إسرائيل تستعد لإيران.. نتنياهو وترامب على خط النار قبل قمة مار-أ-لاجو

إسرائيل تستعد لإيران.. نتنياهو وترامب على خط النار قبل قمة مار-أ-لاجو

إسرائيل تستعد لإيران.. نتنياهو وترامب على خط النار قبل قمة مار-أ-لاجو
ترامب

بينما تراجع الحديث حول المرحلة الثانية في غزة، تحذر إسرائيل من تسارع جهود إيران في إعادة بناء قدراتها الصاروخية والدفاع الجوي، وفقًا لما نشرته القناة الـ 14 الإسرائيلية
من المتوقع أن يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة بدائل عمل، فيما يتجلى بوضوح الفارق الاستراتيجي بين مواقف الطرفين.


حتى وقت قريب، بدا أن اجتماع نتنياهو وترامب في مار-أ-لاجو سيركز على المرحلة الثانية في غزة، والتي تشمل الانتقال إلى الواقع الجديد الذي يسعى ترامب لتأسيسه، بما في ذلك إقامة قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، حكومة تكنوقراط فلسطينية، بدء إعادة إعمار القطاع، والنقاش العميق حول شروط هذه المرحلة.


لكن مع اقتراب موعد الاجتماع، اتضح أن قضية أخرى تتصدر المشهد بالنسبة لنتنياهو، وربما أيضاً بالنسبة لترامب، متجاوزةً أولوية غزة، وهي إيران، خصوصاً فيما يتعلق بإعادة تسليحها المتسارعة والعزم الإسرائيلي على عدم السماح لها باستكمال هذا المسار.

إيران تعيد بناء قدراتها بسرعة


تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن إيران تجاوزت بسرعة مرحلة الصدمة التي أعقبت الهجمات الصيفية الأخيرة إلى مرحلة التعلم وإعادة البناء.


ولا يتركز الجهد الأساسي لإيران حالياً على السعي العلني نحو تطوير السلاح النووي، بل على إعادة تأهيل قدراتها في طبقة الصواريخ الباليستية، خطوط الإنتاج، والقدرة على استعادة جاهزية أنظمة الدفاع الجوي التي تضررت.


ويعتبر الخبراء أن التهديد الفوري لا يقتصر على السلاح النووي، بل على الصواريخ الباليستية، التي تشكل الغطاء الاستراتيجي لإيران، سواء للدفاع عن منشآتها أو للهجوم، فبدون مظلة صاروخية ودفاع جوي تصبح المنشآت النووية أهدافاً سهلة، ومع وجود الغطاء تتحول إلى تحدٍ استراتيجي معقد.

تغيير في العقيدة الإيرانية


تعمل إيران ليس فقط على العودة إلى وضعها السابق، بل على العودة بطريقة مختلفة. فقد علمتها الضربات الصيفية مواقع نقاط الضعف التي يمكن توزيعها، وأماكن وضع المكونات تحت الأرض، وكيفية دمج قدرات الصواريخ مع طبقات الدفاع لزيادة صعوبة أي هجوم مستقبلي. هذه التغييرات تمثل تحولاً عقائدياً أكثر منها مجرد إصلاح الأضرار.

المفاوضات القادمة بين نتنياهو وترامب


على خلفية هذه التحديات، كشف تقرير أمريكي عن النقاش الداخلي الفعلي بين واشنطن والقدس، حيث لم تشر مكتبة نتنياهو إلى التفاصيل مسبقاً، لكنها لم تتجنب التعامل مع إيران كقضية محورية في القمة القادمة في مار-أ-لاجو.


من المتوقع أن يقدم نتنياهو أربع بدائل لترامب تتراوح بين هجوم إسرائيلي مستقل، دعم أمريكي محدود، عملية مشتركة، أو تحرك أمريكي كامل، وهذه البدائل ليست مجرد فرضيات نظرية، بل تمثل نقاشاً حول الوقت: الانتظار ومحاولة كبح إيران بوسائل دبلوماسية، أو التحرك قبل أن تصل جهود إعادة البناء إلى نقطة لا رجعة فيها.

الفارق الاستراتيجي بين واشنطن والقدس


تكمن مركزية النقاش في تحديد ما تستطيع الولايات المتحدة تحمله، إذ يسعى ترامب إلى تحقيق استقرار إقليمي وتجنب حرب بلا نهاية واضحة.


ومن جانبه ترى إسرائيل في إيران تهديداً وجودياً، وترى الخيار العسكري كضمان حياة، خاصة إذا كانت تقديرات تسارع إنتاج الصواريخ وإعادة تجهيز الدفاعات صحيحة، إذ أن أي تأجيل يعني أن إيران ستكون أكثر حماية، وأكثر توزيعاً، وأكثر صعوبة في استهدافها مستقبلاً.


لذلك، حتى إذا عرض نتنياهو مجموعة من البدائل، فإن الرسالة واضحة: إسرائيل لن تسمح لإيران بإعادة بناء مظلة صاروخية ودفاع جوي تغلق السماء فوق مواقع حساسة.


تبرز هذه المسألة الفارق الاستراتيجي العميق بين مواقف تل أبيب وواشنطن، بين البحث عن الاستقرار وتجنب الحرب من جهة، والخوف من أن يؤدي التأجيل إلى صراع أكبر لاحقاً من جهة أخرى، وهي القضية المحورية التي ستشكل جوهر القمة المرتقبة.