بعد هجوم البصرة.. عودة داعش تؤجج الأوضاع من جديد بالعراق
يسعي تنظيم داعش الإرهابي العودة في العراق من خلال التفجيرات
رغم أن العراق أعلن الانتصار على داعش في ديسمبر 2017، وعلى الرغم من هزيمة التنظيم إلى حد كبير، إلا أنه يواصل مسلحوه شن هجمات متفرقة وتشكيل خلايا محدودة في أنحاء البلاد، لاسيما في الشمال، وخاصة بعد تفجير البصرة الذي وقع بالأمس.
استهداف ضابط مخابرات
وكشفت مصادر مطلعة أن التفجير الذي استهدف البصرة العراقية كان هدفه اغتيال ضابط بالاستخبارات لعب دورا باعتقال ما يُعرف بـ"فرقة الموت".
ورغم أن حوادث التفجير والمفخخات بات أمرا معتادا في العراق، إلا أن خفايا ما وقع أمس قرب مستشفى حكومي يكشف طريقة جديدة لا يمكن نسبها لتنظيم داعش الإرهابي.
الكاظمي يحذر
قال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة اليوم الأربعاء إن الإرهاب يريد أن يثني الدولة عن واجباتها ويشغلها بالأحداث الفوضوية من أجل حصاد المصالح الرخيصة.
وأضاف الكاظمي، خلال زيارته إلى محافظة البصرة واجتماعه مع القيادات الأمنية اليوم: "صباحا كنا في مخمور، ووجهنا رسالة واضحة للزمر الإرهابية، بأنها عاجزة عن اللعب بأمن العراق ومثلما أسقطنا قيادات الإرهاب الواحد تلو الآخر، وضربنا خلاياه في أقصى الصحاري والجبال، سنكون لهم بالمرصاد في أي نقطة من عراقنا الحبيب"، حسب بيان للحكومة العراقية.
وأضاف: "من هنا أقول لكم إن الدم العراقي واحد، والإرهاب واحد وإن تعددت أسماؤه وأقنعته.. وسنقف بكل قوة أمام من يهدد أمن العراق ويجرؤ على ترهيب العراقيين".
وأكد القائد العام للقوات المسلحة أن "هناك داعش يسعى لإرهاب المواطن، وهناك من يسعى لإرهاب الدولة، وكلاهما عدو واحد".
وأوضح أن "جريمة قتل ضباطنا في الأجهزة الأمنية غدراً وخيانة، وجريمة قتل خيرة شبابنا بدم بارد هي سلسلة جرائم واحدة... وسوف نجرهم للعدالة بالقانون".
السيطرة على شمال البلاد
فيما كشفت تقارير عراقية عن مصادر أمنية، إن قوات عراقية ومقاتلي البشمركة الكردية، استعادوا السيطرة على قرية شمالي البلاد، بعد أن سيطر عليها مسلحو داعش في اليوم السابق.
وقالت المصادر: إن قوات النخبة في وزارة الداخلية العراقية، ومقاتلي البشمركة الكردية، تمكنوا في ساعة مبكرة من السيطرة على قرية لهيبان، على الرغم من أن المسلحين قاموا بتفخيخ بعض المنازل بعبوات ناسفة.
وأضافت أن عناصر من داعش قتلوا في هجوم منفصل، 4 جنود من البشمركة ومدنيا، وأصابوا 6 آخرين، عندما هاجموا قرية قره سالم بشمال العراق، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وقالت وزارة شؤون البشمركة في بيان: إن الهجوم تسبب في سقوط ضحايا، لكنها لم تؤكد عددهم.
وقال عقيد من البشمركة، إن مسلحي داعش "ينتهجون أسلوب الكر والفر في هجمات ليلية على مواقع القوات الكردية"، مضيفا: "إنهم يتجنبون البقاء على الأرض لفترة طويلة، وجرى إرسال المزيد من التعزيزات إلى المنطقة لمنع المزيد من الهجمات".
هل تعود "داعش"؟
فيما قالت المحللة العراقية لينا مظلوم: إن نشاطات الجماعات الإرهابية يزداد كلما حصلت تطورات أو أزمة سياسية تنشغل بها مؤسسات الدولة، إذ تمثل فرصة لهذه الجماعات لتنفيذ عملياتها.
ولفتت المحللة العراقية في تصريح لـ"العرب مباشر" أن الجماعات الإرهابية مثل داعش تعلن شن هذه الهجمات حتى تؤكد أنها لا تزال موجودة في الساحة العراقية بالرغم من هزيمتها من قبل القوات الأمنية العراقية وبدعم من التحالف الدولي عام 2017.
وأوضحت، أنه في ظل الأوضاع الراهنة ليس من المستبعد أن تتزايد العمليات الإرهابية لتنظيم داعش الذي غالبا ما يستغل الأزمات السياسية في القيام بنشاطاته وأعماله الإرهابية.