئ الأساسية لاتفاق محتمل. كما أكد وزير الخارجية الإيراني خلال زيارة إلى بكين أن هناك فرصة واقعية لإحراز تقدم، في حين أعلنت وزارة الخارجية العمانية أن المشاركين في المحادثات اتفقوا على الانتقال إلى "المرحلة التالية" من التفاوض.

اتفاق مبدئي على معايير اتفاق شامل


ووفقًا للبيان العماني، وافقت الولايات المتحدة وإيران على العمل من أجل التوصل إلى "اتفاق عادل ودائم وملزم" يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية ومن العقوبات، مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية.

محادثات فنية مرتقبة في مسقط


وأضاف الموقع الأمريكي، أنه من المقرر أن يلتقي مفاوضون تقنيون من الجانبين الأمريكي والإيراني مجددًا في سلطنة عمان يوم السبت، في أول جولة من المحادثات التي ستتناول تفاصيل فنية دقيقة، وعلى رأسها القيود التي تطالب بها واشنطن على برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.


وسيقود الوفد الأمريكي في هذه الجولة مايكل أنتون، رئيس قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية. ووفقًا للمصادر، قد تُستأنف اللقاءات المباشرة بين عراقجي وويتكوف في نهاية المحادثات الفنية.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خط المحادثات


وتابع الموقع أنه على هامش هذه التطورات، التقى ويتكوف يوم الأربعاء في واشنطن بمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في ثاني لقاء بينهما خلال أقل من أسبوع. وكان غروسي قد زار طهران حديثًا، وأعرب في تصريحاته من واشنطن عن انطباعه بأن إيران "تسعى فعلًا إلى اتفاق"، مضيفًا أنه شجع الطرفين على مواصلة الحوار المباشر.


وأشار غروسي إلى أن المفاوضات دخلت "مرحلة حاسمة"، كما كشف أن فريقًا فنيًا من الوكالة سيتوجه قريبًا إلى طهران لمناقشة إعادة تركيب الكاميرات وأدوات الرقابة، في خطوة قال إنها "غير مرتبطة بشكل مباشر بالمحادثات، لكنها عمليًا كذلك"، موضحًا أنه لا يعتقد أن طهران كانت ستسمح بدخول الفريق لولا وجود تقدم على مستوى الحوار.

المشهد السياسي الأمريكي


وفي الولايات المتحدة، تبرز أصوات متشددة داخل الإدارة الأمريكية مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي أعرب في مقابلة صوتية مع الصحفية باري وايس عن تشكيكه في إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب مع إيران، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الرئيس ترامب لا يزال يفضل الحل الدبلوماسي على اللجوء إلى القوة العسكرية. وأكد روبيو أن واشنطن قد توافق على إبقاء برنامج نووي مدني لدى إيران، بشرط تخلي الأخيرة عن تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها.


وحذر روبيو من أن أي عملية عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني ستكون أكثر تعقيدًا من ذي قبل، بسبب تطور قدرات إيران العسكرية وتوسع بنيتها النووية.

سباق مع الزمن وسط شكوك متبادلة


وأضاف الموقع الأمريكي أنه رغم عدم إعلان ترامب عن موعد رسمي لنهاية المهلة المحددة، يُصرّ المسؤولون الأمريكيون على أن الساعة بدأت تدق، بينما تبقى الشكوك قائمة حول نوايا الطرفين. فبينما تضغط إدارة ترامب من أجل إنجاز سريع، لا تزال طهران تتحفظ على الثقة بالرئيس الأمريكي، الذي سبق أن انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 من جانب واحد.


وتابع أن المحادثات المقبلة في مسقط قد تشكل نقطة مفصلية في اختبار نوايا الطرفين، وتحديد ما إذا كان هذا المسار التفاوضي سيقود إلى اتفاق مرحلي يمهّد لاتفاق شامل، أم سيفشل ويفتح الباب أمام مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.