ترامب يضغط من الخلف: مبعوثه يُفاوض بوتين وزيلينسكي يرفض خطة السلام

ترامب يضغط من الخلف: مبعوثه يُفاوض بوتين وزيلينسكي يرفض خطة السلام

ترامب يضغط من الخلف: مبعوثه يُفاوض بوتين وزيلينسكي يرفض خطة السلام
بوتين ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في تطور دبلوماسي لافت، التقى ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، وذلك في رابع لقاء يجمع بين الجانبين في غضون أسابيع، وسط دعوات علنية أطلقها ترامب لوقف الهجمات الروسية على أوكرانيا والتركيز بدلًا من ذلك على التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

خلفية اللقاء ورسالة ترامب


وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، غقد جاء اللقاء بعد يوم واحد فقط من منشور لترامب على منصته "تروث سوشيال"، خاطب فيه بوتين مباشرة قائلًا: "فلاديمير، توقف! دعنا ننجز اتفاق السلام!".


وأثار هذا النداء تفاعلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة أنه تزامن مع تصعيد كبير في الهجمات الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة.
حضر الاجتماع إلى جانب بوتين عدد من كبار مستشاريه، من بينهم يوري أوشاكوف وكيريل دميترييف، ما يعكس أهمية هذا اللقاء من وجهة النظر الروسية.

تفاصيل العرض الأمريكي وموقف الطرفين


وفي إطار الجهود التي يبذلها ترامب لإنهاء الحرب، قدمت الولايات المتحدة ما وصفته بـ"العرض النهائي" لكل من روسيا وأوكرانيا.

ويتضمن هذا العرض اعترافاً أمريكياً بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، فضلاً عن اعتراف غير رسمي بسيطرة روسيا على معظم الأراضي التي احتلتها منذ غزوها لأوكرانيا في عام 2022.


وأضاف الموقع الأمريكي أن أوكرانيا رفضت هذا العرض الأمريكي بشكل قاطع، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية أوروبية، مشيرة إلى أن كييف قدمت، بالتعاون مع كل من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، عرضًا مضادًا من خلال المبعوث الأمريكي كيث كيلوغ.

تصريحات ترامب الأخيرة


في مقابلة نُشرت اليوم الجمعة مع مجلة "تايم"، قال ترامب إنه يعتقد أن بوتين كان يفضل احتلال كامل أوكرانيا، لكنه ادعى أن جهوده الدبلوماسية وضغوطه المتواصلة أجبرت الرئيس الروسي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأضاف: "أعتقد أن زيلينسكي أيضًا يريد التوصل إلى اتفاق. نحن نقترب جدًا من ذلك".


وعندما سُئل عن تعهده السابق بإنهاء الحرب في أوكرانيا في اليوم الأول من ولايته إذا فاز بالانتخابات، قال ترامب إن ما قاله كان "تعبيرًا مجازيًا.. ومبالغة لغرض التوضيح".


كما أشار ترامب إلى أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "لن يحدث أبدًا"، معتبراً أن "الحديث عن انضمامها للحلف هو ما تسبب في اندلاع الحرب من الأساس". وأضاف أن شبه جزيرة القرم "ستبقى مع روسيا"، مدعيًا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "يدرك ذلك جيدًا".

الواقع على الأرض ومواقف الأطراف


وأضاف الموقع الأمريكي، أنه رغم ما يروّج له ترامب من قرب التوصل إلى اتفاق، فإن الواقع على الأرض يعكس صورة مختلفة تمامًا. فقد رفض زيلينسكي علناً بعض البنود الواردة في خطة ترامب، وفي مقدمتها الاعتراف بالسيادة الروسية على القرم.


لكن في المقابل، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انفتاحًا على فكرة الاتفاق، مشيرًا إلى أن موسكو "جاهزة للتوصل إلى تسوية" بشرط "تعديل بعض عناصر المقترح".

سياق أوسع وتحركات سابقة


وتجدر الإشارة إلى أن لقاء الجمعة بين ويتكوف وبوتين هو الثالث خلال شهر أبريل، بعد لقاء سابق جرى في مدينة سان بطرسبورغ.

وكان ويتكوف قد سافر إلى روسيا خصيصًا لهذا الغرض، وفقًا لمصادر مطلعة وبيانات حركة الطيران.


ويأتي هذا اللقاء أيضًا بعد أن وجّه ترامب انتقادًا نادرًا بوتين في أعقاب الضربة الجوية الروسية الأخيرة على كييف، والتي وقعت بعد ساعات فقط من تصريحات ترامب بشأن "استعداد بوتين لصنع السلام".


وفي خضم هذه التطورات، وجّه ترامب مؤخراً انتقادات شديدة لزيلينسكي، متهماً إياه بـ"إفشال خطة السلام الأمريكية"، قائلًا إن الرئيس الأوكراني "لا يملك أي أوراق للمساومة".


وجاء هذا التصريح بعد أن رفضت كييف رسميًّا العرض الأمريكي للسلام الأسبوع الماضي.