بعد سيطرة طالبان.. هل ستحتفظ تركيا بقواتها في أفغانستان؟
تسعي تركيا لإبقاء قواتها في أفغانستان
طرحت صحيفة "حرييت" التركية، اليوم الاثنين، تساؤلاً حول ما إذا كانت تركيا ستواصل الاحتفاظ بقواتها في أفغانستان بعدما سيطرت حركة طالبان الإرهابية على العاصمة كابول.
وقالت الصحيفة: إن دخول طالبان إلى كابول والسيطرة عليها كان أكثر سلاسة وأسرع مما كان يعتقد الكثيرون، بما في ذلك استخبارات الولايات المتحدة، إذ شهد يوم أمس بداية حقبة جديدة في أفغانستان مع وصول طالبان إلى السلطة بعد 20 عامًا. وقال مسؤولون أفغان: إن الانتقال سيكون سلميا، ولن تهاجم طالبان كابول وتسمح باستمرار تشغيل المطار الدولي.
درس للغرب
واعتبرت "حرييت" أن انهيار قوات الأمن الأفغانية، التي كان لديها حوالي 300 ألف جندي مسلَّح تم تدريبهم من قِبل الولايات المتحدة، وحلفاء آخرون في الناتو في العقدين الماضيين، لمواجهة طالبان، هو بمثابة درس آخر يجب أن يتعلمه الغرب، مضيفة أنه بشكل مختلف عن 1996-2001 ، أصبحت طالبان الآن أقوى وأكثر تنظيمًا ويبدو أنه لا توجد قوة دولية أو مجموعة مقاومة محلية يمكنها إيقافهم.
وأضافت الصحيفة أن اجتياح طالبان لكابول جاء في وقت كانت فيه تركيا والولايات المتحدة في محادثات مستمرة بشأن سيطرة تركيا على المطار الدولي في العاصمة، حيث نشرت تركيا حوالي 500 جندي في هذا المطار منذ عام 2015 للحفاظ على استمرار تشغيل الرحلات الجوية من كابول وإليها. وكانت تركيا قد أعربت عن استعدادها لمواصلة التفويض بعد إنهاء مهمة الناتو وانسحاب الولايات المتحدة، بشرط أن يُقدِّم الأخير الدعم السياسي واللوجستي والمالي.
وتابعت أنه قبل أيام فقط من تقدُّم طالبان نحو كابول، أبلغ وزير الدفاع التركي "خلوصي آكار" أن القضية ستتبلور في الأيام المقبلة خلال زيارة لباكستان المجاورة لأفغانستان، مضيفة أنه من غير المعروف كيف ستتأثر الخطط التركية الأميركية بعد تولي طالبان السلطة.
إجلاء الدبلوماسيين
وبحسب الصحيفة فإنه حتى وقت متأخر من بعد ظهر يوم 15 أغسطس، لم يبلغ المسؤولون الأتراك عن أي موقف سلبي فيما يتعلق بسلامة القوات التركية في المطار والموظفين الدبلوماسيين الأتراك. وقال مسؤولون إن السفارة التركية تواصل عملياتها من المنطقة المحمية بالمطار لأسباب أمنية، وسيتم إجلاء المواطنين الأتراك الراغبين في مغادرة البلاد من قِبل الخطوط الجوية التركية.
وأضافت أنه في واقع الأمر، كانت تركيا تشهد قدوم حركة طالبان، حيث أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان بالفعل عزمه على مقابلة كبار قادة طالبان ومناقشة مهمة تركيا المستمرة لإبقاء المطار مفتوحًا. وبحسب مصادر دبلوماسية ، فقد أبقت تركيا دائمًا قنوات اتصالها مع طالبان مفتوحة، لكن بيان أردوغان يظهر أن أنقرة لن تتردد في إقامة حوار مباشر مع الحركة في الفترة الجديدة.
هل تتفق تركيا مع طالبان؟
وأضافت الصحيفة أنه يجب التوصل إلى اتفاق مع طالبان إذا ظلت تركيا مهتمة بتشغيل المطار، فيما يعتقد الكثيرون في أنقرة أن طالبان ستفضل إبقاء المطار عاملاً حتى لا يتم عزله تمامًا عن بقية العالم.
لكنه من الواضح أنه من الصعب للغاية التنبؤ بكيفية تطور الأمور في الأيام المقبلة، حيث ذكرت وكالات دولية أنه تم بالفعل إجلاء العديد من السفارات وأن الأجانب يغادرون كابول. ومن المحتمل جدًا أن يتلاشى الوجود الدبلوماسي في العاصمة الأفغانية قريبًا جدًا وقد تصبح ضرورة إبقاء القوات التركية في المطار غير ضرورية.
وجددت أحزاب المعارضة التركية، التي طالما انتقدت حكومة أردوغان لتفاوضها بشأن تمديد بقاء القوات التركية في أفغانستان، دعوتها لسحب الجنود على الفور.